* ديزنى تعيد طرح أعمالها الأسطورية فى دور العرض بنسخ سينمائية حية تجمع بين الواقع والابتكار 

* تستخدم تقنية «لايف أكشن» فى ألعاب الفيديو والأفلام والبرامج التليفزيونية
 
برزت فى الآونة الأخيرة مجموعة من الأعمال السينمائية التى تتبع طريقة مبتكرة فى إظهار الشخصيات الكرتونية والحيوانية، فى صورة حية لتظهر وكأنها أفلام التقطت من واقع حقيقى بدلا من استخدام الرسوم المتحركة «الأنيميشن»، التى تظهر لنا جميعا على أنها صورة ملونة يتم تحريكها بطريقة تكنولوجية، لكن تقنية «لايف أكشن» تعتمد فى الأساس على نقلك لوقع يبدو أنه حقيقى. 
 
ظهرت تقنية «لايف أكشن ــ السينما الحية» فى العديد من الأفلام خلال السنوات الماضية، لكنها كانت تستخدم لإظهار شخصيات أحادية فى الأفلام مثل شخصية الفيل فى فيلم «دامبو ــ Dumbo»، وشخصية النمر فى فيلم «حياة باي ــ life of pi» الذى صاحب بطل الفيلم طوال رحلته التائهة فى مياه البحر واتضح فى النهاية أنه لم يكن هناك نمر حقيقى على هذه المركب الصغيرة وإنما هو صورة صنعتها تقنية تكنولوجية معروفة باسم «live action».
يستخدم صناع السينما، تطور تقنيات الـ (CGI) لتجسيد الحيوانات والكائنات الخيالية، عن طريق تطبيق لابتكار مشاهد ثابتة أو متحركة، ثنائية وثلاثية الأبعاد، يمكن استخدامها فى ألعاب الفيديو والأفلام والبرامج التليفزيونية، تبدأ بوضع بإعداد النص الخاص بالمشهد، وتحديد الشخصيات والحوارات والحركات التى ستستخدم، مرتبة زمنيا، ثم تحريك الرسوم المولدة بالكمبيوتر سواء كانت ثنائية أو ثلاثية الأبعاد، ووضع تصميم وبناء نموذج أساسى لأبعاد المشهد، ثم التدقيق النهائى فى التفاصيل المنتجة كاملة. 
 
لا تستخدم هذه التقنية فى تجسيد الحيوانات أو ابتكار المناظر الطبيعية فقط، بل استخدامها صناع فيلم Furious 7، لإعادة بطل السلسلة الشهيرة بول ووكر الذى توفى فى حادث تصادم فجأة أثناء الإعداد للفيلم، ولكن حرص فريق العمل على ظهوره معهم فى الفيلم افتراضيا من خلال هذه التكنولوجيا المتقدمة، لاستكمال المشاهد غير المنتهية له، وإعادته باستخدام صور جرافيك واقعية.
 
استغلت هوليوود هذه التكنولوجيا فى تقديم أعمال فنية ناجحة ومؤثرة فى تاريخ السينما العالمية وشخصيات فارقة، منها شخصية الغوريلا فى فيلم «king kong»، والشخصيات الخيالية للفيلم الأنجح تاريخية «Avatar».
 
استخدام رسوم «سى جى إى» قلل من الحوادث الخطرة فى المشاهد، وأزال كثيرا من العقبات أمام صناع السينما، لذا فهى تمثل مستقبلا مشرقا لصناعة الأفلام، وأصبحت تستخدم فى إنتاج أفلام كاملة بالاعتماد عليها فقط دون تدخلات بشرية مثل ما تقدم عليه شركة ديزنى.
 
اتجهت شركة ديزنى فى الآونة الأخيرة لإعادة إحياء أعمالها الأسطورية التى حققت نجاحا كبيرا بتقنية الرسوم المتحركة «الأنيميشن»، ولكن هذه المرة اتجهت لتقنية «لايف أكشن»، التى تستخدم التصوير الفوتوغرافى بدلا من الرسوم المتحركة المصنوعة أو الدمج بينهما لإنشاء فيلم كامل بها الشكل.
 
بدأت هذه الأعمال مع فيلم «كتاب الأدغال ــ The Jungle Book» الذى طرح عام 1944 وهو إعادة إحياء لنسخة الرسوم المتحركة التى طرحت عام 1967، عن قصة الفتى اليتيم الذى ترعرع فى الأدغال بين الحيوانات ورحلته ليكون ملك الغابة.
 
وتوالت الأعمال على فترات متباعدة تخللها جزأى فيلم «101 Dalmatians» و«102 Dalmatians» عامى 1996 و2000 وهما استحداث لنسخ الستينيات التى تدور أحداثها حول مجموعة الكلاب الماسية التى تطمع فى جلودها صنع معاطف الفراء باهظة الثمن. 
 
بعد ذلك بـ10 أعوام، أعادت ديزنى تقديم قصة «أليس فى بلاد العجائب ــ Alice in Wonderland» عام 2010، بدلا من نسخة الرسوم المتحركة التى طرحت عام 1951، وتوالت القصص المعاد صياغتها مثل قصة «السندريلا»، و«دامبو» الفيل الصغير الذى يمكنه الطيران ويقدمان عروضا فى سيرك.
 
أعلنت ديزنى هذا العام، بدء مرحلة جديدة من مشروعها لإعادة تقديم أعمالها الكلاسيكية، والتى تزينها هذا العام قصة أسطورة أرض العزة وملحمة الأسد سيمبا الذى فقد والده الملك موفاسا بعد مؤامرة من أخيه الشرير سكار، ويساعده أصدقاؤه تيمون وبومبا على استعادة مملكة أبيه ومقاتلة الضباع حتى تعود باقى أفراد عائلته إلى غابتهم المحببة.
 
حقق «الأسد الملك» نجاحا كبيرا عند طرحه عام 1994، وحققت إيرادات قاربت على المليار دولار آنذاك بعدما بلغت ميزانيته 45 مليون دولار، وقدمت منه نسخة مدبلجة باللغة العربية علقت فى أذهان الأطفال. ولكن النسخة المقرر طرحها يوم 19 يوليو المقبل، تحمل مفاجأة لمحبى قصة أرض العزة حيث سيتحول من تقنية الرسوم المتحركة إلى تقنية «لايف أكشن» حيث ستعتقد أنك تشاهد فيلما وثائقيا عن عالم الحيوانات حتى تبدأ الحيوانات فى التكلم ولن تصدق أنها غير حقيقية، هذه النسخة بطولة دونالد جلوفر، بيونسيه، سيث روجن، جون أوليفر ومن إخراج الأمريكى جون فافرو.
 
بعد العرض الخاص للفيلم الذى أقيم الأسبوع الماضى بحضور أبطاله، جاءت ردود الفعل إيجابية، وأجمع عدد من النقاد على أن النسخة المستحدثة من أسطورة الأسد الملك تتمتع بتقنية بصرية مذهلة، وتترك بصمات عاطفية على الجمهور.
 
بعد انتهائها من فيلم «الأسد الملك» أعلنت ديزنى البدء فى إعادة إحياء قصة أسطورية جديدة من أعمالها الناجحة وهى قصة «سنو وايت»، التى أنتجت الشركة نسختها الأولى بتقنية الرسوم المتحركة عام 1937، باسم «سنو وايت والأقزام السبعة ــ Snow White and the Seven Dwarfs»، وكان الأول من نوعه فى هوليوود.
 
ومنذ أيام أعلنت ديزنى عن استعدادها لإنتاج النسخة السينمائية الحية من فيلم الرسوم المتحركة «حورية البحر الصغيرة ــ Little Mermaid» الذى تدور أحداثه حول «حورية البحر ــ أرييل»، الابنة الصغرى المتمردة لملك البحر «تريتون»، التى دائما تحلم بالعيش على سطح الأرض، من بطولة المغنية الأمريكية هالى بيلى التى تبلغ من العمر 19 عاما.
 
ويبدو أن ديزنى لن تتوقف حتى تعيد كل أعمالها الناجحة إلى دور العرض مرة أخرى مستغلة قدرات تقنية النسخ السينمائية الحية «Live action» فى تحقيق هذه الغاية وتشمل قائمة الأفلام عددا من الأعمال الشهيرة منها «Pinocchio Tink،Peter Pan ،101 Dalmatians،Mulan».