عرض/ سامية عياد
قال الرب يسوع لتلاميذه ليلة الصلب "أنا هو الطريق والحق والحياة ، ليس أحد يأتى الى الآب إلا بى" مشيرا الى أن الوجود معه هو الطريق المؤدى للحياة الأبدية ..
 
القمص يوحنا نصيف راعى كنيسة السيدة العذراء شيكاغو فى مقاله "المسيح هو الطريق" وضح لنا أن الكنيسة منذ عصر الرسل وحتى الآن عاشت على حقيقية أن المسيح هو الطريق ، الطريق الى الخلاص ، الطريق الى الأبدية ، لذا كان المسيحيون الأوائل يسمون "أهل الطريق" ، وقد ننزعج من وصف الرب يسوع بأنه طريق كرب وبابه ضيق جدا ، ولكن بعد أن فهمنا أن الطريق هو المسيح نفسه فهذا يطمئنا بأن ثباتنا فى المسيح سيضمن الوصول بكل تأكيد الى هذا الطريق .
 
ولكن ماذا ينبغى أن نفعل لكى نضمن هذا الطريق ، القديس بولس الرسول يؤكد لنا أن سلوكياتنا وتصرفاتنا هى التى تضمن لنا الطريق قائلا : "كما قبلتم المسيح يسوع الرب اسلكوا فيه ، متأصلين ومبنيين فيه.." ، والقديس بطرس الرسول يضع لنا روشتة متكاملة عن كيفية السلوك فى الطريق إذ يطلب منا أولا: رفض الفساد والشهوات العالمية الزائلة بل والهروب منها تماما ، ثانيا : الجهاد الروحى المستمر والتحلى بمخافة الله والفضائل الحميدة وعلى رأسها المحبة للجميع كما أحبنا المسيح حتى الموت ، وطبقا لهذه الروشتة سيكون السير فى الطريق ممتعا ومفرحا وغاية فى الأمان والطمأنينة.
 
ولكن صعوبة الطريق حينما وصفه الرب بأنه صعب وكرب تكمن فى أنه يمر وسط مقاومة شرسة من عدو الخير ، فالرب يسوع قبل أن يتألم ويهان ويجرج ويصلب ويرفض من العالم فى حين أنه الإله القادر القوى ، ونحن ينبغى أن نتألم معه ونسير فى طريقه مهما كان مقاومة العالم والرفض والاضطهاد لأن النهاية فرح عظيم ومجد أبدى .
 
هب لنا يا الله أن نثبت فيك وتثبت فينا ومهما كان طريقك ملىء بالأشواك لا تجعلنا نهتز أو ننزعج بل نتقوى ونتشدد بثقة لا حدود لها فى قوة عمل يديك التى لا تتركنا حتى نكمل الطريق ونصل إليك