عرض/ سامية عياد
حياتنا بدون مباركة الله لا قيمة لها ، والبركة ننالها بطاعة الله والعمل بوصاياه "لتحرص أن تعمل بجميع وصاياه .. وتأتى عليك جميع هذه البركات وتدركك.." بالبركة حياتنا تثمر الخير والحب والفرح .. 
 
المتنيح البابا شنودة الثالث فى مقاله "البركة" حدثنا عن البركة وفاعليتها وأنواعها ، تبدأ البركة منذ أن خلق الله آدم وحواء حيث خلقهما على صورته ومثاله وباركهم الله وقال لهم : "أثمروا وأكثروا واملأوا الأرض وأخضعوها ..." ، ونفس البركة كانت لنوح وبنيه "وبارك الله نوحا وبنيه ، وقال لهم أثمروا وأكثروا واملأوا الأرض ، ولتكن خشيتكم ورهبتكم على كل حيوانات الأرض ، وكل طيور السماء ، .." وهنا البركة تعنى الكثرة والسلطة وتطور الأمر الى أن جعل الله البعض بركة مثال أبونا إبراهيم قال الله له "أجعلك أمة عظيمة.. وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض" بل منحه الرب أيضا الكثرة "أجعلك أبا لجمهور من الأمم ، وأثمرك كثيرا جدا" كان وعد الرب أن نسل إبراهيم يكونون فى الكثرة مثل نجوم السماء ورمل البحر ، لا يحصى لهم عدد ، إيليا كان بركة فى بيت أرملة صرفة صيدا فى وقت المجاعة "كوار الدقيق لم يفرغ ، وكوز الزيت لم ينقص" ، يوسف الصديق كان بركة فى بيت فوطيفار .
 
والبركة لها مصادر متعددة منها أولا: حفظ الوصايا ، فكما جاء فى سفر التثنية أن طاعة الرب والعمل حسب وصاياه يضمن للإنسان الحصول على أنواع كثيرة من البركات فى الصحة والمال والأبناء ولا يقدر الأعداء أن يهزموه ، ثانيا: إكرام الوالدين ، أذ كانت ضمن الوصايا العشر "أكرم أباك وأمك لكى تطول أيامك على الأرض" ، يعقوب سعى الى نوال بركة أبيه ولو بحيلة خاطئة وصارع مع الرب قائلا له "لا أطلقك إن لم تباركنى" ، وعيسو أخوه صرخ وبكى طالبا البركة من أبيه ، ثالثا: دفع العشور : "هاتوا العشور وجربونى" فمن يعطى يحصل على بركة الذين يتلقون عطاءه ، فيدعون له ، ويكون له كنز فى السماء وتحل البركة فى بيته وذريته.
 
كل عمل طيب يقوم به الإنسان ينال بركته سواء بركة روحية أو بركة مادية وعن البركات الروحية قال القديس بولس الرسول "باركنا بكل بركة روحية" ، هناك بركة الكهنوت فالكاهن يبارك الشعب بالرشم أو بوضع يده أو بكلمة بركة ، والكنيسة تبارك الشعب بقول الكاهن "محبة الله الآب ، ونعمة الابن الوحيد وشركة موهبة الروح القدس ، تكون مع جميعكم ، امضوا بسلام ، سلام الله يكون معكم" وتوجد أيضا مباركة البيوت ، حينما يزور الكاهن أى بيت يباركه بصلاة معينة ويتم رشه بالماء المصلى "بيوت صلاة ، بيوت طهارة ، بيوت بركة ، أنعم بها يا رب علينا وعلى عبيدك الآتين بعدنا الى الأبد" ، هناك أيضا مباركة المائدة ، قبل تناول الطعام علينا مباركة الطعام ورشمه ، والبركة ننالها أيضا من القداس الإلهى والتناول "طهارة لأنفسنا وأجسادنا وأرواحنا" ، هناك بركة ننالها من الأديرة والكنائس ورفات القديسين وأيقوناتهم .
 
هب لنا يا رب أن نعمل بوصاياك المحيية لكى نكون مباركين فى بيوتنا وعملنا وفى أولادنا وعلاقاتنا وحياتنا ..