منافذ مدعمة لخدمة مرضى حساسية القمح: نجدة من السماء

 

دلال جلال، تعيش نفس التجربة مع ابنتيها، المصابتين بحساسية «بيض وقمح ولبن»، فاضطرت إلى عمل قوائم بأهم المحلات التى تقدم تلك الأطعمة فى المناطق المجاورة، كما التحقت بعدد لا نهائى من «الجروبات» على مواقع التواصل الاجتماعى، حتى تتعرف على أماكن بديلة حال إغلاق أحد تلك المحلات بشكل مفاجئ كما حدث لها من قبل.

 

جهات حكومية تقدم أطعمة مدعمة لمرضى «السيلياك»، معلومة فاجأت بعض الأمهات، بعد استنزاف الجيوب لشراء المنتجات من المحلات والسلاسل الشهيرة، فاهتدت «دلال» مؤخراً إلى وحدة الخبز بمعهد تكنولوجيا الأغذية التابع لمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة، وباتت تعتمد عليها فى تغذية طفلتيها: «كنت أنفق أموالاً طائلة لشراء تلك المنتجات، بما يفوق ميزانية البيت، إلى جانب ثمن المواصلات للوصول إلى مخابز بعيدة عن منزلنا، فكان أقرب محل على سبيل المثال فى منطقة حلمية الزيتون، ونحن نعيش فى الجيزة، ولكن بمجرد أن عرفنا أن الوزارة تقدم لنا المخبوزات بأسعار رمزية، شعرنا بنجدة من السماء».

 

خدمة جليلة قدمتها سارة متولى، موظفة، لأسر الأطفال المصابين، بسبب قراءتها المستمرة عن المشكلة، فقامت بنشر وتعريف الناس بأهم الأماكن الحكومية، التى تقدم الأغذية الخالية من الجلوتين: «عديد من الناس لا يعرفون أن جهات مثل مستشفى الدمرداش ومعهد تكنولوجيا الأغذية، تقدم سلعاً لمرضى حساسية القمح، بأسعار تقل عن 10 جنيهات للمنتج الواحد، رغم أن شبيهتها فى المنافذ الخاصة تصل إلى 30 و40 جنيهاً».

 

«نتمنى أن يعرف الناس وحدة الخبز، حتى نقدم خدمة لأكبر عدد ممكن من الأسر»، كلمات الدكتورة إيمان سالم، رئيس معهد بحوث تكنولوجيا الغذاء، عن الوحدة التى تم إنشاؤها عام 1994، بهدف قومى هو تقليل استهلاك الدقيق، ثم تحولت بعد فترة وقدمت خدمة لمرضى حساسية القمح بجميع مشتقاتها: «فى الوحدة نقدم كل أنواع الأطعمة الخالية من الجلوتين، مثل العيش، البسكويت، البتى فور، المكرونة، ولم نترك منتجاً إلا وصنعناه، لتخفيف معاناة المريض، وحتى يشعر بأنه إنسان طبيعى، لا ينقصه شىء».

 

يخدم المعهد بحسب «إيمان» نحو 3000 مواطن يومياً: «يأتينا المرضى من كل مكان تقريباً، والسبب أن أسعارنا رمزية لا تتجاوز الـ8 جنيهات، وأكثر شىء يتم طلبه هو الخبز، ولا يتجاوز سعر كيس الخبز الـ5 جنيهات»