والجزائر تبدأ في الحل ومباحثات من أجل اليمن

سليمان شفيق
ردا على الاتفاق الأمريكي التركي الساعي لإنشاء "منطقة آمنة" شمال سوريا، أعلنت دمشق أمس الخميس رفضها "القاطع والمطلق" للمشروع محملة الأكراد مسؤولية ذلك، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية "سانا."

وقالت سانا:" إن بعض الأطراف السورية من المواطنين الأكراد التي فقدت البصر والبصيرة وارتضت لنفسها أن تكون الأداة والذريعة لهذا المشروع العدواني الأمريكي التركي تتحمل مسؤولية تاريخية في هذا الوضع الناشئ".

مع توسع دور الأكراد في سوريا وإنشائهم إدارة ذاتية في شمال وشمال شرق سوريا، زادت خشية تركيا من أن يقيموا حكما ذاتيا قرب حدودها.
وكانت واشنطن وأنقرة قد اعلنوا اول امس الاربعاء ، الاتفاق على إنشاء مركز عمليات مشترك "لتنسيق وإدارة منطقة آمنة" في مناطق سيطرة الأكراد قرب الحدود التركية، ويأتي ذلك بعد ثلاثة أيام من المحادثات المكثفة لتفادي هجوم تركي جديد ضد أكراد سوريا.

وبدا الاتفاق وكأنه محاولات جديدة لكسب الوقت إذ لم يتضمن أي تفاصيل معلنة حول حجم تلك المنطقة الآمنة أو موعد بدء إنشائها أو كيفية إدارتها، بل اكتفى بالإشارة إلى أنها ستكون "ممرا آمنا" مع التأكيد على ضرورة عودة اللاجئين السوريين في تركيا.

ويذكر أنه ولمواجهة توسع الأكراد، شنت أنقرة منذ 2016 عمليتين عسكريتين في سوريا، وتمكنت في العام 2018، من السيطرة مع فصائل سورية موالية لها على منطقة عفرين، ثالث أقاليم الإدارة الذاتية الكردية.

ومنذ ذاك الحين، لم تهدأ تهديدات أنقرة بشن هجوم جديد على مناطق الأكراد في شمال وشمال شرق سوريا، والتي يطلق عليها تسمية "شرق الفرات"، وينتشر فيها المئات من القوات الأمريكية الداعمة للأكراد.

وتطمح أنقرة إلى إنشاء منطقة آمنة بعرض أكثر من 30 كيلومترا على طول حدودها داخل سوريا، على أن تسيطر عليها بالكامل وتنسحب منها وحدات حماية الشعب الكردية، التي تصنفها منظمة "إرهابية".

ويرى مراقبون أن أحد أهداف أنقرة تكمن في محاولتها وضع يدها على مناطق جديدة في سوريا تعيد إليها اللاجئين السوريين لديها، وهي التي تستضيف 3,6 مليون منهم.

ومن هنا كان البند المتعلق بالتأكيد على ضرورة عودة اللاجئين، أكثر ما لفت الكثير من المراقبين في الاتفاق الأخير.

ويرى مراقبون أن وجود اللاجئين لعب دورا في خسارة حزب الرئيس رجب طيب أردوغان الحاكم في الانتخابات البلدية الأخيرة، ما جعله تحت ضغوط سياسية داخلية عدة يسعى لتجاوزها. وقد ظهرت مؤخرا مؤشرات عداء متزايد ضد اللاجئين السوريين في تركيا

مرونة كردية :
أما الأكراد فأكدوا أنهم أبدوا "مرونة" تجاه إنشاء المنطقة الأمنة بموافقتهم على أن تكون بحدود خمسة كيلومترات، لكن تركيا رفضت الطرح كونها "تريد السيطرة على المنطقة وحدها"، وفق القيادي الكردي السوري ألدار خليل. ويرفض الأكراد أي وجود تركي في مناطقهم، بل كانوا طالبوا بنشر مراقبين دوليين.

وفي إطار مساعيهم السياسية، حاول الأكراد فتح قنوات اتصال مجددا مع دمشق، التي تحملهم اليوم مسؤولية اتفاق "المنطقة الآمنة".

ولم تثمر مفاوضات سابقة بين الطرفين، مع إصرار دمشق على إعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل اندلاع النزاع في العام 2011، وتمسك الأكراد بإدارتهم الذاتية

الجزائر : اجتماع الهيئة العليا للحوار:
ومن سوريا للجزائر حيث اجتمعت الهيئة الوطنية للحوار والوساطة في الجزائر اول امس الأربعاء للمرة الأولى مع عشرين ناشطا في حركة الاحتجاج أتوا من أربع ولايات، وطالب معظم من تحدثوا في الاجتماع بتنظيم الانتخابات الرئاسية سريعا لكن بدون تدخل حكومة نور الدين بدوي، كما دعوا إلى تشكيل هيئة مستقلة لتنظيم ومراقبة تلك الانتخابات.

إعقدت "الهيئة الوطنية للحوار والوساطة" في الجزائر الأربعاء اجتماعا هو الأول من نوعه مع بعض ممثلي حركة الاحتجاج التي تشهدها الجزائر منذ فبراير2019.

وخلال الجلسة تم التباحث مع عشرين ناشطا في حركة الاحتجاج من أربع ولايات، واعتبر بعض من حضر الاجتماع من المحتجين أن رئيس الدولة المؤقت عبد القادر بن صالح يجب أن يبقى في منصبه حتى إجراء انتخابات رئاسية لأن رحيله يشكل خطرا على استقرار الجزائر.

مطالب بانتخابات دون تدخل حكومة بدوي
وقال معظم من تحدثوا إنه يتعين أن تنظم الانتخابات الرئاسية سريعا لكن بدون تدخل حكومة نور الدين بدوي الذي وصفوه بأنه "ممثل التزوير". ودعوا إلى أن تنظم هذه الانتخابات وتراقب من هيئة مستقلة.

وكانت هذه الهيئة التي يفترض أن تخرج البلاد من أزمتها والتي تعرضت لانتقادات شديدة من حركة الاحتجاج قد أعلنت في وقت سابق أنها لن تبدأ عملها إلا بعد اتخاذ عدة "إجراءات تهدئة" طلبتها من السلطة، ولكنها تراجعت عن هذا القرار وأعلنت الخميس "الشروع الفوري" في عملها بعد يومين من رفض رئيس الأركان قايد صالح "الشروط المسبقة  شكلا ومضمونا" والتي وصفها بـ"الإملاءات".

وكانت هيئة الحوار قد دعت الكثير من الشخصيات للانضمام إليها، لكن العديد منهم رفضوا.

مباحثات امريكية سعودية بشأن اليمن
ولازالت حرب اليمن مشتعلة الامر الذي ادي الي محاولة امريكية لاطفاء لهيب تلك الحرب .

أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن الوزير مايك بومبيو تباحث اول امس الأربعاء هاتفيا مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حول عدد من الملفات التي تهم الطرفين، وأبرزها الملف الإيراني، الحرب في اليمن، وقضية الأمن البحري في مياه الخليج، وذلك في ظل تفاقم أزمة احتجاز ناقلات النفط في مضيق هرمز من قبل إيران.

وذكرت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية مورغن أورتاغوس في بيان "ناقش وزير الخارجية التوترات المتزايدة في المنطقة، والحاجة إلى تعزيز الأمن البحري من أجل تعزيز حرية الملاحة.

وأقدمت إيران، في أقل من شهر، على احتجاز ثلاث ناقلات نفط أجنبية كانت تعبر مياه الخليج، ما أزم التوترات المستعرة أصلا بين واشنطن وطهران.

وتحاول الولايات المتحدة إنشاء تحالف دولي لمرافقة السفن التجارية في الخليج، لكن لا يبدو أنها تمكنت من جذب دول كثيرة. وبدا حلفاء واشنطن متوجسين من جرهم إلى نزاع مفتوح في هذه المنطقة التي يعبر منها ثلث النفط العالمي المنقول بحرا.

وصرحت أورتاغوس أن بومبيو وولي العهد السعودي تطرقا أيضا إلى "تطورات ثنائية وإقليمية أخرى، بما فيها مواجهة أنشطة النظام الإيراني المزعزعة للاستقرار".

وفي ما يخص موضوع الحرب في اليمن "أكد الوزير وولي العهد مجددا دعمهما القوي لجهود المبعوث الأممي الخاص مارتن غريفيث لدفع العملية السياسية قدما"، بحسب ما قالت أورتاغوس.

يحدث ذلك وسط نشاط متجدد لتنظيم الدولة داعش في سوريا والعراق ، ولتنظيم القاعدة في اليمن ، ونمو عمليات ارهابية في المنطقة لن يكون اخرها ما حدث في مصر مؤخرا امام معهد الاورام .