أثار إعلان ملك الكاشف، المتحولة جنسيًا والناشطة في حقوق الأقليات الجنسية، عبر حسابها على "فيس بوك"، زواجها من إحدى صديقاتها، وذلك في أول علاقة زواج من هذا النوع، حالة من الجدل بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعدما حذفت هذا الإعلان بعد دقائق من نشره.


لتعود قصة "ملك" إلى الأوساط مرة أخرى، بعدما هدئت حدتها منذ مارس الماضي، بعد أنباء تداولها مقربون منها آنذاك، عن إلقاء القبض عليها، متخوفين من احتجازها في زنزانة للرجال، حيث أنها امرأة وليست رجلا، لكن الأوراق الرسمية لا تدل على ذلك.

وتحدثت "مالك" في وقت سابق عن رحلة معاناة استمرت 5 سنوات عاشتها، قبل أن تتحول جنسيا، وأوضحت أنها عاشت 9 أشهر فى الشارع كانت تنام خلالها فى حديقة، في منطقة المظلات.

وعندما كان "مالك الكاشف" فى الـ13 من عمره، ورفض أهله إجراء عملية تحول جنسي ليصبح فتاة، قرر أن يترك أهله ويعمل "كوافير" بحي شبرا، مقابل 40 جنيها يوميا، في محاولة للاستقلال المادي.

وفي مارس الماضي، ألقت  الأجهزة الأمنية القبض على ملك الكاشف بمنطقة الأزبكية، لاتهامها بالتحريض على التظاهر، موضحة أن المتهمة التي تبلغ من العمر 19 عامًا، تحمل بطاقة رقم قومي مدون بها في خانة الجنس "ذكر"، كونها كانت رجلا قبل الخضوع لعملية تحول جنسي.

وحول عملية التحول الجنسي من ذكر إلى أنثى أو العكس، أوضح الدكتور على أسامة السيد أخصائى الجراحة العامة، أن عمليات التحول الجنسى تتم أولاً بعرض المريض على طبيب نفسي للتعرف إذا ما كان الشخص يعاني من مشكلة نفسية أو هلاوس قبل الإقدام على إجرائها، فإذا كان الشخص سليم القوى العقلية، يبدأ الطبيب لمدة عامين بإقناعه بتقبل جسمه وأن دماغه "متركبة" خطأ، وعندما تفشل هذه المحاولة، يحاول الطبيب مرة أخرى لمدة سنتين أخرى مع الشخص ليتأقلم مع ما يتواجد بتفكيره سواء كان ذكرا أو أنثى.

و إذا كانت الحالة ذكر مثل "مالك"، يتركه الطبيب يتقمص شخصية الأنثى، فإذا كان هناك شعور بالراحة وتم التأقلم، مع الجسم يتم عرض الحالة على اللجنة الطبية لتصحيح الجنس بنقابة الأطباء للموافقة على إجراء عملية تحويل الجنس، ثم يحول المريض إلى الجراح لإجراء العملية بعد الموافقة النهائية للجنة.

وبحسب "أسامة" فإنه فى حالة التحول إلى ذكر يتم إزالة الأعضاء الأنثوية كقناة فالوب والمبيضين، ثم يتم عمل العضو الذكري عن طريق أخذ سديلة جلدية دهنية عصبية دموية من الذراع ويشكل العضو التناسلي الذكري ويتم توصيلة بموضعه الطبيعى ثم يوصل أيضا بالأعصاب والشرايين والأوردة، ويتم إجراء مجرى للبول وخصية صناعية ودعامة تعويضية، بغرض الزواج فقط، لأن جميع هذه الحالات لا تنجب نهائيا.

مراحل التحول الجنسي
وبالنسبة للتحول إلى أنثى فيتم بتر العضو الذكري وعمل فتحة لمجرى البول، وفي الغالب التحول يكون أسهل من التحول إلى ذكر، بحسب أخصائي الجراحة العامة.

وتعد الأسباب النفسية فى المقام الأول هى السبب وراء إصابة البعض باضطرابات الهوية الجنسية، بحسب "أسامة"، حيث يكون الشخص سليم عضوياً، لكن الميول الجنسية تجاه نفسه والآخرين تخرج بطريقة غير سوية، مثل أن كون الشكل العضوي والخارجي رجلا ولديه أعضاء ذكورية، لكنه يشعر أنه امرأة أو العكس.

وتتكون الهوية الجنسية لدى الطفل منذ سنواته الثلاث الأولى مبنية على عدة عوامل منها: معاملة الأب أو الأم للطفل، ورغبتهما الشديدة فى نوعه، فعند وجود الطفل مع الأم أو الأب فقط، لغياب أحد الطرفين سواء بالوفاة أو الطلاق أو السفر والاندماج مع طرف على حساب الآخر، ينتج عنه طفل هويته الجنسية مختلفة.

كما تلعب معاملة الأصحاب أو الأهل خلال الـ3 سنوات الأولى من العمر دورا رئيسيا، لأنها تسبب خللاً واضطرابًا فى الهوية الجنسية، كما أثبتت جميع الأبحاث أن العوامل الوراثية والجينات ليس لها دور فى الهوية الجنسية للطفل، والعوامل النفسية هى الأساس وتظهر على هيئة علامات منها ميل الطفل إلى ارتداء ملابس الجنس الآخر، واللعب بلعب الأطفال من الجنس الآخر والاندماج مع أطفال ليس من نفس جنسه.

وتابع أنه عندما يكبر الطفل يسأل والديه عن إمكانه أن يتغير إلى جنس آخر غير نوعه، وفى هذا الإطار ينصح بتجنب العوامل التى تسبب اضطرابات الهوية الجنسية وتعويض غياب العامل الأبوى وكسر المعتقدات الخاطئة عن الجنس أو الجنس الآخر، وضرورة الاكتشاف المبكر وإجراء جلسات العلاج النفسي، وفى حالة عدم الاستجابة يتم إجراء تغيير الهوية وتعديلها عن طريق تحسين صورة الطرف الآخر، وأضاف أنه فى المقام الأول والأخير يجب التقرب الى الله ونزع كل المعتقدات الخاطئة إذا كانت نفسية وليست عضوية، وهذا هو أهم شئ.