حجمها صغير، لكن تأثيرها كبير على النشاط السياحى، بسبب الضوضاء التى تتسبب فيها، عبر «ميكروفونات» ضخمة تصدح بأغانٍ شعبية طوال ساعات الليل لجذب الزبائن. المراكب النيلية الصغيرة، باتت تشكل مصدر إزعاج كبير لنزلاء الفنادق المطلة على النيل، لدرجة مغادرة بعض السائحين أحياناً للفنادق، ما يؤثر على النشاط السياحى.

فى المناطق الواقعة أسفل كبارى إمبابة، 15 مايو، 6 أكتوبر وقصر النيل، وحتى جزيرة منيل الروضة، يزداد نشاط المراكب النيلية منذ غروب الشمس وحتى شروقها، مُخلفة ضوضاء يمتد صداها بطول مجرى النيل، فى مناطق ذات جذب سياحى مرتفع، ما يضع الفنادق تحت رحمة أصحاب المراكب النيلية.

«منذ بداية العام الحالى، فوجئنا بمغادرة بعض السائحين للفندق بعد يوم واحد من الإقامة، بسبب الضوضاء الصادرة عن المراكب النيلية، والتى تمنعهم حتى من النوم ليلاً»، كلمات سامح صبحى، مدير فندق «سميراميس»، متعجباً من قيام صاحب مركب ببث أغانى المهرجانات منذ الثامنة مساءً وحتى الواحدة صباحاً أمام الفندق مباشرة، ما يضر بالنزلاء ويتسبب فى خسائر فادحة.

مسئول آخر بأحد الفنادق المطلة على النيل أكد معاناة نزلاء الفندق مع «ميكروفونات» المراكب النيلية الصغيرة، التى يطلقون عليها سياحية: «بينسبوها بالخطأ للنشاط السياحى، لكنها مجرد سبوبة، لا يعرف أصحابها قيمة أو معنى السياحة، والمجهود الجبار الذى يبذل من أجل استقدام السائحين». فى فندق «جراند نايل تاورز»، قال أحمد سليمان، أحد المسئولين، إن مشكلة ميكروفونات المراكب لا تتوقف عند حدود مغادرة السائحين، بل أصبحت تؤثر على سمعة الفندق نفسه: «المظهر السلبى يؤثر على تقييم الفندق، ويصنفه فى درجات أقل، وبالتالى تقل نسب الإقبال، بعد أن بدأت السياحة تتعافى، ولو بقدر ضئيل».

واعتبر «أحمد» أن هناك معاناة أخرى عند تقديم شكوى بخصوص تلك «الميكروفونات»، لأن الجهات الرسمية تخلى مسئوليتها وتلقيها على بعضها البعض، سواء وزارة الرى أو محافظة القاهرة أو شرطة المسطحات.

"العقيلى": شرطة المسطحات تصادر مكبرات الصوت وتُغرم صاحب المركب حال ثبوت المخالفة
من جانبه أكد اللواء حامد العقيلى، مساعد وزير الداخلية ومدير شرطة المسطحات المائية سابقاً، أن تلك الظاهرة منتشرة بشكل كبير، ويكثر وجودها خلال فصل الصيف، ولكن فى الوقت نفسه تبذل شرطة المسطحات المائية جهوداً جبارة، من أجل ضبط تلك المسألة، حيث تطبق القانون بصرامة، وتستعين بأكثر الطرق احترافية، مثل قياس مدى تردد الصوت، داخل أماكن مغلقة أو مفتوحة، وإذا ثبت أن الصوت تعدى الحد المسموح، يتم مصادرة المكبرات الصوتية، مع غرامة على صاحب المركب.