اختلفت آراء الخبراء حول ما إذا كان التخلي عن اللحم صحيًّا أم لا، فبينما يتحسن عمل بعض الأجهزة في حال تناول الطعام النباتي يمكن أن يخسر الجسم مصدرًا مهمًا للبروتينات الحيوانية الضرورية لبناء العضلات.
 
وقد وجد خبراء من جامعة «جورج واشنطن»، أن التخلي عن اللحم يؤدي إلى فقدان 4.5 كجم شهريًّا في حال عدم زيادة السعرات الحرارية للوجبات، فيما قال خبير روسي، إن الأشخاص الذين يتخلون عن اللحم، عادة يزيدون في تناول المكرونة والخبز ما يؤدي إلى زيادة الوزن أكثر، وحتى الزيت النباتي يحتوي على حوالي ألف سعر حراري في كل مئة جرام.

وعند التخلي عن اللحوم، يتشكل عدد أكبر من البكتيريا الواقية، وتلك هي طريقة الجسم في الدفاع عن نفسه؛ حيث تتشكل بكتيريا «السابروفيت» في الأمعاء، التي تعالج الألياف الآتية مع الطعام، وتمنح الجسم نفس البروتينات الحيوانية، وهذا يعني أن البكتيريا المعوية تعمل بنفسها على تعويض نقص البروتينات الحيوانية.

عند الامتناع عن تناول اللحوم، قد يكون هناك نقص في بعض المواد، مثل اليود والحديد وفيتامين D وB12، لكن في الوقت نفسه، يقول الباحثون: إنه إذا كانت هناك كمية كافية من البقوليات في الغذاء مثل الفول والعدس، وكذلك المكسرات والفواكه والخضراوات الخضراء الداكنة ومنتجات الحبوب الكاملة، فهذا سيعوض عن اللحم.

ووفقًا لدراسات منظمة الصحة العالمية، فإن الاستهلاك اليومي لـ50 جرامًا من اللحوم المصنعة يزيد من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء بنسبة تصل إلى 18٪، فيما تحتوي الأغذية النباتية على ألياف غير قابلة للهضم، والتي تعمل كوقاية من سرطان الأمعاء.

ومع ذلك، هذا لا ينطبق على أنواع أخرى من السرطان.

ووجد العلماء الأمريكان أن «الكارنيتين» الموجود في اللحوم يسبب تفاعلات كيميائية في الأمعاء التي تؤثر سلبا على عضلة القلب، كما اتهم اللحم سابقًا في التسبب في تصلب الشرايين، لكن يتم الآن مراجعة هذه النظرية. ويعتقد الكثير من الباحثين أن الأطعمة المكررة والسكر وحتى الزيوت النباتية هي السبب الرئيس لتصلب الشرايين.

 وقالت الخبيرة الروسية ليودميلا دينيسينكو: «البروتين الذي نحصل عليه من اللحوم مهم للغاية لبناء الخلايا، بما في ذلك القلب، كما أن الرفض الكامل للمنتجات البروتينية يمكن أن يؤدي إلى نضوب عضلة القلب، مثل جميع عضلات الجسم الأخرى».

ويعتقد الأطباء أن التخلي عن اللحم في فترة الطفولة أمر خطير للغاية؛ حيث لن يتلقى الطفل الكمية المطلوبة من البروتينات والدهون والكربوهيدرات والفيتامينات، التي تعتبر مهمة جدًا للجسم المتنامي.