تتجه الحكومة نحو تنفيذ برنامج طموح لإحلال وتبديل التوك توك بـ سيارات ميني فان 7 راكب مرخصة في خطوة مهمة نحو التحول إلى أطر حضارية في النقل داخل الأحياء والقرى في إطار قانوني وحضاري.

 
ووجه رئيس الوزراء المهندس مصطفى مدبولي بالبدء في برنامج لاستبدال وإحلال "التوك توك" بسيارات آمنة ومُرخصة، مثل "الميني فان" تعمل بالغاز الطبيعي، علي أن تتبني وزارة المالية، والجهات المعنية، تنفيذ هذا البرنامج، مثلما تم سابقًا في استبدال سيارات التاكسي القديمة، ليحل محلها التاكسي الأبيض.
 
كما وجه بأن يتم عقد اجتماع قريبًا مع مصنعي "التوك توك"، لبدء تحويل خطوط إنتاجهم لسيارات "الميني فان" على سبيل المثال، خاصة أنه تم التنسيق معهم مسبقًا على تخفيض إنتاجهم من مركبات "التوك توك"، تمهيدًا لتنفيذ برنامج للاستبدال والإحلال.
 
في الوقت نفسه، تدرس وزارة المالية، تصورا لإحلال التوك توك واستبداله بسيارة ميني تناسب الشباب وبسعر مخفض، عبر صندوق شراء وتمويل بعض مركبات النقل السريع التابع للوزارة؛ بعد نجاحها في الـ10 سنوات في تجديد التاكسي الأبيض.
 
كشف مسئول بالوزارة في اتصال هاتفي مع "صدي البلد" عن أنه سيتم إجراء مباحثات مع جهات تمويل سواء كانت محلية مثل البنوك أو جهات مانحة لتمويل تلك التجربة الجديدة، أسوة بمنظومة التاكسي الأبيض.
 
أشار المسئول إلي أن الحكومة تسعى بصورة حقيقية لتحقيق قيمة مضافة من ذلك المشروع أبرزها توفير المزيد من فرص العمل للشباب سواء من خلال فتح خطوط انتاج بالشركات المصنعة المحلية لإنشاء تلك المركبات، بالاضافة لإعادة انتاج وسائل نقل حضارية و آمنة تواكب التطورات التنموية التي تقوم بها الحكومة خصوصا فيما يتعلق بملف ترشيد الطاقة و استخدام وقود أقل تلوثا للبيئة وتحديدا بالغاز الطبيعي، بجانب احكام الرقابة علي تلك المركبات وسهولة تتبعها لتقليل الجرائم .
 
أوضح المسئول أن الفترات القادمة ستشهد إجراء لقاءات متعددة مع الوزارات المعنية وبعض شركات القطاع الخاص المصنعة للتوك توك، لوضع اللمسات المبدئية لتفعيل ذلك البرنامج وفقا لخطة مرحلية وتراعي البعد التنموي للحكومة .
 
ونجحت وزارة المالية خلال الفترة من إبريل 2009 حتي إبريل 2019 في تمويل وتخريد وتحديث 45.03 ألف سيارة تاكسي أبيض بتكلفة 1.7 مليار جنيه تحملتها الخزانة العامة للدولة علي مدي 3 مراحل للمشروع.
 
وصلت أعداد السيارات التي تم تخريدها في المرحلة الأولي نحو 20.405 ألف سيارة ، بالاضافة لـ 20.524 ألف سيارة أخري بالمرحلة الثانية، أما المرحلة الثالثة فتم تخريد 4097 سيارة فقط.
 
وساهمت 4 بنوك حكومية وخاصة شاركت في ذلك المشروع من بينها " الأهلي، مصر، ناصر الاجتماعي، الإٍسكندرية" استحوذ خلالها بنك الاسكندرية علي النصيب الأكبر في اعداد العملاء السيارات الممولة نحو 20.85 ألف سيارة بنسبة 46.3 من التمويل، و تم تمويل 10.7 ألف سيارة بالنظام النقدي، ثم البنك الأهلي بواقع 6535 سيارة ممولة، يليه بنك مصر بنحو 4540 سيارة ثم بنك ناصر الاجتماعي بعدد 2444 سيارة.
 
وأكد سمير علام، نائب رئيس شعبة وسائل النقل باتحاد الصناعات، ان اتجاه الحكومة لاحلال التوك توك بسيارة "المينى فان" ستزيد من فرص المصانع العاملة على إنتاج مركبات النقل التجارية، إضافة إلى دخول لاعبين جدد فى مجال التصنيع المحلى لأسباب تتعلق بتقنين أوضاع تلك السيارات بإعادة ترخيصها كسيارات أجرة بالمحافظات.
 
وأضاف "علام"، فى تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، ان "السيارة المينى فان سيكون لها شكل حضارى اكثر من التوك توك، إضافة الى انه لابد من الوضع فى الاعتبار تعنت بعض المحافظات فى إصدار التراخيص لسيارات المينى فان للمستهلكين ما تتسبب فى تقلص فرص نمو مبيعاتها بالسوق خلال الفترة الماضية".
 
وأوضح رئيس الشعبة، أن "الاتجاه لاحلال التوك توك بسيارة المينى فإن لتنظيم حركة المرور بالمدن الرئيسية"، مستبعدا "انعكاس سلبي على مصنعى الدراجات النارية ذات الثلاث عجلات فى ظل ارتفاع الطلب عليها من جانب المستهلكين".