عرض/ سامية عياد
القيامة تمثل بداية جديدة لا تعرف نهاية ، فيها التجديد المستمر الذى بلا حدود والرجاء الذى لا يعرف اليأس والحياة التى لا تعرف الموت والقوة التى تغلب كل قوى الشر وهى العلاج لكل قضايا البشرية ..
 
هكذا حدثنا نيافة الأنبا بنيامين مطران المنوفية فى مقاله "القيامة والحياة" موضحا أن القيامة أولا : قوة تغلب كل قوى معادية ومضادة ، تغلب الأمراض فتحولها الى شفاء ، تغلب الخطايا فتحولها الى فضائل ، تغلب المحاربات والمؤمرات وتحولها الى خبرات مقدسة ، تغلب الاضطرابات فتحولها الى سلام ، تغلب كل قوى الشر وتحولها الى كل ما هو خير ونافع للبشرية ، ثانيا : القيامة قيمة لمل ليس له قيمة ، أصبحت الحياة الحاضرة لها قيمة وهى استمرارها فى الأبدية ، والجسد الحالى قيمته فى أنه وسيلة للجهاد من أجل الحياة الأبدية والصليب تحول من عقوبة الى خلاص "حولت لى العقوبة خلاصا" .
 
ثالثا: القيامة هى العلاج لكل قضايا البشرية ، قضية الموت الذى دخل العالم بخطية واحدة ، لكن بالقيامة أصبح الموت راحة ، الفساد الذى نتج عن الخطية القيامة عالجت هذا الفساد الروح والجسدى ، العقوبة التى تعبر عن غضب الله ، الخطية (ليس عبد بلا خطية) ، قضية الألم حيث صار الألم هو طريق المجد والفرح ، لقد عالجت القيامة بالتوبة كل ما هو للخطية مثل قيامة الروح وقيامة الجسد ، القديس بطرس الرسول ولقاء الرب معه وعتابه له ، أيضا توما الرسول الذى شك فى قيامة الرب يسوع ، القيامة عالجت هذا الشك بالتوبة "طوبى للذين آمنوا ولم يروا" ، والأمثلة كثيرة على ذلك فالقيامة قوة متغيرة لكل شىء ، التلاميذ تغيروا من الخوف الى الشجاعة ، من الشك الى الكرازة ، من الأنانية الى البذل ومن الردة الى التقدم ومن الموت الى الحياة ومن الضعف الى القوة .
 
القيامة هى الحياة التى لا نهاية لها ، علينا أن نعيش القيامة وننتصر على الخطية بالتوبة المستمرة الى تؤدى الى السلام الداخلى والتصالح من النفس ومع الله ومع الآخرين..