نيكيتا خروتشوف، زعيم سوفيتي حكم الاتحاد السوفيتي في الفترة من ١٩٥٣ إلى ١٩٦٤، واسمه كاملاً نيكيتا سيرغينيش كريشوف «خروشوف»، وتميزت فترة حكمه بالمعاداة الشديدة لفكر ستالين، كما شهدت إرساء الدعائم الأولي لسياسة الانفراج الدولي والتعايش السلمي.

وقد كان صديقاً للرئيس عبدالناصر ومصر واتخذ موقفاً حاسماً من العدوان الثلاثي على مصر، وقدم الدعم لمصر في بناء السد العالي والمشروعات الصناعية.

أما عن قصة صعوده للحكم فقد كان أعضاء اللجنة المركزية السبعة قد اجتمعوا بعد وفاة ستالين وقرروا أن يتولي السلطة ثلاثة منهم، وهم: مولوتوف، ومالينكوف، وبيريا، إلا أن الأخير طمع في الانفراد بالحكم فتم اعتقاله ثم إعدامه.

وانفتح الطريق أمام خروتشوف، كما استطاع إزاحة مالينكوف بسهولة، وأحل بولجانين مكانه، وتصدي لحل مشاكل مزمنة مما رفع أسهم شعبيته، ومنها الإفراج عن المعتقلين وتحسين الأوضاع المالية وتطوير الاقتصاد الزراعي، غير أن ضربته الكبري كانت في المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي عام ١٩٥٦ الذي أعلن فيه الحرب على الستالينية، التي كانت حرباً على الثوابت الشيوعية إلى أن تولي زعامة الحزب والحكومة، أما عن سيرته فتقول إنه ولد في كالينكوف بمقاطعة كورسك الواقعة على الحدود الفاصلة بين روسيا وأوكرانيا في ١٧ إبريل ١٨٩٤ لعائلة يعمل أفرادها في المناجم.

وقد عمل خروشوف في بداية حياته راعياً، ثم عاملاً في مصانع الحديد والصلب، إلى أن انتمي للحزب الشيوعي عام ١٩١٨ وحارب جانب الحرس الأحمر أثناء الحرب الأهلية، وبعد أن انتصرت الثورة واستتب السلام انتسب إلى الجامعة العمالية عام ١٩٢٢، حيث أصبح أمين سر خلية شيوعية فيها، وبعد أن أتم دراسته تفرغ للعمل في الحزب الشيوعي الأوكراني.

وفي عام ١٩٢٩ أوفد إلى موسكو للدراسة في أكاديميتها، وبقي فيها حتي عام ١٩٣١، فلما عاد لأوكرانيا ترقي في المناصب الحزبية إلى أن أصبح سكرتيراً أولا للحزب الشيوعي، وفي ١٩٤٩ انتقل لموسكو، وفي المؤتمر التاسع عشر للحزب انتخب عضواً في المجلس الرئاسي للجنة المركزية وبعد وفاة ستالين عام ١٩٥٣، إلى أن كانت ضربته الكبري في المؤتمر العشرين عام ١٩٥٦، وواجه أمريكا فيما عرف به أزمة الصواريخ الكونية عام ١٩٦٢، وفي ١٤ أكتوبر عام ١٩٦٤ نحي عن الحكم وعن جميع مناصبه بعدما استدعاه المكتب السياسي للحزب إلى موسكو من إجازة كان يقضيها في القرم، بسبب انفراده بالسلطة والإساءة لهيبة الدولة، وفشل سياسته الزراعية إلى أن توفي «زي النهارده» فى ١١ سبتمبر ١٩٧١.