تواجه 304 قبائل خطر الموت، بسبب الحرائق التي تحدث في غابات الأمازون، نتيجة لجشع شركات التعدين التي ترغب في الاستفادة من الأرضي، وقيام مربي الماشية والمزارعين بالأعمال التخريبية حتى يتمكنوا من زراعة العشب الذي تتغذى عليه الحيوانات، وسط عدم تدخل الرئيس البرازيلي جايير بولسانارو، بالرغم من أن الدستور يكفل حماية الأرض للسكان الأصليين وهما القبائل.

وأوضحت قبيلة بوفو جياهوي، وهى من أكبر القبائل التي تسكن غابات الأمازون، أن أي ضرر يلحق بالأمازون لا يجعلهم يواجهون الموت المحقق فقط، بل يقرب الحياة البشرية من الهلاك، حيث إن الأمازون تحد من تغير المناخ لأنها تنتج الأكسجين وتحمي الأرض من السخونة، ولكن مع الاحتراق يرتفع مستوى ثاني أكسيد الكربون إلى مستويات عليا وبالتالي تسخن الأرض.

وأشارت القبيلة إلى أن وجودهم في الغابات ورعايتها يساعد في حماية الكوكب، موضحين أنهم يدافعون عن 2.1 مليون ميل مربع من الأشجار التي تنتج أكثر من 6% من أكسجين الأرض، ضد أعداء كثيرة ترغب في الاستفادة من أرض الأمازون، أبرزهم تجار غير قانونيين يبيعون أجزاء من الأرض في السوق السوداء دون النظر إلى أن ذلك يهدد الكرة الأرضية قبل أن يكون سببًا في هلاك أفراد القبائل- وفقًا لـ"ميرور" البريطانية.

وقال بيدرو، كبير القبيلة، إن البرازيل لا تتخذ خطوات رادعة ضد من يدمر غابات الأمازون في الوقت الذي يجب وقف ذلك ومساندة القبائل التي تحاول حماية الأرض لتحافظ على حياتها وحياة جميع سكان الكوكب وليس سكان البرازيل فقط، مطالبين بتكاتف جميع الدول لمنع الحرائق وقطع الأشجار لأنها معركة الجميع وإذا فشلت المقاومة سيهلك الجميع أيضًا.

وأضاف أن القبائل كونت مجموعات متطوعة تتفقد أجزاء من الأمازون بشكل دوري لحمايتها من مختطفو الأراضي الذين يشعلون النار فيها ويمنعون رجال الإطفاء من القيام بعملهم، حتى يستفادوا من الأرض بعد سقوط الأشجار وموتها.

وأكد أن حرائق الغابات تضطرهم إلى صعوبة العثور على مسكن جديد بعيدًا عن المناطق المحترقة ويظلون فترة طويلة للحصول على طعام بسبب هروب الحيوانات، وهذا تهديد خطير لحياتهم التي أصبحت في خطر كبير بسبب الجشع.

وعلى الجانب الآخر، قال انترور فاز استشاري الشعوب الأصلية المعزولة بالبرازيل، إن صور الأقمار الصناعية التابعة لناسا أظهرت أن الحرائق اندلعت في 131 محمية محلية في الفترة من 15 إلى 20 أغسطس فقط؛ وهذا يشكل خطرًا كبيرًا على حياة القبائل وجميع سكان الأرض.

وأوضح أن هذه الحرائق تشير إلى زيادة معدل احتراق الغابات بنسبة 80% مقارنة بالعام الماضي، ويجب أن تمنع البرازيل ما يحدث وتتخذ خطوات لمحاسبة المخطئين، مشيرًا إلى أن الاستمرار في ذلك لن يكون عواقبه امتصاص البرازيل للغازات الدفيئة فقط، بل ستطلق الغابات الكربون الذي سيؤثر على حرارة كوكب الأرض.