نجل المتوفى يطالب وزير الصحة ومدير المستشفى بمحاسبة الطبيب عن اهماله 
الاسكندرية – ايهاب رشدى  
لازال الإهمال يحصد أرواح الكثيرين فى المستشفيات العامة والخاصة فى مصر ،  وقد يكون  الاهمال ليس بسبب نقص الامكانات المادية الذى تعانى منه المستشفيات الحكومية وإنما  بسبب نقص ضمير ومهنية الطبيب الذى اقسم على أن يبذل وسعه لانقاذ حياة الإنسان من الهلاك والمرض والألم - كما جاء فى قسم الأطباء - وأن يبذل رعايته الطبية للصديق والعدو ، وهو ما حدث مع المهندس " وليم صموئيل " ، الذى دخل مستشفى جمال عبد الناصر بالإسكندرية مصابا بجلطة فى القلب وخرج منها جثة هامدة بسبب اهمال وتعنت أحد أطباء الاستقبال الذى رفض اسعافه بغرفة العناية المركزة وتركه على كرسىيه بالاستقبال بدون علاج لعدة ساعات حتى لفظ أنفاسه الأخيرة . 
 
وبحسب رواية  ابن المهندس وليم لأحداث ذلك اليوم المشئوم  ، للاقباط متحدون ، أنه فى يوم الثلاثاء  3 سبتمبر الجارى أصيب والده بألم فى الكتف الأيمن والظهر ، فحمله إلى إحدى المستشفيات الخاصة  وهناك تم تشخيص الحالة بأنها جلطة فى القلب  ، ووجوب دخوله العناية المركزة وعمل قسطرة فورية بالقلب بأقصى سرعة لانقاذ حياته ، ولما كانت تلك المستشفى تفتقد لوجود عمليات قسطرة القلب ، فقد نصحوه بالذهاب لمستشفى جمال عبد الناصر بمنطقة الحضرة لعلاجه تبعا للتأمين الصحى . 
 
وعن تفاصيل الساعات العصيبة التى قضاها فى مستشفى عبد الناصر والتى انتهت بخروج والده جثة هامدة ، قال ابنه أنه تم تسجيل اسم والده  على بوابه الدخول بسجلات المستشفى ثم توجهنا الى قسم الاستقبال وقمنا بتقديم  تقريرين عن حالة والدى من اثنتين من المستشفيات الخاصة ، وقام الدكتور ( أ . ج ) وهو طبيب الاستقبال بهذه المستشفى  بعمل رسم القلب  وأخذ عينة دم لاجراء التحاليل الطبية ، ومن هنا بدأنا ندرك تعنته  حينما قال لنا أن الحالة ليست واضحة وان رسم القلب غير واضح ، وكان والدى الجالس على كرسى  بالاستقبال قد بدأ فى التقيؤ بالاضافة لمعاناته من آلام رهيبة فى الكتف والظهر ، ونحن فى حالة ذعر وقلق شديدين ، بينما الطبيب المذكور ينتهرنا ويؤكد أن الحالة لا تستدعى دخول العناية ولابد من انتظار نتيجه التحاليل . 
 
ويتابع ابن المهندس .. ثم لجأنا إلى طبيبة بذات قسم الاستقبال والتى قامت بمناقشة الطبيب  
 
( أ . ج ) وقالت له لا تتشبث برأيك ولابد من دخوله العناية فورا لاسعافه ، ولكنه رفض بحجة أنه لا يوجد مكان فى العناية المركزة ،  وقد قامت الطبيبة بوضع محلول ملح لوالدى وهو لازال مستلقيا على الكرسى وذلك لرفع ضغط الدم ، وفى كل مرة  كان يمر الطبيب المذكور أمام والدى كان يقوم بايقاف المحلول رغم أنه قام بقياس الضغط  له وقال انه لا يسمع نبضات قلبه على الجهاز وان ضغطه منخفض جدا ، ويتساءل الابن .. فهل  كان هذا الطبيب متعمدا أن يقضى على والدى ؟ 
 
ويتابع .. وبعد ساعة ونصف من انتظار والدى على الكرسى ، ونحن جميعا فى ذعر وقلق بالغين ، ووالدنا يعانى من آلام مفرطة بينما لا يتدخل أحد لتخفيف معاناته  ، ظهرت نتيجة التحاليل ، وقرر الطبيب المذكور أنه لابد من دخوله العنايه المركزه ولكنه أبلغنا قائلا :  للآسف لا يوجد مكان عنده وسوف نقوم بعمل اتصالات بالمستشفيات التابعة للتأمين الصحى ، ثم اختفى وعاد الينا بعد  نصف ساعة ليقول ان هناك مكان فى إحدى مستشفيات محرم بك وسوف نقوم بعمل خطاب تحويل لهذا المستشفى ، ولكن والدى كان قد وصل إلى قمة آلامه ونظر إلينا نظرة أخيرة ثم فارق الحياة وفى هذه اللحظة قام احد الاطباء الموجودين بجواره  بالصدفه بجر الكرسى المتحرك لوالدى إلى  غرفة العناية المركزة وهناك اكتشفنا أن الغرفة خالية وليس بها سوى حالة واحدة ، وبعد  حوالى ربع ساعة تقريبا  خرج الينا الطبيب ( أ. ج ) ، وأخبرنا قائلا " عضلة القلب قد توقفت عن العمل ولكنها الحمدلله عادت للعمل مرة آخرى ، ووارد  جداً ان تتوقف مره اخرى ".
 
 ثم اختفى هذا الطبيب وأحسسنا بحركة غير عادية فى غرفة العناية وقاموا باستدعاء  أمن المستشفى ، ثم خرجوا ليقولوا لنا " البقاءلله "  ، وخيرونى بين أمرين  : إما ان  أقوم بالتوقيع فى دفتر العناية على خروج والدى على مسئوليتى وأنه لازال على قيد الحياة ، وإما أن أقوم بعمل محضر شرطة بأنه توفى نتيجه لإهمال متعمد من الطبيب المدعو ( أ. ج ) ولكن فى هذه الحالة سوف يتم وضع والدى بثلاجة المستشفى وتحويل المحضر إلى النيابة وسوف يتم تشريح الجثه لتحديد سبب الوفاة . 
 
ويتابع الابن قائلا .. و قد قبلت بالاختيار الأول لأن إكرام الميت دفنه ، وقمت بالتوقيع على الورقة المطلوبة ، وهنا قاموا بفتح الباب الخلفى الموجود بيمين قسم العناية المركزة ، مع العلم ان هذا الباب يكون مغلقا بصفة دائمة ، وقمت باحضار سيارتى ودخلت متخفيا  كما طلبوا منى ووضعنا والدى على الكرسى المتحرك حتى أدخلناه السيارة  وخرجنا به من المستشفى   . 
 
ويختتم ابن المهندس الذى راح ضحية الاهمال روايته قائلا ..  أن ما يثبت الواقعة هـو توقيت دخول والدى وخروجه من العناية والمثبت فى سجلات المستشفى ، وكذلك رسم القلب والتحاليل والتقارير الطبية ، وأطالب وزير الصحة ، ومدير مستشفى جمال عبد الناصر بالاسكندرية  بمحاسبة هذا الطبيب عن اهماله حتى لا تتكرر مأساة والدى مع حالات أخرى . 
تليفونات أفراد أسرة المهندس وليم صموئيل لمتابعة الواقعة معهم  
 ٠١٢٨٦٦٢٢٥٠٤ / ٠١٢٢٣٥٧٥٩٧٠