واصلت نيابة شربين بالدقهلية، الأحد، التحقيقات في واقعة وفاة الطفلة «جنة»، تأثرًا بتعذيب جدتها لها، وإصابة شقيقتها «أمانى» بتشوهات في أعضائها التناسلية من آثار تعذيب جدتها.

 
استمعت النيابة إلى أقوال الطفلة «أمانى»، 6 سنوات، التي أكدت قيام جدتها للأم، «صفاء. ع. ع»، التي كانت في حضانتها هي وشقيقتها «جنة»، بتعذيبها هي وشقيقتها لأتفه الأسباب، وأنها كانت تكويهما بتسخين منجل على النار، وتضعه على أنحاء متفرقة من جسديهما الصغيرين، ووضعته أكثر من مرة في المناطق الحساسة من جسديهما.
 
قالت الطفلة: «جدتى خلعت ظفرين من أظافرى بـ(بنسة كهربا) علشان فتحت التلاجة من غير إذنها، وقالت لى إنتى بتاكلى كتير، وكمان حرقت (جنة) أكتر من مرة علشان كانت بتعمل حمام على نفسها من الخوف والوجع، وهى بتضربها كسرت رجلها علشان بتجرى في الشارع، وقالت: «عايزة أروح لبابا، وحبستها في الأوضة، وكانت بتقعد تصرخ وتعيَّط كتير، فكانت جدتى بتضربها، وتسخن الشرشرة وتكوينا بيها لو قلنا عايزين نروح لبابا، أو عملنا أي حاجة، مهما كانت صغيرة».
 
أضافت الطفلة: «كنا ساعات نصحى نصرخ من النوم علشان شوفنا حاجات وحشة، فكانت بتضربنا علشان ننام تانى وإحنا ساكتين، وكانت بتقول لنا: هأقطّع من لحمكم علشان تنسوا أبوكم وتتربوا لأنه كان مدلَّعكم وإنتم عنده، مع إن بابا كان كويس معانا هو وكل عيلته».
 
وناظرت النيابة آثار التعذيب على جسد الطفلة، وأثبتتها في المحضر، وأرفقت تقرير مستشفى شربين العام بحالتها، والذى أكد احتياجها إلى إجراء عمليات تجميل لأعضائها التناسلية بسبب التشوه من آثار الكى بجسم ساخن، كما أكد التقرير أن غشاء البكارة سليم، وهو ما ينفى ما أُشيع عن اغتصابها.
 
وقررت النيابة إيداع الطفلة إحدى دُور الرعاية عقب انتهاء فترة علاجها بالمستشفى. وقال مصدر مسؤول بمديرية التضامن الاجتماعى بالدقهلية إن الطفلة أمانى محمد سمير، 6 سنوات، سيتم إيداعها دار الدفاع الاجتماعى بالمنصورة، تنفيذًا لقرار النيابة العامة، وذلك عقب انتهاء التحقيق معها وعرضها على الطب الشرعى لبيان ما بها من إصابات.
 
وأضاف المصدر أن قرار النيابة صدر لأن أهلها ليسوا أمناء عليها، وليس لهم وصاية عليها، ومن حقهم فقط زيارتها في دار الرعاية. وأشار إلى أنه من خلال الدار سيتم توفير كل الرعاية الاجتماعية للطفلة من مأكل ملبس وإقامة ودراسة، وفتح دفتر توفير باسمها، وجميع أوجه الرعاية التي تحتاجها.
 
وعرض مركز شرطة شربين الطفلة على الطب الشرعى بالمنصورة تنفيذًا لقرار النيابة العامة بعمل تقرير حول حالتها والإصابات الموجودة بها وسببها ووقت الإصابة والأداة المستخدمة. وأكد أشرف عبدالوهاب يسن، محامى أسرة الضحيتين الطفلتين «جنة» و«أمانى»، أن آثار الرعب والخوف كانت ظاهرة على وجه «أمانى» منذ أول لحظة، فرفضت الحديث مع أي شخص في البداية، ولم تتكلم إلا بعدما أكدنا لها أن جدتها محبوسة في السجن، ولن تخرج ولن تعرف ماذا حدث.
 
وقال: «الطفلة روت أحداثًا يشيب لها الولدان، فقد تعرضت هي وشقيقتها المرحومة (جنة) لوصلة تعذيب على مدار شهور من جدتهما (صفاء)، والنيابة استمعت إلى أقوال الطفلة ووالدها، الذي اتهم جدتها (صفاء) بتعذيبهما، كما استمعت إلى أقوال أخوال الطفلتين، والذين أكدوا أنهم لم يمارسوا أي نوع من التعذيب للطفلتين».
 
وأشار إلى أنه تقدم بطلب لتسوية إسقاط حضانة الطفلة من الجدة للأم، ونقل الحضانة إلى الجدة للأب، وإذا لم تتم هذه التسوية فستُنقل الطفلة إلى إحدى دُور الرعاية. على الصعيد نفسه، شيّع الآلاف من أهالى قرية بساط كريم الدين التابعة لمركز شربين، مساء أمس الأول السبت، جثمان الطفلة «جنة»، 4 سنوات، التي تُوفيت نتيجة إصابتها بصدمة تسممية بالدم، وهبوط حاد في الدورتين الدموية والتنفسية، نتيجة تأثرها بآثار تعذيب الجدة، وبتر ساقها، نتيجة الإهمال في علاجها بعد كسرها.
 
وخرج الجثمان من مسجد سيدى خطاب، وشارك في الجنازة عدد كبير من السيدات بالملابس السوداء. وتحولت الجنازة إلى مظاهرة تطالب بالإعدام للجدة، وردد المشاركون هتافات: «لا إله إلا الله (جنة) حبيبة الله»، و«عايزين حق (جنة) وإعدام الجدة».
 
وأثناء الجنازة، فقد والد الطفلة وعمتها الوعى، وسقطا بين المُشيِّعين، وتم نقلهما إلى منزلهما في حالة سيئة. وقام عمها بوضع جثمان الطفلة وقدمها المبتورة في القبر، وهو يردد دعاء طويلًا للطفلة أمام المقابر.
 
يُذكر أن الطفلة «جنة» وشقيقتها «أمانى» تعرضتا لوصلة تعذيب على يد جدتهما للأم أثناء وجودهما معها في حضانتها، بعد حصولها على حكم قضائى بالحضانة، حيث قامت بكيهما بآلة حادة في مناطق حساسة وأنحاء متفرقة من جسديهما، وتسببت إصابة «جنة» في بتر ساقها اليسرى، ثم وفاتها، بعد تدهور حالتها، ومازالت شقيقتها «أمانى» تخضع للعلاج.