كان جالسًا بالطابق الخامس من الشقة التي تطل على الشارع، وإذ بشخص يطرق باب العمارة بصوت عالٍ، فأطل من النافذة ورأى شقيقه يأمره مسرعا بفتح الباب ليصعد بسرعة وتحدث بينهما مشاجرة كبيرة، دفعت الشقيق الأكبر إلى إلقاء أخيه الأصغر من البلكونة، الأمر الذي أصاب سكان المنزل بالكامل بالفزع والخوف.

 
ففي حارة أمين حمادة المتفرعة من شارع البترول التابعة لمنطقة عزبة النخل شرق القاهرة، استأجر 5 مواطنين يحملون الجنسية السودانية لشقة بالطابق الخامس في إحدى العمارات، بينهم شقيقان، ولم يستكملا فيها شهرين بسبب نشوب مشادة كلامية بين الأخوين لاختلافهما على "هاتف محمول"، وتطورت المشادة إلى مشاجرة أسفرت عن مقتل "زودو. ع" 27 عاما، بسبب اتلافه الهاتف الخاص بالجاني.
 
انتقلت "الشروق" لموقع الحادث والتقت بعدد من شهود الواقعة الذين أكدوا أن المتهم والمجني عليه ليس لهم علاقة بأحد، ولا يعرف أحد عنهما سوى أنهما من السودان.
 
يقول "عم ناصر" صاحب ورشة نجارة، وأحد أهالى المنطقة، إن المجني عليه وشقيقه قدما إلى الشارع منذ أكثر من شهرين وكانا لا يتحدثان مع أحد كثيرًا، مضيفا: "يوم الحادث كنت موجودًا في المنزل وسمعت شجارًا، إلا أننى لم أهتم، بعدها خرجت وشاهدت هرولة المجني عليه مع أصدقائه وصعودهم للعمارة وهم في مشادات كلامية غير مفهومة، بعدها تركت الشارع وذهبت إلى عملي وأخبرتني زوجتي بأن الشجار بدأ مرة ثانية بينهما، وألقى أحدهم بالآخر من الطابق الخامس".
 
فيما قال محمد أبو علي، عامل، إنه في أثناء عودته من العمل سمع صوت ارتطام على الأرض بمجرد خروجه شاهد الشاب السوداني الذي يسكن بجواره على الأرض مصابًا بكدمات وشروخ في الجسد، مردفا: "بعدها شاهدت خروج شقيقه من المنزل مع أصدقائه مسرعين للخارج، يحملونه لنقله للمستشفى".، موضحا أنه قبل واقعة القتل سمع مشاجرة بينهما داخل الشقة.
 
تحقيقات النيابة العامة كشفت وجود شبهة جنائية حول الواقعة، وتسلمت النيابة التحريات التي أشرف عليها اللواء نبيل سليم مدير مباحث العاصمة، وتوصلت إلى أن المتهمين أقروا في بداية الأمر باختلال توازن المجني عليه، أسفر عن سقوطه على الأرض دون أن يقترب منه أحد، إلا أن الشهود والتحريات اشتبهت في الوفاة، وتوصلت إلى نشوب مشاجرة بين المجني عليه وبين شقيقه فألقاه على إثرها من الطابق الخامس، بسبب اتلاف المجني عليه لهاتفه المحمول، وأمرت النيابة بتجديد حبس المتهمين 15 يوما على ذمة التحقيقات.