القمص اثناسيوس فهمي جورج
اقدم مصدر تحدث عن دخول العائلة المقدسة لمصر ، جاء فى ميمر منسوب للبابا ثاوفيلس ال٢٣ (٤١٢-٣٨٥م) ، وقد ورد مدونا فى مخطوط ڤاتيكان عربى ٦٩٨ ، و الذى يرجع لسنة ١٣٧١م بحسب چورج جراف George Graff . وايضا ورد فى مخطوط ٥٠٣ ميامر مكتبة دير الانبا بيشوى بوادى النطرون مؤرخ سنة ١٣٥٢م . كذلك يوجد نص اقدم جاء فى مخطوط فاتيكان عربى ٥٧ من القرن ١٤. 
 
ايضا يذكر كواستن عالم الابائيات Patrology ان رؤية ثاؤفيلس البطريرك السكندري ، هذه عبارة عن Spurious Writing ، اى انها منسوبة اليه ، وهي منحولة وقد تكون مترجمة عن عربى إذ لم يوجد لها نصاً اصلياً يونانياً . ومما هو جدير بالذكر ان افضل من درس هذا النص هو العلامة ميكيلنجكو جويدى ، كذلك تحقيق المخطوط للاخ العزيز العلامة وديع ابوالليف الفرنسيسكاني .
 
يتحدث هذا المخطوط عن زيارة البابا ثاوفيلس ال ٢٣ لجبل قسقام المقدس ( دير السيدة العذراء مريم الشهير بالمحرق ) ، حيث قضى هناك عيد السيدة العذراء البتول واقام هناك ومعه عشرة من اساقفة الصعيد ، وتجمع رهبان عددهم ثلثمائة راهب ... مجدوا الله فى هذا الجبل المقدس القوى العالى و الشارف الذى آوى الرب وتشرف بسكناه .
 
عندما جاءت السحابة السريعة التي هي سيدتنا العذراء والدة الاله ، محمولا عليها السبد الرب ، فاهلك اوثان المصريين وكل مصنوعات الايادي ، واخرجهم من ظلمة الضلالة ، وخلصهم من الفساد ، حالما اضاء عليهم بمجد لاهوته ، وصارت مصر ضمن مواضع تاريخ تدابير الخلاص الالهي الثمين ، فلاجل هذه الخيرات ، اجتمع البابا ثاؤفيلس والاكليروس في جيل قسقام ، ومجدوا الزائر الالهي الضابط الكل لانه اختار هذا الجبل كما اختار جبل طابور وجيل الجلجثة وجبل الزيتون .
 
وقد تمت فيه نبوات وصار جبل قسقام دائم المسرة والبركة الالهية .
 
تاتي اليه كل الشعوب ليغتنموا البركة والغفران . حيث صاحب ورب الناموس علا فيه على كل الشوامخ ، ووجد فيه راحته وصيره برية حياة . ومعه الملكة المتسربلة بالشمس والقمر والكواكب على رأسها "المسيح الهنا وكنيسته والمعمدان والرسل" . 
 
ويروى البابا ثاوفيلس فى رؤياه ان العذراء امنا ظهرت له وحدثته عن رحلتها فى الطريق لمصر وكيف حملت ابنها الحبيب على كتفها ومعها سالومى التي كانت تحمله ساعة بعد ساعة ، وكيف ان العذراء امه الطاهرة عانت وتعبت فى مشقة رحلتها ، حيث كانت تضعه على الارض لتعلمه المشى مثل الاطفال .
 
وكان الرب يمشى يسيراً ويتعلق بهدب ثوبها وينظر اليها لتأخذه وترفعه الى حضنها على ذراعيها وتقبله وتناغيه فرحه مسرورة .
 
اما الشيخ يوسف المبارك فكان يحمل الذي يحمل الكل ، يحمله عن العذراء . وقد خدم هذا السر العظيم الذى تعجز عنه افهام البشريين .