يمتد مشروع «الأسمرات» بمراحله الثلاث فى منطقة المقطم، ويشتمل على وحدات سكنية متميزة وبرجولات ومساحات خضراء وجامع ومكتبة وملاعب، حى ضخم تم تصميمه بعناية، خصيصاً لأهالينا الذين عانوا طويلاً فى الحياة فى مناطق عشوائية، تم تصنيف تلك المناطق من قِبَل صندوق تطوير العشوائيات، بأنها شديدة الخطورة، وبالتالى لا يمكن هدم الوحدات بها وإعادة بنائها، ولكن الحل الوحيد هو نقل الأهالى إلى منطقة جديدة آمنة.

 
المشروع الذى امتد على 3 مراحل، وعلى مساحة 200 فدان، يضم اليوم أكثر من 70 ألف مواطن، ولا يزال الرقم فى زيادة مستمرة، حيث يتم نقل الأسر والأهالى باستمرار لحى الأسمرات، كان آخرهم المتضررين من صخر منشأة ناصر، وتكلف بناء الوحدات فى مشروع «الأسمرات» 4 مليارات جنيه، بينما بلغ سعر الأرض التى قدمتها الدولة مجاناً لتنفيذ المشروع 6 مليارات جنيه، ليبلغ إجمالى التكلفة 10 مليارات جنيه.
 
وقال خالد صديق، رئيس صندوق تطوير العشوائيات، إن «الأسمرات» تحديداً من المشروعات الأكثر تميزاً التى قام الصندوق بتنفيذها، لأنه مجتمع متكامل وكبير، أصبح لأهاليه وقاطنيه حياة جديدة بخدمات أفضل، وأصبح للأطفال ملاعب كبيرة ومكتبات وهو ما يسهم فى نموهم البدنى والذهنى ليكونوا «أمل بُكرة».
 
"صديق": 7400 وحدة سكنية جاهزة بالمرحلة الثالثة
وأكد «صديق»، لـ«الوطن»، أن المرحلة الثالثة من الأسمرات تكلفت ملياراً و750 مليون جنيه، وهذه التكلفة لا تشمل سعر الأرض، ومكونة من 7400 وحدة سكنية جاهزة، وتضم العمارة الواحدة 10 أدوار بعدد 60 شقة و2 أسانسير، وتم تنفيذها بالكامل فى عام 2018.
 
وأضاف «صديق»: فوجئت بأحد الأطفال يقترب منِّى عند آخر زيارة قمت بها فى «الأسمرات» ويقول: «مش هتجيب بقية صحابى من الدويقة ولَّا إيه؟»، وانبهرت بوعى الطفل، ثم تركنى ليلعب مع زملائه، واكتشفنا وجود مواهب حقيقية، عندما قُمنا بمسابقات فنية بحضور الفنان محمد صبحى، كما أن الأطفال فى الأسمرات دخلوا بطولة الكونغ فو لأول مرة وحصلوا على 19 ميدالية على مستوى الجمهورية، ولديهم طاقة وطموح وخفة دم.
 
بينما قال حسن الغندور، رئيس حى الأسمرات، إن العامل الأهم فى «الأسمرات» لا يعتبر توفير وحدات سكنية آمنة ونظيفة للمواطنين، وفرشها بالكامل بالأثاث والأجهزة الكهربائية، بل أيضاً دور الدولة فى الحفاظ على النظام، وفى استمرارية ونجاح المشروع، لأن الهدف الأساسى تنموى.
 
"الغندور": وفرنا فرص عمل للأهالى بالمصانع.. وغير مسموح تغيير الوحدات من سكنى إلى تجارى أو إدارى
وأضاف «الغندور» أنه تم توفير فرص عمل للأهالى فى المصانع والورش للأعمال اليدوية، وبدأوا فى تطوير منتجاتهم، ولديهم جميع الخدمات من مراكز طبية وجامع وملاعب، والمشروع أثبت أن المواطن بمجرد توافر فرصة حياة أفضل له يتحول تدريجياً لإنسان أفضل فى سلوكياته وطموحه.
 
وأوضح «الغندور» أن هناك اهتماماً كبيراً من قِبَل الحى على الحفاظ على نظافة المشروع، حيث تمر عربات النظافة أكثر من مرة فى اليوم، لتحافظ على الشوارع نظيفة تماماً، وغير مسموح لأى مواطن أن يقوم بأى تغيير لنشاط الوحدة التى تسلمها فممنوع تحويلها لتجارى أو محل أو مكتب، لأن هذا يثبت أنه لا يستحق السكن فى الوحدة وبأن لديه بديلاً آخر، كما أن الحى يمنع أى تعديلات على واجهات الوحدات، لأن المشروع وحدة واحدة متكاملة ولا يحق لصاحب الوحدة أن يقوم بطلاء واجهاتها بلون مغاير.