كتبت – أماني موسى
ألتقى الإعلامي نشأت الديهي مع المعارض التركي الشهير فتح الله جولن، داخل المنزل الذي يعيش به المعارض التركي فتح الله جولن بالولايات المتحدة الأمريكية.
 
واستعرض الديهي الحجرة التي يقيم فيها جولن، والتي تتكون من أثاث بسيط للغاية، قائلاً: "دي عبارة عن مرتبة ووسادة بسيطة، ويوجد حصيرة ومكان مخصص للصلاة كما يضع علم تركيا على الحائط".
 
مستطردًا، "دي رسالة إلى اردوغان، هذا الرجل يعيش في هذا المنزل البسيط، وانت تدعي أنه يملك المليارات ويدعم الانقلاب على تركيا، واقول لأردوغان اتق الله".
 
قال كولن، في الحقيقة أن المسئولين المصريين لم يسيئوا أبدًا إلى الشعب التركي، وعندما وقعت الأحداث في مصر عام 2013، بدأ الرئيس التركي أردوغان بالحديث عن أن لكل فرعون موسى، وأطلق على الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أنه فرعون قبل أن يطلع على شخصيته ويتعرف عليه كما ينبغي، ما أدى إلى تأزم العلاقات بين الطرفين.
 
وأضاف "كولن"، خلال حواره مع الإعلامي نشأت الديهي، في برنامج "بالورقة والقلم"، المذاع عبر فضائية "ten"، أن التغيير القائم على مبادئ وقيم معينة تحفظ أمن البلاد واستقرارها يختلف عن التغيير الذي يهدف إلى إحداث بلبلة وفوضى بالبلاد.
 
وتابع، أن "الشعب المصري يكن للشعب التركي تعاطفًا عنيفًا، والمسئولون الأتراك مائلون للخوض في جدليات مع المصريين، وقد أعرب بعض المسئولين الأتراك عن رغبتهم في تجديد العلاقات بين مصر وتركيا مرة أخرى وعودتها إلى طبيعتها، لكني لست متأكدًا من عودة العلاقات إلى طبيعتها بعد هذه القطيعة الطويلة، رغم تمنياتي بأن تعود العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها بالفعل، لكن في ظل وجود الأتراك الحاليين في السلطة لا تزال هذه الأمنيات صعبة إن لم تكن مستحيلة، لأنهم متقلبون كثيروا التحول، اليوم من هنا وغدًا من هناك.
 
مشددًا على أن دول العالم تنظر لمصر نظرة احترام وتقدير ويتخذون منها نموذجًا يقتدى به.
 
وأضاف أن المسيطرين على مقاليد الحكم في تركيا اليوم ليسوا من أبناء الأناضول الحقيقيين، بل يقال أنهم قدموا من الشمال، لهذا غابت عنهم قيم شعب الأناضول الأصيلة.
 
لكنهم يتظاهرون بأنهم يحترمون قيم هذا الشعب ومبادئه الثقافية والتراثية والدينية والأخلاقية، لكنهم قاموا بهدم هذه القيم واستخدموا الشعارات الدينية والخطابات الإسلامية البراقة لضمان بقائهم في السلطة فقط.
 
مستطردًا، نعم لقد كنا ندعم هؤلاء فترة من الزمان، فقد جاء أردوغان يستشرني، كاشفًا أنه لم يكمل تعليمه الجامعي، ونصحته آنذاك ببعض النصائح، لكن بمجرد وصوله للحكم اتخذ من الخدمة هدفًا وبدأ في تقويض المؤسسات التربوية والتعليمية وأغلق المدارس والجامعات الخاصة، وقوض تلك المؤسسات لا لشيء إلا لأنهم لم يتفقوا مع أجندته الداخلية.
 
وبدأت تنكشف خطته وفساده رغم إدعاءه بأنه إسلامي، واتهم أردوغان القائمين على التحقيقات التي كشفت فساده، بأنهم من الخونة، وكانوا قضاة ووكلاء نيابة.
 
وأضاف أن أردوغان يتلاعب بالقرآن، والألفاظ القرآنية والأحاديث النبوية للوصول لقلوب من لا يفقهون شيئًا في الدين، لهذا استشعر بخطر على تركيا، بسبب ما يقوم به أردوغان بالتفرقة بين القوميات الموجودة في تركيا.
 
وال جولن: أن مصر بها أطياف متعددة من الناس مسيحيين ومسلمين ولا دينيين وملحدين، ولذا فأن فرض المعتقدات والتصورات التي يتبناها أنصار الإسلام السياسي على المجتمعات التعددية من شأنه خلق صراع ونزاعات وهو ما يحدث في تركيا الآن بالفعل.
 
وشدد أنهم لا علاقة لهم بالسياسة، وغلفوا شعاراتهم بصبغة إسلامية واستخدموها بضاعة رخيصة لضمان بقائهم في السلطة، ولإضفاء الشرعية على فسادهم وحياتهم المترفة، فتجدهم الآن يتصرفون بمكيافيلية شديدة.
 
وطالب جولن البلاد الغربية باتخاذ موقف دولي موحد، للضغط على أردوغان، كي يتراجع عن استبداده، مضيفًا: أعتقد أن هذا السبيل الوحيد لخروج تركيا من الاضطرابات التي تشهدها حاليًا، وكي تتوقف الفوضى التي تشهدها تركيا الآن.
 
وعن مصر، قال جولن: المسار الحالي يبدو جيدًا، لكنني أتابع من الخارج، وأعتقد أن أردوغان ومن معه يستغلون الصراعات التي ورثوها من تاريخ العثمانيين، ليحدثوا بها تأثيرًا في العالم الإسلامي، ومن المعلوم أن العثمانيين كان لهم تأُثير على العالم الإسلامي في فترة تاريخية معينة، لكنني أعتقد أن مصر تستطيع أن تقدم نموذجًا أفضل إذا حافظت على هذا الخط من الاعتدال والتوازن، وهي قادرة على ذلك لما تتمتع به من سمعة طيبة وشعب عريق يتمتع بذكاء عال، كل ذلك جعلها في فترة من فترات التاريخ تهمين على مقدرات الإنسانية، وتحتل مكانة هامة في العالم الإسلامي، وكثيرين من قادة العالم العربي والإسلامي ينظرون إلى مصر نظرة احترام وتقدير ويتخذون منها نموذجًا للقيادة.
 
لذا أظن أن القيادة المصرية وما تتمتع به من نضوج قادرة على خلق طاقة جماعية تؤدي إلى تحقيق تعاون مثمر بين هذه الدول كافة.