كتب – روماني صبري
يحل اليوم الخميس 17 أكتوبر ، ذكرى وفاة الفنان المصري الكبير  يوسف وهبي، الذي منذ وطأت أقدامه عالم الفن ، حتى بات محل اهتمام الصحف والرأي العام في مصر، ليلقب بعدها بـ"عميد المسرح العربي".. وسرعان ما دفع باسم وهبي إلى واجهة المشهد الفني جراء أعماله السينمائية والمسرحية المتنوعة ، ونرصد في السطور المقبلة ابرز المحطات في حياة هذا الفنان الذي ودع العالم عن عمر ناهز 84 عاما .


الطفولة حتى الشباب وحلم الفن
ولد يوسف عبد الله وهبي في 17 يوليو عام 1898 بمحافظة الفيوم، وكان والده عبد الله باشا من أعيان المحافظة ، وكان يعمل مفتشا للري في المحافظة.

وعندما بلغ وهبي مرحلة الشباب عمل مصارع في سيرك الحاج سليمان، بعد أن دربه وقتها بطل الشرق في المصارعة المصارع عبد الحليم المصري، والذي رأى أن جسده العريض وطول قامته يعكسان انه سيصبح مصارعا عالميا عظيما .


ولكن كان ليوسف حلما اكبر، وهو المسرح وان يسطع اسمه في عالم الفن، وذلك بعدما أبصر فرقة الفنان اللبناني سليم القرداحى في سوهاج، ليؤدي بعد ذلك المونولوجات ويشارك في التمثيليات بالنادي الأهلي والمدرسة.


وهبي وايطاليا
قرر وهبي السفر إلى إيطاليا بعد الحرب العالمية الأولى ليدرس هناك التمثيل على يد الممثل الايطالي "كيانتوني"، وفي عام 1921 عاد إلى الوطن بعد رحيل والده ، وحصل آنذاك على ميراثه الشرعي من ثروة أبيه.

 شارك بعد ذلك في عروض مسرح  الفنان حسن فايق، وهو ما اكسبه خبرة كبيرة في هذا المجال جعلته يؤسس مسرح و شركة رمسيس للإنتاج السينمائي ، كذلك إنشاء أستوديو النحاس ، ومن المناصب التي تقلدها وهبي تولى إدارة فرقة المسرح العربي عندما كان يطلق عليها اسم الفرقة المصرية للتمثيل و الموسيقى.


العمل بالسينما
طرح فيلمه " غرام وانتقام" عام 1944 بطولة المطربة أسمهان والفنان الصاعد وقتها أنور وجدي، وتولى كتابة سيناريو وإخراجه وهبي بذاته ، فضلا عن تجسيده شخصية الموسيقار جمال حمدي.

وحرص على حضور الفيلم الملك فاروق، الذي أشاد بأداء وهبي ، وقال له عقب انتهاء العرض " دعني أصافحك ..برافو يوسف بك وهبى"، ومنذ هذا الوقت وأصبح وهبي يحمل لقب (البكوية) .

كما برع وهبي في تجسيد دور الشيطان ، في فيلمه الشهير "سفير جهنم" والذي حقق نجاحا كبيرا منذ طرحه داخل صالا العرض السينمائي بمصر


الرجل الذي عاش آلف عام
ولخص وهبي حياته في كتابه الشهير " عشت آلف عام "، قائلا :" عشت في قصور فاخرة وأيضا في غرفة صغيرة على السطوح يشاركني فيها الدجاج.. ورثت رأس مال ضخم وأضعته ثم استردته وفقدته.. قامرت وربحت وخسرت.. انتصرت وانهزمت.. عشت في الظلام وفى بهرة الأضواء.. لكنى لم أسلم سلاحي واغتر بالثراء أو اجزع من الإفلاس."