ساعة ونصف من الرعب والبكاء المتواصل، ظلّت الطفلة هيام عصام أحمد أبو الرجالة، التلميذة بالصف الخامس الابتدائى بمدرسة غرب تيرة للتعليم الأساسى، التابعة لمركز الحامول فى محافظة كفر الشيخ، محبوسة داخل مدرستها، عقب خلوها وغلق أبوابها بعد انتهاء اليوم الدراسى، ظلت تصرخ وتبكي وتطرق الأبواب والشبابيك مستغيثة بالمارة، حتى رآها أحد المارة وسارع بالقفز من أعلى سور المدرسة لإنقاذها.

وقرر الدكتور إسماعيل عبدالحميد طه، محافظ كفر الشيخ، استبعاد مدير مدرسة غرب تيرة للتعليم الأساسي في مركز الحامول بكفر الشيخ، والتي شهدت العثور على التلميذة هيام عصام أبو الرجالة محبوسة في إحدى فصولها بعدما تركتها إدارة المدرسة. وأمر المحافظ، بتوقيع جزاء على نوبتجي المدرسة، ومشرف اليوم الدراسي، ومعلم آخر حصة في الفصل الذي شهد الواقعة، وإجراء التحقيق معهم.

"الوطن" زارت الطفلة في منزلها، حيث أكدت أنها فى نهاية اليوم الدراسى، أمس، ولحظة خروجها من المدرسة اكتشفت أن الكتب المدرسية الخاصة بها لم تكن بحقيبتها فاتجهت للفصل مرة آخرى لكن أغلقت أبواب المدرسة.

وقالت هيام "الجرس ضرب ونزلت من على السلالم، واكتشفت أن الكتب مش فى شنطتي دخلت تاني روحت أجيبهم، وبعد كدة قفلوا كل الأبواب، فضلت أصرخ وأعيط وأخبط فى الشبابيك ومش عارفة أقفز من أي سور، لحد ما لقيت ناس معدية صرخت ومكنوش سامعنى لحد ما سمعنى عمو عادل عبد الحى، قالي متخافيش أنا هجي أطلعك، متقلقيش، وقفز من فوق السور وحاول يكسر البوابة معرفش، جاب شاكوش حاول يكسر البوابة".

وأضافت الطفلة لـ"الوطن": "جه فراش المدرسة، وقعد يزعق ويقول لعمو عادل إنت إزاى تدخل من على السور، مش هفتح الباب، وإن شالله عنها ما خرجت، لأن الفراش ده مكنش معاه مفتاح، وفضلوا يزعقوا لحد ما الفراش التانى جه، بس كنت كسرت القفل بتاع البوابة بالشاكوش، علشان أخرج، روحت وأنا منهارة وبعيط، وقولت لأهلى مش هروح المدرسة تانى علشان متحبسش".

بدموع لم تنقطع تابعت الطفلة "كنت خايفة محدش يسمعني، وأموت هناك، وأول ماخرجت حمدت ربنا إنى طلعت"، مضيفة "أنا ماتأخرتش، السلم كان لسة زحمة، وقعدت أعيط وكنت مرعوبة وحاسة إني هموت أو هتقتل، كنت خايفة حد يقتلنى، وقولتلهم مش هروح المدرسة تانى، وجه حد من التربية والتعليم وقعد يهدي فيا فى البيت، ويقولى متخافيش".

كان رواد مواقع التواصل الاجتماعى، تداولوا صورا للطفلة وهى تبكى ومحبوسة خلف بوابة حديدية داخل المدرسة، مؤكدين أنه تم حبسها داخلها بعد انتهاء اليوم الدراسى.