تحل، اليوم، الذكرى السادسة عشر لتطويب البابا يوحنا بولس الثاني، بابا الفاتيكان الراحل، للأم تريزا، الراهبة الكاثوليكية الراحلة، التي أسست إرسالية راهبات المحبة، ووضعها على طريق انتهى بإعلانها قديسة على يد البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان الحالي في 2016.

والتطويب الذي أقيم في ساحة القديس بطرس الرسول بالفاتيكان، شهده آلاف الأشخاص، بصورة وصفتها وسائل الإعلام وقتها بأنها فاقت أعداد الوافدين الذين حضروا مناسبة الاحتفال بمرور ربع قرن على انتخاب البابا يوحنا بولس الثاني، وقتها.


والتطويب بحسب قوانين الكنيسة الكاثوليكية يتطلب "إثبات حدوث معجزة، ثم تتجه مجموعة إلى أسقف محلي، وبعد موافقة روما يبدأ بحث متقص عن الشخص، وترفع نتائج البحث إلى مجمع شؤون القديسين بالفاتيكان، وتحال المسألة إلى البابا، وبعد أن يتم تطييب الشخص قد ينسب للمطوَب يوم من أيام السنة يسمح فيه بإجلال رفات المطوَب، بينما تلزم القوانين الكنسية للحصول على لقب "القديس" إثبات معجزة ثانية للشخص".

وقد وفد مصلون من جميع القارات للثناء على الأم تريزا البلقانية المولد، والتي أصبحت شخصية عالمية بعد أن كرست حياتها لرعاية المرضى والمحتضرين والمشردين والمصابين بالجذام في مدينة كلكتا الهندية، وحازت على جائزة نوبل للسلام عام 1979 بسبب العقود التي أمضتها في تلك الخدمة حتى توفيت في عام 1997 عن عمر ناهز السابعة والثمانين.

وخلال نحو نصف قرن تضاعفت إرسالية راهبات المحبة، التي أسستها الأم تريزا عام 1950 باثنتي عشرة راهبة فحسب، حتى بلغت 4,500 راهبة من 133 بلدا، وتقوم راهبات الإرسالية على إدارة بيوت للرعاية ومدارس ومشافي للفقراء ومن على فراش الموت.


ولشدة إعجاب البابا البولندي يوحنا بولس الثاني وقتها، بالأم تريزا، عجل بالخطوات التي تنتهي بإعلان الراهبة قديسة، إذ أنه كان الطقس الكنسي يفرض أن تنقضي خمس سنوات على وفاة المرشح للتطويب قبل بدء أولى تلك الخطوات، وذلك حتى لا تلعب المشاعر دورها في التأثير على الحكم السليم.

لكن جرى استثناء الأم تريزا، من ذلك الأمر الذي أثار وقتها جدلا كبيرا، كما لم ينسب للأم تريزا أي معجزة كما يتطب طقس "التطويب" إلا أن شابه هندية تدعا "مونيكا بيسرا" قالت إنها أصيبت في عام 1998 بورم ضخم ببطنها وأنها بعد الصلاة إلى الأم تريزا التي توفيت قبل ذلك الوقت بعام، قد اختفى الورم، ليقر الفاتيكان هذا الحادث على أنه معجزة، حيث نسبت دراسات للفاتيكان أنه أحد الأطباء الذين عالجوا "بيسرا" أكدوا أنه ليس هناك تفسير علمي لشفاء مريضته، إلا أن الطبيب الذي شخص حالتها أول مرة قال إن "الشفاء جاء نتيجة الدواء".


وبعد 13 سنة من تطويب الأم تريزا، أعلن البابا فرنسيس في 2016، منح لقب "قديسه" لها، في قداس حضره أكثر من 100 ألف شخص في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان.

وذلك بعد الإعلان عن توصل الفاتيكان لمعجزة ثانية للأم تريزا في ديسمبر 2015 بحسب ما تنص عليه قوانين الكنيسة الكاثوليكية، وبحسب الكنيسة تمثلت المعجزة في شفاء رجل برازيلي من ورم في الدماغ بشكل لا يمكن تفسيره بعد أن صلى المقربون منه للأم تريزا للمساعدة في علاجه.