استيقظت كعادتها في الصباح الباكر استعدادا للتوجه إلى مدرستها برفقة زميلاتها، تفكر في ما ستحصله خلال يومها، متمنية أن يكون أفضل من سابقيه، إلا أنها لم تكن تتخيل أنه الأخير لها في حياتها.

وصلت " سما" إلى مدرستها فوجدتها مغلقة، فسُرت، وقبل منزلها بخطوات قليلة كادت أن تنزلق، فاستندت على أحد أعمدة الإنارة، الذي لم يكن مساعدا لها، حيث انتابت جسدها، رعشة قوية، وألم مبرح، صرخ زملاؤها فزعا، أيقنوا أن الأمر جلل، فسقوطها في الماء لم يكن عاديا، واهتزازها الشديد أرعبهن.

توفيت سما علي حسن الشطلاوي'> الطفلة سما علي حسن الشطلاوي، الطالبة بالصف السادس الابتدائي، ابنة قرية "قصر بغداد" التابعة لمركز "كفر الزيات" بمحافظة الغربية، نتيجة لتعرضها لصعق بالكهرباء، نتيجة ماس من عمود الإنارة، بسبب الأمطار الغزيرة التي سقطت على القرية صباحا.
عم الطفلة: الناس طلعوها من المية بخشب.. وماتت قبل ما نوصل المستشفى

"خرج الجيران على صوت صراخ الأطفال".. بهذه الكلمات وصف محمد الشطلاوي، عم الطفلة سما، تفاصيل وفاتها، لـ"الوطن"، مشيرا إلى أنها استيقظت في الصباح الباكر، كعادتها، لترتيب حقيبتها، والتوجه إلى مدرستها التي تقع في نفس القرية، إلا أنها عندما وصلت، وجدتها مغلقة.

"العمود قبل البيت بحوالي 100 متر"، في أثناء عودتها من المدرسة، رفقة زميلاتها، كان في طريقهما عمود إنارة، محاط بتجمعات مياه، وفجأة، صرخ الأطفال بشدة، حيث وجدن "سما"، سقطت على الأرض، ويهتز جسدها بشدة، بحسب حديثه.

بعد مشاهدة الجيران للطفلة "سما" وهي ترتعش بجانب عمود الإنارة المحاط بالمياه، أيقنوا أن تيارا كهربائيا صعقها، فحاولوا إنقاذها منه باستخدام الأخشاب، حتى نقلوها بعيدا، وتوجهت بها أسرتها لأقرب مستشفى في طنطا لإسعافها، إلا أنها كانت قد توفيت.

وأوضح أن شقيقه، والد "سما"، يعمل في مدينة شرم الشيخ، وقرر السفر منذ عدة أعوام لتوفير نفقات أسرته، إلا أنه عندما أخبره بنبأ الوفاة عاد مسرعا، كما أن والدتها لم تتوقف عن البكاء حزنا على ابنتها.