خطر على الأطفال بشكل خاص، والمارة من جميع الأعمار، سببته الأمطار الغزيرة التي شهدتها القاهرة الكبرى وبعض المحافظات، فتوفي أكثر من شخص، منذ بداية موجة الطقس السيء وحتى اليوم، بسبب الصعق الكهربائي من أعمدة الكهرباء، حيث ينقطع عنها التيار ثو يعود فجأة ما يجعل المياه المحيطة بها "مكهربة"، غير آمنة للسير بجوارها.

ردود أفعال الأهالي تباينت، ما بين باحث عن طرق الوقاية، أو بالتحذير من السير في مناطق تجمع المياه، إلا أن غريزة أبوية لدى أحد أبناء مركز بنها بمحافظة القليوبية، دفعته لإيجاد حل، يضمن سلامة أبناءه وأبناء جيرانه.


"الحل دايما موجود قدامنا، لكن بنستنى المشكلة تحصل، عشان ننفذه".. كلمات قالها أحمد عبد العليم، ابن قرية طلحة، بمركز بنها، الذي اتخذ قرارا، قبل عام، أنه بقدوم شتاء 2019 سيعزل أكبر قدر ممكن من أعمدة الإنارة، حيث تأثر بوفاة شاب بمحافظة الاسكندرية.

الأمطار فاجأته هذا العام بسقوطها في هذا الوقت المبكر قبل قدوم الشتاء، ورأى أنه الوقت المناسب للتنفيذ، فبدأ بقياس قطر وطول الأعمدة أمام منزله، وتسجيل الأبعاد، استعدادا لشراء مواد العزل وتركيبها، صباح اليوم.


ماسورة من خامة البلاستيك التي تستخدم في الصرف الصحي، كانت وسيلة "أحمد" لحماية أبناء المنطقة، وبمساعدة أحد أبنائه الثلاثة، بدأ بقطع الماسورة طوليا، بحيث يمكن أن تغطي العمود، الذي يصل طوله إلى عدة أمتار، بشكل كامل، ثم صنع بعض الثقوب بها، لتمكنه من تثبيت الماسورة في العمود، باستخدام حبال بلاستيكية، ثم قام بتركيبها.

"فكرة سهلة ومش مكلفة"، وفقا لـ"أحمد" الذي روى لـ"الوطن"، أن تنفيذ العزل لم يكلفه أكثر من 150 جنيها للعمود الواحد، ولكنه ضَمِن من خلالها، حماية أبنائه وأبناء جيرانه، "وكسب الثواب"، على حد قوله، حيث يشعر بأن ما قام به "واجب وطني" يحمي به المحيطين به.

ويحلم "أحمد" أن تعمم الفكرة، حيث بدأ في اقناع المحيطين به بعبارات "لو كل واحد عزل عمود قدام بيته، هنحمي بلدنا"، مقنعا أصدقائه بأنه لا يملك حاليا، أن يعزل أكثر من عمود على نفقته الخاصة، ولكن كل شخص يملك مفتاح أمان منطقة.


ولقيت فتاة (15 عاما) بمحافظة القليوبية، مصرعها، صعقا، إثر ملامستها لعمود كهرباء داخل قرية العمار الكبري في طوخ، بسبب كاميرا مراقبة معلقة على العامود من قبل الأهالي.

وتلقى اللواء طارق عجيز مدير الأمن، إخطارا، من مأمور مركز طوخ، يفيد بتلقيه إشارة، من محمد خيري عبد الرؤوف رئيس مركز ومدينة طوخ، بإخطاره من "صبحي إبراهيم رئيس الوحدة المحلية بالعمار الكبرى" بمصرع فتاة صعقا لمست عمود كهرباء داخل القرية.

وانتقل المقدم أحمد سامي رئيس مباحث مركز طوخ، ومحمد ياسين نائب رئيس المدينة، ويحيى عبد المنعم مدير إدارة الأزمات بالمجلس، حيث تبين أن الفتاة تدعى "دينا. م. م.ع" 15 سنة، وتوفيت نتيجة ماس كاميرا مراقبة جرى تركيبها على عمود كهرباء، بمعرفة الأهالي، وحدث بها ماس كهربائي بسبب سوء الأحوال الجوية.


ونقلت الجثة إلى مقر الوحدة الصحية بالعمار الكبرى، وتولت النيابة التحقيق، حيث أمرت بندب الطبيب الشرعي لمناظرة الجثة، والتصريح بالدفن عقب ذلك، وبيان سبب الوفاة.

كما طلبت النيابة تحريات المباحث حول الواقعة.