عقدت اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث، برئاسة مشتركة بين المجلس القومي للمرأة والمجلس القومي للطفولة والأمومة، اجتماعها الدوري الثاني، وذلك لعرض جهودها خلال الفترة الماضية وخطتها المستقبلية.

وأعربت الدكتورة مايا مرسي، رئيسة المجلس القومي للمرأة - خلال الاجتماع - عن فخرها وسعادتها بالنجاح الذي حققته اللجنة الوطنية خلال الأشهر القليلة الماضية، والذي يعكس اهتمام الدولة بحماية المرأة من جميع أشكال العنف ضدها خاصة ختان الإناث، حيث تولى جميع أجهزة الدولة المعنية اهتمامًا كبيرًا بهذا الملف.

وأكدت أن أنشطة اللجنة وإنجازاتها لاقت إشادات دولية عديده خلال الفترة الماضية، مما يعكس نجاح اللجنة وتحقيقها أصداء دولية، لافتة إلى أن الشراكة بين المجلسين تعد الأولى من نوعها.

كما أشارت رئيسة المجلس إلى أن الأنشطة التي قامت بها اللجنة نجحت في الوصول إلى ما يزيد على 4 ملايين ومائة ألف مستهدف من خلال حملة "أحميها من الختان" التي أطلقتها اللجنة بجميع محافظات الجمهورية خلال الأربعة أشهر الماضية.

وقالت الدكتورة مايا مرسي: إن تضافر جهود أعضاء اللجنة وتنسيقها خلال الفترة الماضية هو الذي أحدث الفرق وأثبت نجاح العمل كفريق، لافتة إلى أن اللجنة الوطنية سوف تعقد اجتماعها بصفة دورية كل ثلاثة أشهر لعرض جهود اللجنة خلال تلك الفترة.

وأضافت أن المجلس سيخصص حملة الـ16 يومًا من الأنشطة لمناهضة العنف ضد المرأة هذا العام للتوعية بقضية ختان الإناث ضمن نشاط اللجنة الوطنية تحت شعار "احميها من الختان"، بهدف تركيز جميع الأنشطة على هذه القضية المهمة.

وأوضحت أن نشاط اللجنة الوطنية خلال الفترة الماضية تضمن إطلاق حملة طرق الأبواب بجميع قرى ونجوع مصر لتوصيل رسائل الحملة إلى كل سيدة داخل منزلها، من خلال الاستعانة بأكثر من خمسة آلاف قيادة نسائية على أرض الواقع هن الرائدات الريفيات.

من جانبها.. أعربت الدكتورة عزة العشماوي، الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة، عن سعادتها بإنجازات اللجنة الوطنية في هذه المدة القصيرة، مشيرة إلى أهميتها لتسريع وتيرة الجهود وتحقيقًا لأهداف التنمية المستدامة.

وعرضت نشأة اللجنة الوطنية، وبداية عملها وفرق العمل الداعمة التي تم تشكيلها، مشيرة إلى أنه تم إجراء تحليل وتقييم الوضع الراهن لهذه العادة في مصر بإجراء تحليل استراتيجي متضمن نقاط القوة والتي شملت وجود استراتيجيات والدراسات وأوراق السياسات الداعمة لهذه القضية، وتصديق مصر على العديد من الاتفاقيات الدولية المناهضة للعنف ضد المرأة والطفل، والتشبيك مع الشركاء ووجود أجهزة تنفيذية داعمة ومؤمنة ومؤيدة لمكافحة هذه الجريمة ورفض المؤسسات الدينية (الإسلامية – المسيحية) لختان الإناث.

كما كشفت عن أهم التهديدات أو نقاط الضعف للقضاء على ختان الإناث، وهي أنه ما زالت هذه الجريمة تمارس في سرية تامة في بعض المناطق الجغرافية والعادات والتقاليد الموروثة، مشيرة إلى وضع خطة متعددة المحاور، آخذة في اعتبارها مجابهة التحديات ونقاط الضعف بهدف القضاء على هذه الجريمة.

وأشارت الدكتورة عزة العشماوي إلى استقبال خط نجدة الطفل 16000 العديد من الاستشارات والاستفسارات حول ختان الإناث والتي وصلت إلى عدد 1527 استشارة منذ بدء حملة "احميها من الختان" في 13 يونيو الماضي وحتى الآن، معربة عن سعادتها باستقبال الخط الساخن مكالمات للمشورة من الفتيات أنفسهن، والتي وصلت لنسبة 6% من إجمالي المتصلين والمستفيدين.

وعرض الدكتور نبيل صموئيل، عضو المجلس القومى للمرأة ومقرر لجنة المنظمات غير الحكومية ومنتدى منظمات المجتمع المدني المنبثق منها، جهود المنتدى خلال الفترة الماضية، مشيرًا إلى بعض الأنشطة المقترح عقدها خلال ملتقى الجمعيات الأهلية المزمع عقده خلال حملة الـ16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة، منها تنظيم ندوات مع كل الجهات الرسمية والوزارات المعنية، للتعرف على الجهود وتحقيق التكامل فيما بينها، فضلًا عن تنظيم حوار حول الأدوار التي تقوم بها الشبكات المعنية بمناهضة العنف ورؤيتها المستقبلية.

بدوره، أكد الدكتور طلعت عبد القوي، رئيس الاتحاد العام للجمعيات الأهلية، أن قضية ختان الإناث هي قضية قومية تحتاج إلى تنسيق الجهود، وهو ما يحدث الآن من خلال عمل اللجنة الوطنية، موضحًا أنه يتم تنسيق الجهود مع منتدى منظمات المجتمع المدني بقيادة الدكتور نبيل صموئيل.
 
واقترح مجموعة من الأنشطة لتضمينها خلال حملة الـ16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة هذا العام، من بينها تخصيص أتوبيس متنقل بالمحافظات للتوعية بالقضية.

فيما أثنى المستشار هاني جورجي، رئيس الاستئناف ورئيس الإدارة العامة لحقوق الإنسان بمكتب النائب العام، على التعاون العظيم والتجربة الوطنية الملموسة بين المجلس القومي للمرأة والمجلس القومي للطفولة والأمومة، تحت مظلة اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث، مؤكدًا أنه لا تسامح مع هذه الجريمة.

ونقل اهتمام المستشار النائب العام البالغ بمكافحة جريمة ختان الإناث، موضحًا أنه أصدر توجيهاته بتفعيل الكتاب الدوري الخاص بمكافحة هذه الجريمة.

وأكد الدكتور خالد عطيفي، منسق برنامج مناهضة ختان الإناث وبرنامج رعاية المقبلين على الزواج بوزارة الصحة، عزم الوزارة ردع جريمة ختان الإناث، حيث إن القضية أصبحت محسومة الآن ولن يُسمح لطبيب بإبداء رأيه حيال هذه الجريمة.