اعتداء جديد على الكنيسة في وجود الأمن ..والمتشددون " مش عايزين كنيسة "
الجهات التنفيذية تطرح حلول نقل الكنيسة لخارج القرية لإنهاء الأزمة
أقباط القرية : سئمنا من مخاطبة الجهات والقانون يعجز أمام المتشددين
مبادرات التعايش المشترك وموائد الإفطار تفشل في إنهاء الكراهية تجاه الكنيسة
كتب : نادر شكري
 يعانى أقباط قرية حجازة قبلى مركز قوص بمحافظة قنا لأكثر من 26 عاما من سطوة المتشددين بالمنطقة ومنعهم من استئناف العمل ببناء كنيسة مارجرجس الكاثوليك بحجازة الحاصلة على قرار جمهوري بإحلال وتجديد الكنيسة في عام 1993 ، وبعد وضع الشدات الخشبية والحديد لصب سقف الكنيسة تم وقف جميع الأعمال لدواعي أمنية .
 
رحلة طويلة من طرق الأبواب 
 ورغم محاولة الأقباط لإيجاد مساعي حل لكنهم لم يجدوا طريقا لوقف سيطرة المتشددين وفرض سطوتهم على الكنيسة وتحدى القانون برفض استكمالها رغم ما تم تقديمه من مذكرات واستغاثات لكافة المسئولين على مراحل مختلفة وحاول الأقباط على سنوات طويلة إقامة خيام بساحة المدرسة التي تضم المدرسة والكنيسة وذلك لإقامة الصلوات ولكن في كل مرة يتم حرق الخيام ، وأخرهم في عام 2012 و2015 ورغم وضع الخيام في الطابق الرابع من المدرسة إلا انه تم حرقها أيضا  .
ولم يجد الأقباط وسيلة سوى الصلاة تحت الشدات الخشبية رغم مخاطر الطقس وعقب مرور السنوات على الشدة الخشبية بدأت حشرة الخشب والتي يسميها الاهالى " القرضة " في تسويس الخشب مما يهدد بسقوط الشدات الخشبية على المصلين. وفى الأسبوع الماضي تعرضت الكنيسة لهجوم جديد من قبل المتطرفين ، وشنوا هجمة جديدة على المبنى المتهالك تحت الشدات الخشبية المقامة منذ 1993 ، رغم وجود حراسة أمنية على مقر الكنيسة ولكنها لم تفعل شيء وسط هتافات التكبير .
 
قذف الكنيسة 
  منذ سنوات وتتعرض الكنيسة وأقباطها لتحرشات من قبل المتشددين وخاصة قبيلة " الهداليل" والتهديد بالعقاب في حالة استكمال البناء وكان تجدد الهجوم مؤخرا عندما حاول الأقباط غلق شبابيك المبنى تحت الإنشاء بعد سقوط الأخشاب نتيجة تهالكها فحاولوا وضع  أخشاب جديدة للحماية من الطقس البارد فشاهد المتشددين قيام الأقباط بممارسة الشعائر داخل الكنيسة مما أثار حفيظتهم وأسرعوا بالتحريض ليتجمهر العشرات حاملين الأسلحة قاموا بقذف الكنيسة من نوافذها  وتصدى لهم بعض الأقباط حتى وصول قوات الأمن .   
 
قال احد الأقباط بالكنيسة رفض ذكر اسمه خوفا من البطش به " تحملنا الكثير طوال 26 عاما ، لكي نمارس حقنا في الصلاة وتعليم الأطفال فنحن لم نريد سوى الصلاة ولكن هذا لم يرضى المتشددين ، ولقد سئمنا من إرسال ملف الكنيسة لكافة الجهات الأمنية والوزارات المعانية ومؤسسة الرئاسة على مراحل مختلفة ، ورغم حصولنا على حكم قضائي من القضاء الادارى في عام 2005 باستكمال البناء إلا ان الجهات المعنية في محافظة قنا رفضت التنفيذ.
 
وأضاف نظرا لخطورة الشدات الخشبية وضيق المبنى حاولنا سابقا إقامة خيمة في ساحة الكنيسة ، إلا انه تم حرقها من قبل المتشددين ، وبعد سنوات أقامنا خيمة أخرى في الطابق الرابع أعلى مبنى المدرسة التابعة للكنيسة ولكن تم حرقها أيضا ودائما ما يتم غلق المحضر بالماس الكهربائي .
 
وأشار لم يكن أمامنا سوى استمرار الصلاة تحت الشدات الخشبية بالكنيسة رغم خطورتها لاسيما ان الأخشاب لها 26 عاما وتأثرت نتيجة تغيرات الطقس والأمطار وهو ما أدى لتساقط أخشاب النوافذ التي كانت تستخدم لغلق النوافذ وحماية الكنيسة ، وعند محاولة وضع أخشاب أخرى فوجئ الأقباط بتجمعات بالقرية ، فتم الاتصال بالجهات الأمنية التي أرسلت احد الضباط ، الذي غادر بعد وصوله بنصف ساعة ثم بعدها بقليل بدأ الهجوم على الكنيسة رغم وجود قوة أمنية لحراسة المبنى ، وقاموا بقذف الكنيسة بالحجارة من خلال النوافذ ، وحمل بعضهم أسلحة نارية وأسلحة بيضاء ولم يتم التعامل معهم من قبل القوة الأمنية التي وقفت متفرجة ، بل تصدت للشباب القبطي الذي حاول التصدي للمتشددين .
 
نوافذ من القماش 
عقب انتهاء الأحداث انتقل للموقع مدير أمن قنا وقيادات الأمن الوطني وقسم شرطة قوص ، ورفضت القيادات الأمنية غلق النوافذ بالأخشاب ، وتم غلق النوافذ بالأقمشة ، ولم يتم القبض على اى من المعتدين ، خوفا من الانتقام وتجدد الاعتداءات .
وقال قبطي أخر بالكنيسة " شيئا محزن ان يتم الاعتداء على الكنيسة دون القبض على اى من المتشددين رغم وجود فيديوهات تثبت الاعتداء والأشخاص وفى وجود القوة الأمنية وذلك تحت دواعي سلامة القرية ، فالقانون يخشى  القبض على اى من المعتدين خوفا من التهديد والانتقام وعدم استقرار القرية .
 
اقتراح بنقل الكنيسة 
شهدت اللقاءات التي عقدت بين القيادات الأمنية وقيادات الكنيسة الكاثوليكية حديث حول حل بنقل موقع الكنيسة الحالي إلى موقع أخر يبعد عن منازل المسيحيين ب 3كم ، ومع يأس الأقباط لمرور 26 عاما دون حل ربما يكون هذا الطرح في طريقه للقبول من قبل الأقباط رغم بعد الموقع عن منازلهم وذلك بهدف وجود كنيسة للصلاة ، رغم ان الكنيسة الحالية عمرها يزيد عن 100 عاما وحاصلة على كافة التراخيص وتقع داخل التجمع السكنى للأقباط وفى ساحة المدرسة التابعة لها وربما تتجه قريبا القيادات الكنيسة لهذا الحل بعد الفشل فى طرق الابواب .
وفى تعليق لقبطية بالكنيسة قالت " هنعمل ايه تعبنا 26 سنه ومفيش حل وكل شوية يحصل هجوم علينا والحكومة مش عارف تطبق القانون وتبنى الكنيسة ، احنا كل اللى عايزينه نصلى في سلام ، لكن مش عارفين نوصل لحل ومش عارفين الكنيسة مضيقهم في ايه ، واحنا من يوم ما اتولدنا واحنا فيها ، لكن للأسف الحكومة بدل ما تعاقب المتشددين راحت للأقباط علشان ينقلوا الكنيسة في مكان تانى خارج القرية واحنا مفيش طريق تانى وسيدنا الأنبا عمانوئيل المطران حاول كتير وارسل ملف الكنيسة لكل الجهات دون حل .
 
أنشطة مشتركة لإزالة الاحتقان
حاول بعض الشباب بالتعاون مع المجتمع المدني قبل عامين إزالة الاحتقان بمبادرة التعايش السلمي بقرية حجازة بإقامة أنشطة وندوات مشتركة بين الأقباط والمسلمين وكانت البداية داخل ساحة كنيسة مارجرجس ، واستمرت الأنشطة لفترة طويلة ، فضلا عن إقامة الكنيسة في كل عام موائد إفطار رمضانية داخل ساحة الكنيسة من اجل تفعيل التعايش المشترك والتقارب  ، كما قامت الكنيسة بفتح مستوصف طبى منذ 10 اعوام لخدمة اهالى القرية مسلمين واقباط فضلا عن ان المدرسة التابعة للكنيسة تقبل ايضا طلاب مسلمين ، ورغم هذا التقارب الذي يظهر وكأنه المحبة تعم القرية لكن الوضع يتغير عندما يتعلق الأمر بمساءلة بناء الكنيسة فيتحول الجميع لأشخاص آخرين وتتبخر مبادرات التعايش المشترك وتتحول القلوب إلى سواد والعقول تمتلئ بالشر والكراهية وعنف لتفشل كافة محاولات المبادرات والأنشطة في إذابة جبال الكراهية تجاه الكنيسة .
صلاة وفد الفاتيكان تحت الشدات الخشبية 
في الوقت الذي تشهد مصر انتقاد من وقت لأخر بسبب الحريات الدينية ، فكانت كنيسة مارجرجس بقرية حجازة قضية وحالة لفشل القانون ، ولكن الهدف من تطبيق القانون تحسين لصورة مصر التي يؤكد عليها أقباط القرية ، ولكن هذا الأمر كان محرج عند زيارة لوفد الفاتيكان لمحافظة قنا في أكتوبر العام الماضي ، ومنها زيارة كنيسة مارجرجس بقرية حجازة بصحة الأنبا عمانوئيل مطران الأقصر وقنا ، وأقام الوفد صلوات تحت الشدات الخشبية بالكنيسة وتعجبوا لمشاهدة الكنيسة بهذا الوضع رغم تواجد قيادات تنفيذية بالمحافظة .
 
تاريخ الكنيسة 
كنيسة مارجرجس الكاثوليك بقرية حجازة قبلى تم تشييدها قبل عام 1900 بالطوب اللبن وعلى مر السنين انهار سقف الكنيسة وتصدعت وتشققت كل جدرانها نتيجة السيول، وصارت تمثل خطرا على المصلين بها، ويؤيد ذلك تقرير لجنة مهندسي الإسكان التي عاينتها بتاريخ 11/4/1987 وتوجد صوره ضوئية للكنيسة قبل الهدم، وبناءا عليه تم استخراج جميع الموافقات من الجهات المختصة بشأن هدم وإعادة بناء الكنيسة المذكورة، مدعمة بجميع الأوراق والتراخيص والتصاريح وسندات الملكية اللازمة مثل موافقة أمن الدولة وكتاب الشئون الدينية والحج بمديرة أمن قنا والإدارة المحلية. 
وكان ذكر الأب دانيال الطيب راعى الكنيسة السابق  بأنه بناءا على هذه الموافقات تم البدء في الهدم واعادة البناء تحت إشراف الإدارة الهندسية ومركز مدينة قوص وتم الهدم ووضع الأساسات وبناء حوائط الكنيسة، إلا أن الجهات المختصة شكلت لجنة وفوجىء الأقباط بوقف البناء لدواعى أمنية وقامت قيادات الكنيسة  بتحريك دعوى قضائية أمام القضاء الإدارى لإلغاء القرار السلبى بوقف أعمال البناء برقم 1935 لسنة 8 ق وصدر حكم في 9 مايو 2005 من محكمة القضاء الإدراى بقنا الدائرة الأولى، وحصلت على حكم بالزام الجهات المعنية بتنفيذ استكمال البناء، إلا أنه لم يتم تنفيذ القرار حتى الآن.
 
وأطلق أقباط الكنيسة استغاثات عدة وتم تقديم عدة مذكرات لكل قيادات الدولة على مدار السنوات الماضيى وناشد الأقباط رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى للتدخل والبحث عن حل لـ 1500 مسيحى يؤدون الصلاة تحت الشدات الخشبية في العراء  وتعرضهم لأكثر من مرة لحرق خيام اقيمت في ساحة الكنيسة للصلاة وفى كل مرة يشير التقارير إلى وجود ماس كهربائى حتى انهم المسئولين الامنينن بمركز قوص يعلنوا سبب الحريق قبل المعاينة رغم تكراره.