أثبتت تجارب أجرتها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، أن عقار "زانتاك" الشهير لا يتسبب في إصابة المرضى الذين يتناولونه بالسرطان.

وتأتي هذه النتائج بعد أن قررت وزارة الصحة سحب هذا الدواء من صيدليات مصر في سبتمبر الماضي، إضافة إلى أن شركة سانوفي، التي تصنع دواء علاج حرقة المعدة الشهير، سحبته أيضا من الولايات المتحدة، كما فعلت شركة جلاكسو سميث كلاين، الشركة التي تبيع زانتاك وعمومها، رانيتيدين، في أوروبا وآسيا.

وكان سبب سحبه في الشهر الماضي، أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ذكرت أن عينات من الدواء تحتوي على "N- نيتروسوديميثيلامين"(NDMA)، وهو مادة مسرطنة محتملة.

وقيل وقت سحب العقار الشهير إن الرانيتيدين، العنصر النشط في زانتاك، له هيكل جزيئي يجعله عرضة لإنشاء NDMA بشكل طبيعي بمجرد تناوله، وعلى وجه التحديد، يحتوي مركب الرانيتيدين على عنصرين مطلوبين لتشكيل NDMA: النتريت ("N") وثنائي ميثيل أمين ("DMA")، ووجود هذين العنصرين في التركيب الكيميائي للرانيتيدين يجعلها قادرة للغاية على إنتاج NDMA في ظل الظروف المناسبة، بحسب "نيويورك تايمز".
ما هو NDMA؟

NDMA هي اختصار للاسم العلمي "N-Nitroso-dimethylamine ثنائي ميثيل نتروزامين"، وهي مادة كيميائية شبه متطايرة يمكن أن تتشكل بشكل طبيعي أو غير مقصود من خلال العمليات الصناعية، ويمكن أن تتشكل كنتيجة ثانوية لكلورة مياه الصرف الصحي ومياه الشرب.

تصنف وكالة حماية البيئة NDMA باعتبارها مادة مسرطنة B2، ما يعني أنها مادة مسرطنة بشرية محتملة، ولا تحتوي المواد المسرطنة B2 على ما يكفي من البيانات البشرية، ولكنها تحتوي على كمية كافية من البيانات الحيوانية لاستنتاج أنها مادة مسرطنة محتملة، وفقا لموقع شبكة "abcnews" الأمريكية.

أجريت العديد من الدراسات على الحيوانات لاختبار NDMA، ووجدوا أن الأنواع المختلفة، بما في ذلك الفئران، أصيبت بأورام في الكبد والجهاز التنفسي والأوعية الدموية بعد التعرض للـ NDMA.

وقال الدكتور وليام ميتش، أستاذ الهندسة المدنية والبيئية وخبير مياه الصرف الصحي بجامعة ستانفورد، للشبكة الأمريكية "abcnews"، إن NDMA بمثابة مادة مسرطنة "لأنه يعدل الحمض النووي الخاص بالإنسان".

وركز الأكاديميون مؤخرًا على المصادر المحتملة لـ NDMA، بسبب أن مستويات هذا المركب ترتفع في مياه الصرف الصحي.

ومن الآثار الصحية للتعرض المفرط لـNDMA اليرقان والغثيان والحمى والقيء وتشنجات البطن والدوار، إضافة إلى أنه يمكن أن تسبب مستويات عالية من المركب المسبب للسرطان انخفاض في وظيفة الكلى والرئتين.

NDMA يمكن أن يدخل للجسم من خلال مياه الشرب أو تناول الطعام الملوث، ويمكن أن يسبب التعرض لـ NDMA في سرطان البروستاتا أو سرطان المريء أو سرطان الدم أو سرطان القولون أو المعدة أو الأمعاء أو البنكرياس، وكميات صغيرة من التعرض يمكن أن يؤدي إلى تلف الكبد والورم النخاعي المتعدد.