د. مينا ملاك عازر
توقفنا في الجزء السابق من القصة، عند نقطة تحول، تعالوا نراها اليوم، هل كانت إيجابية أم سلبية؟ وماذا جرى؟
 
لغاية ما مرة قالتلي: "أنا مش شايفاك وأنت مش فارق معايا، صهينت، وطيبت خاطرها بكلمتين وسيبتها تهدي، بعدها بمدة مش كبيرة حصلت مشكلة كبيرة، ومراتي اللي كانت واثقة في، خذلتها للمرة التانية، بس المرة دي، هي ما ثارتش وما قالتش لحد، وبطلت تتكلم، وتحكيلي حاجة، بقى التعامل بيننا في الحاجات اللي تخص ولادنا بس، وأبتدت تبعد، أنا بصراحة قلت طالما في البيت والأولاد كويسين يبقى فترة وتعدي، وصحيت بعدها بأسبوع على أحزن يوم في حياتي، مراتي ما بتردش علي، وساقعة متلجة، ماتت وهي نايمة جنبي، و ماحسيتش بيها زي ما كانت عايشة معايا، وما حسيتش بيها و لا فهمتها، ماتت وهي نفسها تعمل حاجات كتير أنا مش عارفها. 
 
أنا لما شفت صحاب و زمايل مراتي في العزاء، و حزنهم عليها، والكلام الحلو اللي بيقولوه عليها، حسيت قد أيه أنا عشت غافل عن نعمة كبيرة كانت معايا، إنسانة كانت تتمنى لي الرضا ارضى، بس انا خذلتها، إنسانة كان نفسها تعمل كل حاجة معايا بس أنا سيبتها لوحدها، واحدة كانت بتحبني و بتحب أهلي بس كنت أناني ما حبيتش غير نفسي و شكلي وبس. 
 
عرفتوا ليه ما عرفتش أجاوب؟ لأني لو كنت تعبت نفسي وفكرت أيه اللي يرضيها وعملته يمكن ما كانتش اتقهرت، يمكن ما كنتش أكتئبت، وخبت على الناس كلها أنها مش سعيدة معايا، لو بس كنت فهمتها
 
أنت عارف أنا جاي هنا ليه؟ لأنها كانت تتوسل لي نيجي هنا عشان نقرب من بعض، لو رجعت لي تاني هاتعرف عليها وأعرف تفاصيل حياتها عشان أعرف أسعدها، مش حاضحك لما الأقيها بتتفرج على king kong و بتعيط، أو ازهق وهي بتشوف تيمور و شفيقة للمرة المليون، و هاخليها تشغل الأغاني اللي بتحبها، وترقص عليها من غير ما أقولها أيه الهبل ده، حعملها كل اللي نفسها فيه بس هي ترجع تاني.
 
المحاضر سكت، و كل اللي قاعدين أتاثروا، فيه منهم دموعه غلبته، و فيهم اللي صوت بكاها كان مسموع، وقف المحاضر و قالهم دي إجابة سؤال النهارده، لما تزعل مراتك صالحها بالطريقة اللي هي بتفهمها وبتحبها حتى لو أنت شايفها طريقة تافهة بس هي حتشوفها منك اهتمام، صالحها وما تطنش نظرة الحزن اللي في عينها طالما شايفها بتتكلم ومش عاملة نكد، خليك زوج ذكي وأوعى تفقد ثقة مراتك لأن الست لما تفقد ثقتها في جوزها بينزل من نظرها، وبتحس أنها ضيعت عمرها مع الشخص الغلط بالنسبة لها. 
 
خليك ذكي.
 
هذه القصة قرأتها ونقلتها لحضراكم في عيد الحب، كل عام وأنتم طيبين، أتمنى أن تعوها رجالاً ونساءً، صالحوا بعضكم، حبوا بعض، وأعرفوا النعمة التي بين أيديكم قبلما تندموا عليها يوماً لا ينفع الندم، وللرجال تفهم زوجتك وقدرها وقدر ما تعمله.
 
المختصر المفيد مافيش مختصر مفيد.