الإسكندرية ... إيهاب رشدي 
قال ستيفان روماتيه ، سفير فرنسا بمصر ، أن علاقة المصريين بقناة السويس بدأت مع قيام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتأميمها، ولكن على الجانب الأخر كانت لحظة حزينة على فرنسا وبريطانيا وإسرائيل الذين شنوا حربًا على مصر فيما بعد عام ١٩٥٦، نظرًا لما تسبب ذلك في تأثيرات كبيرة على الجانب الاقتصادي.
 
وأضاف "روماتيه" خلال كلمته بالاحتفالية التي نظمتها مكتبة الإسكندرية اليوم بمناسبة مرور 150 عاما على افتتاح قناة السويس ..  ما يبهرني في قناة السويس هو بقاءها في ذاكرة الفرنسيين ومن عملوا بها حتى تأميمها، كما أنها تستمر في توطيد العلاقات بين البلدين، وسوف تظل حية في الأذهان"، معبرًا عن فخره بمشاركة بلاده في هذا المشروع العظيم. 
 
وأشار السفير الفرنسي إلى أنه عندما كان أصغر سنًا كان يتناقش مع أحد أقاربه الذي عمل في قناة السويس، حيث روى له ذكرياته بالعيش في مدن القناةً التي أحبها كثيرًا، معبرًا عن سعادته بالتواجد في مصر لتمثيل بلاده وتمكنه من رؤية هذه الأماكن.
 
وقد رحب الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية بالحضور الكبير لمؤتمر «قناة السويس.. مكان الذكريات»، الذي نظمه مركز الأنشطة الفرانكوفونية بمكتبة الإسكندرية بالتعاون مع جمعية مقتنيات فرديناند ديليسيبس وقناة السويس  ، قائلا  "أشعر أننا الآن في لحظة تتصل بالذاكرة التاريخية للعلاقاتً القوية بين البلدين، التي تعد من أقوى العلاقات في محيط البحر المتوسط".
 
وأكد "الفقي" إن الصحوة المصرية بدأت مع حملة نابليون بونابرت، والتي لم تكن لحسن الحظ عسكرية فقط وإنما علمية وثقافية أيضًا والدليل على ذلك كتاب وصف مصر، مشيرًا إلى أن الثلاث سنوات التي تواجدت بها الحملة تركت أثر في الوجدان المصري أضعاف من تركه الاحتلال البريطاني.
 
وشدد "الفقي" إن القناة كانت شريان حياة بالنسبة لمصر وتمت بجهود الفلاح المصري الذي بِنَا من قبل الأهرامات وعقب ذلك السد العالي، فالإرادة المصرية لا تقف عند أحد وعندما يريدون تحقيق شيء يعملون بكل جد ولا يدخرون جهدًا، مضيفًا "حفر قناة السويس لم يكن عملاً إنشائيًا ولكن بمثابة تحول في العقلية المصرية والعلاقات بين البلدين".