وصل الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الخميس، إلى العاصمة الإيطالية روما؛ للقاء البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، والمشاركة في أعمال مؤتمر قمة قادة الأديان تحت عنوان «تعزيز كرامة الطفل في العالم الرقمي»، والذي تُقام فعالياته في ١٤ و١٥ نوفمبر الجاري، بالمقر الرئيسي للأكاديمية البابوية للعلوم بالفاتيكان.

 
وحسبما ذكرته الصفحة الرسمية لـ«الأزهر»، على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، كان في استقبال الإمام الأكبر كل من محمود سامي، سفير مصر في الفاتيكان، وهشام بدر سفير مصر في إيطاليا، كما ضم الوفد المرافق للإمام الأكبر كلًا من الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور نظير عياد، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، والدكتورة نهلة الصعيدي، رئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب بالأزهر الشريف.
 
ويتناول المؤتمر عددًا من المحاور، أبرزها: مفهوم كرامة الطفل في العالم الرقمي، والإجراءات اللازم اتخاذها من الشركات والمنظمات غير الحكومية للحد من الاعتداء الجنسي على الأطفال واستغلالهم عبر شبكة الإنترنت، والدور المنوط بقادة الأديان في حشد المجتمع الدولي لمكافحة هذه الظاهرة المستجدة.
 
ويلقي أحمد الطيب الكلمة الرئيسية في اليوم الثاني، ومن المتوقع أن تتناول لمحة تاريخية عن حقوق الطفل، وجهود الأزهر في دعم المبادرات التي تتناول الحفاظ والنهوض بكرامته، وإبراز النماذج الإيجابية التي وفرها العالم الرقمي للأطفال من فرص أفضل للتعليم والتسلية المفيدة، كما تتناول عرضًا لبعض النماذج والصور السلبية للاعتداء على الطفل في العالم الرقمي، وتقديم عدد من المقترحات والتوصيات من أجل ترجمة هذه الحقوق من المرحلة النظرية إلى مرحلة التطبيق الفعلي.
 
ومن المقرر أن يشارك في فعاليات هذا المؤتمر عدد من قادة الأديان وأبرز ممثليها حول العالم، ومتخصصين في الاقتصاد وقطاع البنوك، وممثلين عن المنظمات التي تعمل في مجال محاربة جرائم العنف ضد الأطفال، ومتخصصين في علم النفس والاجتماع المهتمين بشئون الطفل وكرامته.
 
وتعد هذه النسخة الثانية من أعمال قمة قادة الأديان من أجل تعزيز كرامة الطفل في العالم الرقمي، حيث أقيمت النسخة الأولي في عام ٢٠١٧ بالعاصمة الإيطالية، والتي انتهت بـ«إعلان روما» الأخير، والذي دعا السياسيين وقادة الأديان والمنظمات المهتمة بشئون الأطفال، للتعاون في بناء وعي عالمي من أجل حماية الأطفال من الاستغلال عبر الإنترنت، ونتج عنه ملتقى «تحالف الأدين من أجل أمن المجتمعات»، والذي أقيم في نوفمبر ٢٠١٨، بالعاصمة الإمارتية أبو ظبي، بحضور شيخ الأزهر الشريف، وعدد كبير من قادة الأديان حول العالم.
 
وتنطلق فعاليات المؤتمر، اليوم الخميس، تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان، ويشارك فيها أكثر من ٨٠ شخصية عالمية، بالتعاون بين الأكاديمية البابوية للعلوم الاجتماعية وتحالف الأديان من أجل مجتمعات أكثر أمانا، وتحالف كرامة الطفل، وذلك بمناسبة الذكرى الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل.