إنه العفريت أحمد سالم، المذيع اللامع المشهور فى كتابه الجديد: مذكرات عفريت!

يتمتع بقدرة البحترى فى تصوير الأشياء!

أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكاً

من الحسن حتى كاد أن يتكلما!

أضف إلى ذلك قدرة محمود السعدنى على السخرية والفكاهة!! المتعوس فى بلاد الفلوس!

ولكن أخطر ما يتمتع به أحمد سالم.. عدسات التصغير والتكبير، الإبعاد والتقريب فى فصوص مخه الأمامية! اقرأ معى عن زميل دراسته: الدون جوان فوزى: يرى فى نفسه وسامة حسين فهمى، بالرغم من أن له كرش المعلم رضا، يعتقد أنه قادر على قهر واصطياد جميلات العالم، وهو لا يقدر على اصطياد سمكة من البحر الميت!

دخل فوزى المدرج بواحدة أعلن أنها خطيبته، فلما طردهما الأستاذ، تحولت الخطيبة إلى رداحة، وسمعنا من الألفاظ، ورأينا من الحركات، ما يعاقب عليها القانون بالإعدام سبع مرات، وبعد القبض عليهما اتضح أن خطيبته بائعة المناديل فى إشارة قصر النيل.

يحدثنا أحمد سالم ويقارن بين نظم التعليم فى مدارسنا ومدارسهم، تماضر العقر طويلة اللسان بشتيمة وإهانة اللى خلفونا، أسماء الحاصلة على الدكتوراه فى القرص فى اللباليب حيث كانت تقرص فى أماكن يعف اللسان عن ذكرها!

أما عايدة حكيمة المدرسة فكانت تنادى: تعالى يا وله املا الكوباية من الحوض، وتعالى أحط لك فيها شوية نعناع! كان ماء النعناع علاجاً لجميع الأمراض!

أتذكر منذ سنوات كنت فى القطار من كمبريدج إلى لندن، توقف القطار فى إحدى المحطات، وكان هناك قطار آخر واقف، وكان هناك طلبة مدارس فى القطارين، كانوا يقذفون بعضهم البعض بالحلوى- بونبون- قلت فى نفسى: هنا بالحلوى، هناك بالحجارة!

الجمال هو الصدق يحدثنا أحمد سالم كيف كانوا يسمونه المسطول من كثرة نسيانه، ولكن أعجب ما حدث أنه فى كامل أناقته مع والده فى سيارته، نزل من السيارة بشبشب الحمام! نسى أحمد أن يلبس الحذاء، وبنظرة صارمة من والده عادا إلى المنزل، وكانت علقة بالشبشب!

شكّل أحمد سالم عصابة مع صديقه كريم اسمها: عصابة حمادة وكوكو، وظيفتها عمل مقالب فى خلق الله، انتهت بدخول كوكو عشة فراخ بعد إقناع حمادة له بأنه يريد أن يعرف سلوك الدجاج مع الإنسان! دخل كوكو عشة الفراخ، أغلق عليه العشة بالقفل، أخذ كوكو يصرخ، لم يسمع أحد! غاب كريم، كوكو اتخطف! بدأ البحث، سمعت إحدى الجارات استغاثة كريم، هبت لنجدته، خرج كوكو لا يكاد يظهر من ريش الدجاج! وسط زغاريد الجيران واختباء أحمد سالم خوفاً من العقاب.

شقاوة هؤلاء الأطفال لابد أن تجرى عليها دراسة جينية هرمونية، والاستفادة من هذه الطاقات الإبداعية فى الخير لا عمل المقالب فى الآخرين.

التربية الصحيحة: إعادة التوجيه وليس الاستئصال: Redirection Not Eradication.

وذكر أحمد سالم فى كتابه الممتع أن فوزى آنف الذكر كان يرى أن النساء نوعان، وحقيقة الأمر أنهن خمسة:

1- المرأة الأم التى تهب حياتها لأولادها.

2- المرأة الزوج التى حياتها لزوجها أولاً وأخيراً.

3- المرأة العاشقة التى تموت من أجل الحبيب.

4- المرأة اللعوب التى تمنى الرجال ولا تعطى.

5- المرأة الهلوك التى تفنى نفسها فى الجنس.

وقد تكون المرأة أماً وزوجة، أعنى أن هناك نسباً متفاوتة، ولكن النسبة الغالبة هى التى تتصف بها.

إن هذا الكتاب «مذكرات عفريت» يكلبش اهتمامك، لأنك تريد أن تعرف آخرة الشقاوة دى إيه.

أعتقد أن أحمد سالم إلى جانب تميزه على الشاشة الصغيرة، يصلح أن يكون كاتباً مرموقاً من كتاب السيناريو، فلا الخيال، ولا خفة الظل ينقصانه.
نقلا عن المصري اليوم