تجديد الخطاب الديني يحتاج إلى أمرين
"داعش" شيء وهمي مثل "أبو رجل مسلوخة".. والأزهر لن يكفر مسلما
الإخوان يحبون الله "هجص"
كتب التراث مليئة بالفتاوى المضللة
الشعائر الدينية في مصر أفضل ما تكون

بين جدران مسجد لا يتعدى عرضه 15 مترا، كما أن مدخله يحتاج إلى رفيق حتى تصل إليه، وبعدما تبدأ في الدخول تجد الدكتور مبروك عطية أحد علماء الأزهر الشريف وعميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر.. إنه مسجد حسن غريب، في حواري منطقة التوفيقية، كعادته يتسم بالتواضع ولهجته العامية، ويجتمع حوله الكثير من طلبة العلم وأهالي المنطقة لطرح أسئلتهم عليه والاستماع إلى الردود.


بعد دقائق من البحث عن المسجد، التقى "أمان"، الدكتور مبروك عطية، لإجراء حوار صحفي حول الأحداث الراهنة، وخاصة ما تحتاجه الأمة من تجديد للخطاب الديني، ليقول: إن تجديد الخطاب الديني، يحتاج إلى أمرين اثنين، الأول خاص بالأسلوب وهو أن يكون واضحًا مباشرًا وسهلًا، وبعيدًا عن التردد والشكوك، والثاني أن يركز على عزم الأمور مثله كمثل رجل مدعو إلى وجبة فخمة جدًا، الأساس الوجبة الفخمة، حيث لا نبحث عن زينة البيت إلا بعد بنائه.

كما أكد أن كتب الفتاوى المنتشرة بين المصريين مليئة بالفتاوى الشاذة التي إذا ذكرت فتوى واحدة فقط منها ستهز العالم أجمع، ولكن خوفًا على التشكيك أتوقف عن ذكرها.

إلى نص الحوار..

◄ في بداية الحوار.. نريد نظرة تشريحية للحياة الدينية في مصر؟


الحياة الدينية في مصر أطيب وأنقى حياة، فرق كبير بين الحياة الدينية والخطاب الديني، فالخطاب الديني مترد منذ فترة كبيرة، لكن الحياة الدينية ممتازة والناس تقيم الشعائر وتتقرب إلى الله وكالعادة الناس يصومون ويزكون بقدر طاقتهم، الحياة الدينية في بلادنا من أروع ما تكون والناس فيهم وفيهم، لكن الخطاب الديني يجب أن ينهض، والخطاب الديني يبني والخطاب الدجلي يهدم.

والخطاب الديني معناه كلمة الله ورسوله، وعلى العقلاء تقديم كل ما هو جديد لمحاربة الأفكار الظلامية، وشرح الدين للناس كما يجب أن يكون.

◄ ما أسباب انتشار الإلحاد في مصر خلال الآونة الماضية؟

"وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون"، هذه هي الآية التي ذكرت الإلحاد فيها، وأنا لا أسميه ظاهرة لأن معنى كلمة ظاهرة لا تطلق إلا على تيار جارف، والواقع أن هناك مسلما وكافرا، حيث قال في كتابه "الله خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن"، ولكن الغريب أن تجد أن شابا يحمل اسم المسلم وأبوه مسلم وأمه مسلمة وهو يزعم أنه لا يوجد إله، وأطالب أن تعمل الأسر على تربية أطفالها تربية هادئة.

◄ كيف يمكن محاربة الإلحاد؟

يجب أن يكون الأب والأم معنيين بما رزقهما الله من ذرية، وفي قوله تعالى "وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغير"، نتوقف هنا عند التربية، حيث إن التربية نوعان، الأولى البدنية وهي توفير الآكل والشرب وغيره، والنوع الثاني التربية الوجدانية والروحية، ونحن نهتم بالبدنية ونترك الروحية وهي الأهم، ولا نعتني بعقله، ولا نشغل تفكيرنا بالكتب التي يقرأها أو المواقع التي يطلع عليها، كل ذلك له عوامل في انهيار الشاب، وقبل الحديث عن أي شىء علينا أن ننظر إلى البيت كيف ربى أطفاله؟

الأسرة في القديم كانت قدوة لأطفالها وشبابها، حيث كنت ترى أباك يشقى ويتعب ويسهر من أجل أن يصلي ويحج وغيره كل ذلك كان يغرس فيك الروح الإيمانية، والآن حصلت فجوة بين الآباء والأمهات، حيث تدخل البيت تجد الأم تمسك بالموبايل كذلك الأب والأطفال وكل منهما يتحدث مع آخرين ولا يتحدث مع من بجواره، وكأنهم ينتظرون القطار.

◄ خلال الخمس السنوات الماضية ينادي الجميع بتجديد الخطاب الديني.. فكيف نجدد؟

تجديد الخطاب الديني يحتاج إلى أمرين اثنين، الأول خاص بالأسلوب وهو أن يكون واضحًا مباشرًا وسهلًا، وبعيدًا عن التردد والشكوك، والثاني أن يركز على عزم الأمور مثله كمثل رجل مدعو إلى وجبة فخمة جدًا، الأساس الوجبة الفخمة، حيث لا نبحث عن زينة البيت إلا بعد بنائه.

◄ وهل المؤسسات الدينية قامت بدورها؟

 إلى هذه اللحظة لا أدري سببًا واضحًا نحو انشغال الإعلام بالأزهر والأوقاف، ولا أرى أن اهتمام الإعلام بهما باب اتهام الأزهر والأوقاف صراحة أو ضمنا بالتقصير.. ودائمًا ما يتساءل عن دورهما.

أنا لا أتهم الإعلام بأنه مأجور ضد الأزهر والأوقاف، ولكنه يعمل وكأنه مأجور رغم عدم وجود دليل على ذلك، وهذا ليس سبة ولا اتهاما له، ولكنه تحليل لرجل بلغ من العلم درجات، الإعلام عاجز على أن يسير على قديمه ليبحث عما يقدمه الأزهر والأوقاف وماذا تفعل المؤسستان.

الأزهر يقدم دروسا وندوات ولقاءات علمية كما كما يعمل على تنقية المناهج، كما يضرب وزير الأوقاف بيد من حديد على كل من تسول له نفسه بالخروج عن الإسلام الوسطي المعتدل، كما قام بإعداد أئمة على أعلى مستوى، ويختبر المتقدمين للوزارة على أعلى مستوى.

◄ لماذا لا يقبل الأزهر تكفير داعش؟

من قال إن داعش في الوجود، أنا أعرف سوريا وأمريكا وليبيا والعراق، لكن أسال سؤالا للدنيا كلها: هل هناك حد رفع لافتة وكتب عليها هنا داعش، أين مقر رئاسة داعش؟ لا يوجد له عنوان يبقى ملهمش وجود.

نحن في الأزهر نعي ما نقول، والناس عشان مش فاهمين، نحن في الأزهر لا نحكم على واحد يقول "لا إله إلا الله"، بأنه كافر، نقول فاسق وفاجر ويقتل متى ثبتت البينة، وليس القتل من باب القتل، ولكنه يتم من خلال قضاة وهما من لهم الحق في إصدار الأحكام فقط.

لم يكن هناك شىء اسمه داعش، فهذه الكلمة مثل "أبو رجل مسلوخة"، اللي بنخوف منه العيال، هما شوية عيال منحرفين.

◄ هل تقبل تعديل مدة رئاسة الرئيس السيسي؟

أنا أطالب بأن تتم يتاح له ذلك لسنوات عديدة، ما دام الرئيس شغال وبيعمل مصالح الناس، لماذا يتم تغييره؟
فنحن كمسلمين أصحاب المصلحة المشروعة، حيث يقوم بإنشاء مصانع وإقامة مشروعات جديدة، والبحث عن أرزاق للمصريين، والدنيا على إيده بتتطور، ربنا أوصانا إننا نخليه، كذلك الشرع يقول لنا كده.

أنا لا أعرف دساتير، أنا أعرف عمر بن الخطاب، جلس على كرسي الحكم لأكثر من عشر سنوات و6 أشهر ولم يتركه حتى جاءه خنجر الغدر، ولولاه لظل لعشرات السنوات.