أبو الغيط يرد على التحفظ القطري على البيان المدين لتركيا 

الأمين العام لجامعة الدول العربية: الرهان التركي على الإخوان خاسر
أحمد أبو الغيط: العرب سيساندون مصر في قضية سد النهضة 
 كتب: محرر الآقباط متحدون
قال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن الأمور قابلة للتطور والتعقيد في الفترة المقبلة فيما يتعلق بالوضع في شمال سوريا في أعقاب العدوان التركي.

وشدد أبو الغيط الذي حل ضيفًا على الإعلامي عمرو عبد الحميد في حوار أذيع مساء الثلاثاء في برنامج «رأي عام»، عبر شاشة  ten، أن التصرفات التركية فيما يتعلق بالملف السورى منذ 8 أعوام فيما يتعلق بتشجيع العناصر الإرهابية بالمرور عبر أراضيها، ادت لتعقيد العلاقات التركية العربية.
 
وتابع أبو الغيط مؤكدًا أن أن الموقف القطري من التحفظ على بيان الجامعة العربية بشأن العدوان التركي، لم يؤثر على تحركاتها، وإنها ماضية في التواصل مع الأمم المتحدة حول الإجراءات المقبلة، موضحًا أن التلويح بخفض العلاقات مع تركيا هو إشارة إن  العرب على الاستعداد للمضي في التصعيد الدبلوماسي، معلقا على رفض قطر للبيان الجامعي بأن  لكل دولة رؤيتها وتفسيراتها،
 
وكشف أبو الغيط في الحوار أن فكرة عودة عضوية سوريا بالجامعة العربية تتوقف على ما ستقدمه الحكومة من تفاعلات إيجابية مع الجامعة في ملفات الإفراج عن المعتقلين وتعديل الدستور، مؤكدًا أنه حتى اللحظة لم تبدأ اى تواصلات رسمية بشأن العودة بين الحكومة والجامعة.
 
وعن الأزمة الفلسطنية، تحدث الأمين العام للجامعة أن الوضع يحتاج لقيادة جديدة من أجل إنهاء الانقسام، كاشفا عن حزنه بسبب ما وصفه بـ" انزواء القضية الفلسطينية يومًا بعد يوم" في الأمم المتحدة .. ، مؤكدا أنه رغم التشرذم الذى تعيشه ليبيا لكن  شعبها مازال مؤمنا بفكرة الدولة الموحدة، معبرا عن
 وإلى نص الحوار 

الملف السورى الساخن، هذا هو الملف الذي ينتظر الجمهور العربي أن يسمع من الأمين العام للجامعة تفاصيله؟
** الحقيقة أن كل ملفات الجامعة العربية أصبحت ساخنة، مأساة بسبب ما عشناه في السنوات الماضية في الإقليم والعالم العربي، ولكن الأن قضية سوريا بكل صدق أصبحت العنضر الضاغط
 
الاجتماع الطارئ للجامعة العربية الأسبوع الماضي، وصف ما حدث في سوريا بالعدوان التركي، أنا هنا استخدم المصطلحات التى وردت في نص بيان الجامعة العربية في أعقاب الاجتماع؟
حينما تدخل القوات الإسرائيلية الضفة الغربية، ثم تقتحم غزة، ثم القوات التركية تقتحم شمال سوريا، وتتواجد بقوة ومنذ سنوات وترفض الحديث مع الجمهورية العراقية، هنا هى تتواجد بشكل غير شرعي، ومعني التواجد غير الشرعي أنه عدوان، فدخول قوة عسكرية على أرض عربية مهما كان الرأى أو التقييم، لكن اقتحام ممنهج هكذا لفرض سكان على الإقليم، حتى ولو كانوا من أبناء سوريا وكافة اللاجئين، وينبغي أن نشكر تركيا أنها مكنت هولاء بالتواجد على أرضها، ولكن الجمهورية التركية تصرفت في 2011 بشكل هو الذي دفع هؤلاء للهجرة لتركيا، فتصرفات تركيا منذ ثمانية أعوام، هو الذي يقود لتعقيد الأوضاع أمام تركيا وشمال سوريا، وأمام العلاقات العربية التركية.
 
نحاول أن نفسر مقصدك من التصرفات التركية في 2011؟
لو كانت تركيا امتنعت عن تشجيع العناصر الإرهابية بالدخول إلى الأراضي التركية، وتشجيع المتطوعين القادمين من أوروبا وباقي الوطن العربي، نحن لا ننكر الحقيقة أن هناك من جاء عبر فرنسا وبريطانيا وبلجكيا وبولندا وبلدان عربية، عبر الحدود التركية، فحينما تتهم تركيا الأن الدول العربية التى تتصدي لعملها العسكري وتتهمهم بأنهم يؤيدوا الإرهاب، وكأن تركيا لا تسأل عن الذين عبروا حدودها إلى سوريا خلال ثمان سنوات، فهناك وزير تركي سابق يقول إننا اخطأنا، المأساة هنا أن الكثير كان مدبر ويصنع خارج الأراضي ؟
 
من الذي دبر ؟
القوى الغربية تًسأل كثيرا في مسألة عدم فهمها للأوضاع، ورغبتها في بناء المجتعات العربية حول مفاهيم من الصعب تنفيذها في الوقت الحالي، حينما يموت 500 الف سوري على الأقل وحينما ينزح ما يقرب من 10 مليون، ويتجه 4 مليون إلى اللجوء، فهذا هو التدمير، ليبيا مثلا تلك الدولة الجارة تقترب من التشرذم وتقول إن هذا ربيع عربي، لا هناك بالتأكيد شئ خطأ يجب أن يراجع ويسمى كل شئ بأسمه، وهذا لا يعني إنى أدافع عن الأوضاع السابقة.
 
وهل الغرب يتحمل كل المسئولية؟
لا، التغيير يجب أن يكون له أنماط وقواعد، فقبل ساعات على شاشة " السي إن إن" جاء إعلان يقول الشباب الذي أطلق الثورة في التحرير ولم يكن له خطة أو قيادة، هذه هى المأساة، وللأمانة الوضع يختلف من دولة لأخرى، فمصر دولة فعالة وذات تأثير لها قواتها المسلحة، فانقذت الأرض والدولة من مأساة هذا الربيع، قبل أيام رأينا مشاهد مفزعة لمواطن سورى يقتل وهو داخل سيارته، وأقولها مجددًا لدينا 500 ألف سورى قتلوا منذ بداية الأزمة في 2011
 
مهاجمو الجامعة العربية يتساءلون الآن، لماذا انبرت الجامعة للحديث بهذه اللهجة القوية للحديث عن الشأن السوري، وهناك ميلشيات لدول تمرح في الشمال السورى ؟
الجامعة العربية لا يمكن عدم لومها في مواقفها منذ البداية، لكن نحن محصلة للسياسات العربية الجماعية، الأمين العام لا يتحرك أو يصدر قرار بمفرده، القرار من الدول الأعضاء، الأداء اتسم في البداية بموقف ثم موقف أخر في النهاية، ولكن نحن نتحدث عن 8 سنوات من القتل والتدخل والتدخل المقابل والعنف والتأمر، وتدخل قوى الإقليم الغير عربي، إيران وتركيا وإسرائيل يتدخلون، وروسيا من ناحية، والقوى الغربية من ناحية أخرى، فالوضع معقد ولا حلول جاهزة للتنفيذ، نحن في مأساة ستستمر لسنوات وأجيال من السوريين يا إما سيتنفسوا الغضب والكراهية يا إما سيشعروا بأننا لم نكن نستحق كل هذا القتل والدمار، هل تعلم إن إعادة الإعمار في سوريا سيتكلف من 400 الى 500 مليار دولار، وتركيا تتحدث عن إعادة اللاجئين في منطقة بعمق 30 كيلو متر وعرض 400 كيلو، السؤال أين سيسكنوا ؟ في مخيمات ؟ وماذا عن المدارس؟ وكيف سيواجهوا معضلات البرد والعمل الدائم؟ المساءل لا ينبغي أن تؤخذ هكذا، يجب أن تسال تركيا عن ما سببته بالتدخل المبكر في سوريا.
 
أشرت إلى تدخلات إيران وروسيا، ولكن هما يتدخلان في سوريا بشكل شرعي بعد طلب رسمي من الحكومة السورية؟
أفهم أن الوجود الروسي جاء بدعوة من الحكومة المعترف بها دوليًا، وعليه فوجود شرعي، ولكن دعنا نأمل أن نتيح الفرصة للجنة الدستورية السورية التى في سبيلها للتشكيل بعضوية 150 شخصا، لبحث إما تعديل الدستور السورى أو إعادة صياغة دستور جديد، وبعدها تبدأ الحركة السياسية الجديدة وفقا لهذا الدستور.
 
بالعودة لبيان الجامعة العربية عقب الاجتماع الطارئ الاسبوع الماضي،هذا التحرك لم يحظى بموافقة جميع الأعضاء هناك دول رفضت البيان ؟
الموقف في المشرق وحتى في شمال إفريقيا، لا يوجد دائما إجماع عربي على كل القضايا، كل دولة لها رؤيتها موقفها وتفسيرها، كل القرارات إذا راجعتها، ستجد دول تقول إن رؤيتها مختلفة.
 
ولكن هنا نتحدث عن عدوان على دولة عربية، لا نتحدث عن قضايا فرعية كالمناخ مثلُا؟
لو راجعت القضية اللبنانية مثلا، ستجد دول أيضا لها تحفظات، الشأن العراقي أيضا، هناك دول لها تحفظات، الطرف المعترض ربما يرى أن الأمر ليس عدوانا، أنا احترم رؤى الناس، الأهم الأ تؤدي تلك المواقف لشلل الجامعة العربية.
 
تقصد أن الموقف القطري من التحفظ على البيان، لم يؤثر على تحركات الجامعة العربية في تلك القضية؟
إطلاقًا، فور انتهاء الاجتماع بحثنا فيما يتعلق موقف الأمين العام في علاقته بالأمم المتحدة،ومجموعة السفراء المنتدبين بشأن الموقف العربي من هذا العدوان، وأحيط الأمين العام للأمم المتحدة علما بهذا الموقف.
 
هل هناك أى إجراءات بشأن زيارة وفد وزاري عربي لمجلس الأمن، للتباحث حول الموقف تجاه سوريا؟
هذا الأمر موجود ضمن فقرة في صلب بيان الجامعة العربية، وحينما تم التشاور حول هذا القرار، مصر كانت في المقدمة والتفت حوله الدول العربية، وصدر عن العرب وليس مصر، ولاحظت أن بعض الدول تحدثت أنه في إطار الاجراءات المطلوبة اتخاذها، البعض دافع عن فكرة التدرج، بمعني أن نضع صياغة عامة وإذا استمرت العمليات نتخذ اجراءات تصعيدية أكثر بالتشاور مع لجنة المتابعة، فمن الممكن أن يقول العرب أن مجلس الأمن متقاعس في بحث الأمر، وهو متقاعس بالتأكيد فهم اجتمعوا في جلسة تشاور وليس جلسة رسمية، فتبين أن روسيا والولايات المتحدة الأمريكية لا يريدون مناقشة الأمر أو حتى إصدار بيان صحفي بشأنه،
 
البعض يقول إن الحكومة السورية مستفيدة مما يجري لكى تحل محل هذه القوات التركية وقوات سوريا الديمقراطية؟
يجب الأ ننسى أيضا أن الحكومة السورية لم تشتبك بالحديث عن هذا الأمر، فهم لهم موقف في دمشق من الوضع في الإقليم السورى، وهذا الاعتقاد لن يحدث لان هناك قوة منظمة مسلحة وهى الأكراد وأيضا تركيا على الأرض، وهنا القوة السورية المستنزفة على مدار 8 سنوات لا تستطيع التحرك بحرية على الأرض، الإ في حال وجود سماح بذلك
 
يقال أن هناك تنسيق سورى روسي حول هذا الأمر؟
لدي الكثير من الترقب، لأن روسيا لها اهتمامات تجاه تركيا وحلف الأطلسي وتجاه الولايات المتحدة، أكبر من فكرة 30 كيلو متر في الأرض السورية، روسيا تسعى لاستقطاب أنقرة بعيدا عن الأطلسي، وهذه أمور ليست خفية، واقول أن هذا الوضع لن يتطور لصدام روسي تركي الإ لو روسيا قررت موقف ما، واشك في هذا.
 
إذن لن نرى صدام تركى سورى، في الفترة المقبلة، الإ اذا اختلفت مصالح روسيا مع انقرة؟
إلى حد كبير نعم، الإ إذا أصبح لدمشق والحكومة هناك رؤية مختلفة في هذا الاتجاه.
 
يقال أن كل الأطراف ستكون رابحة، ماعدا الفصائل التى تقاتل إلى جانب تركيا التى تسمي نفسها الآن الجيش الوطني السورى، التى كانت في السابق الجيش السورى الحر؟
كثير من الأطراف فقدت مصداقيتها، اعتقد أن الجيش السورى الحر تعرض للاهتزاز أمام المواطن العربي، الذي يستشعر الأحاسيس القومية، الأمور بصراحة قابلة للتطور والتعقيد في الفترة المقبلة، لأنه ما أسهل أن تغزو أرض وما أصعب أن تمنع سكانها من التعرض لقواتك على الأرض.
 
 
في هذه الحالة، تحدثت الجامعة العربية عن اجراءات قد تصل لخفض العلاقات الدبلوماسية مع تركيا، هل تتوقع أن الدول العربية ستقدم على تلك الحخظوة؟
هذه فقرة لم تؤشر إلى اتجاه نوايا، ولكنها إشارة إلى تركيا بأن العرب على الاستعداد للمضي في التصعيد الدبلوماسي، لان بعض الناس كالعادة تستسهل وتقول أين العرب؟ المسائل حساسة وأقول " مولعة"، فلن نقحم الأمة في صدام بين أطراف إقليمية وعربية اقول عنه صدام مأساوي يؤدي إلى مزيد من التعقيد، فبعض الناس تقول " ابعتوا متطوعين .. إحنا بنشوف السويشال ميديا"
 
ايضا تحدثتم أن وضع سوريا المعقد، لابد الأ يتخذ تكأة لسلخ سوريا من عروبتها؟
لا يمكن أن يسلخ أحد سوريا من عروبتها، سوريا دولة مؤسسة للجامعة العربية.
 
ولكن متى ستعود لمقعدها؟
حينما يكون المناخ والظروف متاحين لذلك، منطق الأمور يقول إنه يجب أن يكون هناك خطزات لعودة سوريا للجامعة العربية، ولكن الحكم في سوريا ماذا سوف يقدم ويتحرك تجاه لقاء مع الجامعة العربية، فسوريا خرجت في ظروف عنف وضرب للمعارضة وحرب أهلية فجمدت عضويته، الدول يجب عليها أن تعكس في علاقتها واتصالاتها مع الحكم فى سوريا هذا الأمر، تصورى أن مثلا مسألة الإفراج عن المعتقلين وأيضا عمل اللجنة الدستورية، وتوصل هذه اللجنة لتوافق حول الدستور، وقف الاقتتال على الأرض، كل هذه المسائل تهيأ لمدى رغبة الحكم في سوريا لعودته للجامعة العربية، ولكن اقرأ من بين السطور هنا وهناك وعليهم أن يتوقفوا عن هذه الحجيث " ومن قال لكم إننا نريد العودة للجامعة العربية"، فهنا إذا ما قررت الجامعة العربية أن تدعو يجب عليها أن يأتيها رد إيجابي، وحتى هذه اللحظة لم يبدأ شئ.
 
هل هناك الآن اتصالات بين الجامعة العربية والحكومة السورية ؟
لا، التقيت بالصدفة في نيويورك بالسيد وليد المعلم وزير الخارجية السورى، ونائبه السيد فيصل مقداد، وأنا أراهم رجال لهم قدر كبير من الاهتمام بسوريا وعروبتهم، ولكن لا نتحاور، " اللى عايز يتحاور مع الجامعة العربية .. عليه أن يقول بمواقف محددة"، لا تنسي أن سوريا حينما خرجت فهى خرجت بغضب، المندوب السورى ألقي بزجاجات المياه في وجه المندوبين العرب.

بمناسبة علاقاتك الشخصية حول هذه الزيارة، الأمر كان وديا؟
طبيعي أفرح بلقاءهم، الطبيعي إني أقول لصديقين هذا الكلام، من قرأ كتابي شهادتي يعرف أن علاقتي بوليد المعلم هى علاقة صداقة، طبيعي تختلف المسارات لكن لا عداء، سوريا حاربت مع مصر في حرب أكتوبر، اذكر إنى تحدثت مع وليد المعلم في ليلة واحدة لاكثر من 7 مرات.
 
ومتى كان اخر تواصل مع الرئيس السورى بشار الأسد، وما انطباعك عنه؟
حينما كنت وزيرًا لخارجية مصر في عام 2010، فهو رجل تحمل المسئولية في ظروف صعبة للغاية، ولديه رؤية تنبع من والده، الرئيس حافظ الأسد كان له نظرة عروبية واضحة المعالم، لعله إنسان قاسي القلب في التعامل مع معارضيه ولكن لا ننسى دوره في أكتوبر 1973، القوات الجوية المصرية التى وجهت الضربة الأولى في يوم 6أكتوبر ضد منشأت إسرائيل في سيناء، فكتبت وقتها في كتابي شاهد على الحرب والسلام " ارتعد الأ تنفذ سوريا ما التزمت به تجاه الرئيس السادات"، وخلال نصف ساعة سمعت من الوكالات أن الجيش السورى كان يعبر الجولان، لاحقا اختلف السادات والأسد حول مفهوم الحرب، اختلاف وارد بين الشركاء، لا تنسي أن سوريا لم تتعرض في عهد حافظ الأسد لمثل هذه المأساة، ولا تنسي أن مصر أيضا وقفت إلى جانبها ايضا حينما هددتها تركيا بالغزو في عام 1998، ووقعت اتفاقية أضنة، وأقول أن التاريخ هو من سيحكم على بشار الأسد
 

بمناسبة أضنة، تركيا الآن تأخذ هذه الاتفافية كذريعة للتدخل في سوريا؟
لا اتفاقية أضنة، تتحدث عن تدخل قدره 5 كيلو متر فقط، ما يحدث حاليا إخلالًا باتفاقية أضنة  
 
كانت هناك لقاءات بين الوزراء العرب ونظرائهم في تركيا، اتذكر اجتماع سابق في القاهرة حينما كنت وزيرًا للخارجية بينك وبين أحمد داوود أوغلو وأيضا مع عبدالله جول، ما الذي تغير ؟
الوضع الإقليمي، رؤية تركيا للوضع وتدخلاتها في المنطقة، ما بدأ أن هذه التطورات منذ 2011 تخدم مصالح تركيا ويجب أن نروج لها، ومن ثم تحركت تركيا في اتجاه اخر وكشفت عن وجه ليس بالضرورة الوجه الذي عبرت به عن نفسها منذ 2005، تركيا دائما تقول أنها تناصر القضية الفلسطينية، ممن من العرب لا يناصر القضية الفلسطينية؟ شكرا لمناصرتكم، ولكن عليكم أن تناصروا القضية وليس طرف واحد في القضية، الرئيس محمود عباس له علاقات طيبة بأنقرة ورئيس تركيا، فليكن، لا يعني أنكم تقفوا مع القضية الفلسطينية، أن تتدخلوا في الشأن العربي
 
ما رأيك في فكرة أن أردوغان يريد إحياء فكرة الخلافة الإسلامية، أنا هنا أسال أحمد أبو الغيط المفكر وليس الأمين العام للجامعة؟
الخلافة لن تعود إلى اسطنبول ولا إلى انقرة، هذه مراحل في التاريخ، والإ تحدثنا عن الامبراطورية الرومانية في أوروبا
 
تقصد أن المراهنة على الإسلام السياسي الأن اصبحت خاسرة ؟
لعدة عقود نعم، لا أرى أنه هناك نجاحات في هذا المجال
 
وهل هذا يفسر احتضان تركيا لجماعة الإخوان؟
هذا هو إطارها الفلسفي الخاص بها، ما نراه خطرًا هو تدخلها في الشأن العربي على الأرض، ليبيا مثلا والمأساة التى تعانيها وسوريا أيضا والوضع العراقي، وأخيرا الوضع المصري، العلاقة بين تركيا ومصر معقدة، ولا أرى سببا لذلك من جانب تركيا
 
هل من الممكن أن تطلب الجامعة العربية من الأمم المتحدة، الضغط على تركيا لدخول فرق إعلامية لمناطق تحت سيطرة تركيا الآن، ويجرى تتريكها؟
الامين العام للأمم المتحدة لا يتحرك من نفسه، فهو يتحرك بقرار أممي سواء من الأمم المتحدة أو مجلس الأمن، مجلس الأمن كما نعلم فشل في اتخاذ اى قرار، اعتقادي أننا أمام كرة ثلج ستتدحرج للضغط على تركيا في ملف الإغاثة والإعلام لهدف وقف إطلاق النار وتأمين الشعب في المناطق التي تم غزوها، أتذكر أنه في عام  1957كان هناك تهديد تركي تجاه الجمهورية السورية، وتدخل الرئيس عبد الناصر وقتها وأرسل فرق عسكرية، وقتها الظروف كانت مختلفة، لم تكن هناك حروب او ربيع عربي دمر قدرات العرب، العرب يعيشون أسوأ فترات حياتهم، أنا قلت أن أخر وضع مأساوي شاهدته للعرب كان في أغسطس 1992 أثناء الغزو العراقي للكويت، وبعد 27 عامًا اشاهد أن هذه المأساة مستمرة، يجب أن نستفيق ونقول للأطراف التى تقطع الجسد العربي " توقفوا"، المطلوب محور عربي قادر فاعل.
 
هل نخشى من تكرار سيناريو شمال العراق، في شمال سوريا؟
الوضع مختلف، لأن الدولة العراقية استعادت قوتها وسيطرتها ومفيش ولا دواعش ولا غيره، والأكراد هناك يتحركون بالتنسيق مع الحكومة، وتلقيت بالمناسبة اتصال هاتفي من الرئيس العراقي في اليوم التالي للعدوان التركي، الرئيس العراقي كان غاضب ، لان في بلاده مجتمع عربي كردي قادر على الوصول لتوافق، في سوريا 8 سنوات من التحلل تدعني أقول ان الوضع صعب
 

؟هناك دول عربية تشكو من تزايد النفوذ الإيراني في المنطقة، رأيك
أرى أن هذه الدول محقة، الثورة الإيرانية في العام 1979 قالوا بوضوح " سنصدر الثورة إلى الإقليم الإسلامي"، فتبدأ الدول العربية في التحسب من هذا، لتقول إيران لاحقا " نحن حماة الشيعة في العالم الإسلامي"، الشيعة في العالم الإسلامي مواطنين عرب تابعين لدولهم لهم حقوق وواجبات، نحن ننتبه أن إيران تقول إنهم حماة تلك الطوائف على الأرض العربية وهذا ليس حقكم لانكم تتحركون من أجل المصالح الإيرانية وليس الإسلامية، ننتقل لحرب العراق وإيران، ما حدث عام 1980 كان خطأ من الرئيس العراقي السابق صدام حسين، خطأ في التقدير، ومن وقتها قررت إيران إنها ستكون دولة لن يستطيع أحد المساس بها،فاتجهوا للملف النووى وكان لدى إيران رئيس لديه زعم هائل بالوطنية الإيرانية هو أحمدي نجاد الذي قال سنحرق إسرائيل، فإيران في الدفاع عن نفسها استخدمت كروت مثل الوضع اللبناني والملف اليمني والملف البحريني، كل هذا ادى لاستنفار دول عربية
 
هل اخطأ العرب أنهم لم يسعوا لامتلاك سلاح رادع؟.
لو تقصد السلاح النووي، فهو له توازنات وتكلفة، وأرى أن سلاح الردع يجب أن يردع العدو، فالسلاح النووى لا احد يستطيع استخدامه منذ واقعة هيروشيما ونجازاكي في العام 1945، ومن يتبحر في هذا الموضوعأنه أمر مكلف في نواحيه
 
التعقيدات الأخيرة في ملف سد النهضة، كيف تراها؟
الأمر حساس جدًا، وتطرق إليها وزير الخارجية سامح شكرى في اجتماعات سابقة، الأسبوع الماضي مثلا قال لوزراء الخارجية العرب إن مصر وقعت اتفاقية مع إثيوبيا، إطار للتفاهم، ولكن لدينا مشكلة إن إثيوبيا غير ملتزمة بهذا الإطار وماضية بتضييق الخناق مصر، ونتقرب من وضع بالغ الحساسية، الرئيس السيسي قبل أيام تحدث قبل أيام في الندوة التثقيفية عن هذا الأمر، أيضا قبل 3 أيام كنت في روما وقلت "إن المياه حياة .. لا يجب أن يعتدي طرف على الأخر"، الأمر يتطلب تنبه المجتمع الدولي والعربي، وزير الخارجية قال للوفود العربية إن مصر قد تلجأ لكم يا اشقائنا لكى تتحدثوا لإثيوبيا بأن مصالحكم هى في إطار مصالح مصر.
 

هل ترى أن الدول العربية ستقف بجد إلى جوار مصر؟
العائلة الواحدة تقف دائما إلى جوار ابنائها، إحساس العروبة موجود، قد يختلفوا في السياسات، لكن عندما يتعرض أحد أفراد أسرة لتحدي خارجي، إلى حد كبير تقف العائلة بجانبه، إذا كان هناك أطراف لا ترغب في الوقوف مع مصر، لكنى أتصور أن الكتلة الغالبة ستقف مع مصر
 
تقييمك للملف الليبي الان في ظل التطورات الأخيرة؟
مأساة، ولكن الحمد لله أن أهل ليبيا مازال لديهم الشعور أنه يجب أنه يكون هناك دولة وطنية موحدة لليبيا، بعد الصدام المسلح والحرب الاهلية والتدخلات الاجنبية، وتحركات سكانية في الجنوب الليبي تهدد بتغيير ديموجرافي
 

ونحن نسترجع التاريخ، الجامعة اعطت الضوء الأخضر بالتدخل الغربي في ليبيا في عام 2011؟
الجامعة فقط وافقت لمجلس الأمن للتدخل لحل الأزمة، ووقتها مجلس الأمن اتفق مع حلف شمال الأطلسي على التدخل بتفاهم وتراضى، وانا شخصيا اراه خطأ جسيم سوف نتحمل عواقبه في الإطار التاريحي كعرب ومسئولين في هذه الفترة

 
حينما كنت وزيرا للخارجية المصرية، كنت مطلعا على الملف الليبي بوضوح، ماذا كان الانطباع؟
في نهاية فبراير 2011، ووسط تدهور الأوضاع هناك، طلبت بعض الدول العربية الإحالة إلى مجلس الأمن وكان هناك دفع غربي على هذه الخطوة، وتصديت له باعتباري وزيرا للخارجية المصرية لانى أرى مصالح مصر،وتركت المنصب في مارس 2011، وبعدها تم إحالة الأمر لمجلس الأمن، فكرة الإحالة لمجلس الأمن تعني السيطرة إذا فقدت السيطرة سيكون هناك قرار مثلما صدر بحظر تصدير السلاح، وانا شخصيا الوضع في البوسنة والبلقان في التسعينيات كان دائما في ذاكرتي،
 
كيف كنت تتعامل مع الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي؟
شخصية ذكية للغاية، وصعبة للغاية، أحد الساسة الليبين تحدث عنه قائلًأ " كان يحكم البلد بمفهوم القرن الـ18" ومع سقوطه لم تجد دولة، وجدنا فقط مدن على غرار اليونان القديمة، كان شخص غريب الأطوار،هناك دول نفطية بنت حضارة وتقدم، ولكن ليبيا بكل هذه الثروة وعدد سكان محدود، تهدر الوقت، هذا غير معقول،القذافي صحيح ترك 350 مليار دولار في صندوق الثروة الليبية لكن المجتمع كان يستطيع أن يعيش حياة رغداء.
 
أخيرا، تطورات القضية الفلسطينية، نعيش انتخابات غير واضحة المعالم في الكنيست الإسرائيلي، ماذا يحمل المستقبل بشأن انعاكسات ذلك على القضية الفلسطينية؟
الوم الوضع الذي نعيشه في الجامعة العربية، فنحن نذهب أكثر من مرة للأمم المتحدة، وأجد أن القضية الفلسطينية تنزوي يومًا بعد الأخر، الأمل في ان ينجح الفلسطنيين في عقد انتخابات ينجم عنها قيادة جديدة في الضفة وفي غزة، أتمني ان يتبين أيضا الشعب الإسرائيلي ان المنهجية التى تقودهم الحكومات اليمينية المتعاقبة ستؤدي لانزواء خيار الدولتين، وسنكون أمام دولة واحدة عددها 15 مليون ما بين فلسطنيين " مسلمين ومسيحيين" ويهود وعليهم أن يتمتعوا بكافة الحقوق والواجبات، أيضا المجتمع الدولي يجب أن يتحلي بالمسئولية، نحن وصلنا لهذا بسبب عدم تصديهم لإرهاب السلطة الإسرائيلية، وما طرحته أمريكا في الهامش غير مقبول ولن يقبل، لا يمكن أن نقول للفلسطنيين سنحققهم لكم انتعاشة اقتصادية مقابل التنازل عن الأرض

إذن انت ترى أن الفلسطينين في حاجة لقيادة جديدة؟
الرئيس محمود عباس يقول منذ 2007، إننا بحاجة لانتخابات من أجل إنهاء الانقسام، عباس أيضا يقول أنه يريد انتخابات تفرز القيادة.
 
ولكنه يقول هذا منذ زمن بعيد، فلماذا لا يتحقق هذا أو يمنعه من القيام بذلك؟
السلطة الإسرائيلية تمنع التصويت في القدس على سبيل المثال، سلطة حماس هى الأخرى تقول أشياء، نعيش انقسامات.
 
وماذا عن مصر، وما جرى فيها من تقدم وتجاوز للتحديات؟
مصر بها الكثير من الحكمة وإعادة البناء، الوضع المصري يسالني عنه وزراء غربيين وعرب يقولوا" ماذا تفعل مصر هذا .. كيف يجدون الوقت لهذا" سواء للمشروعات القومية أو التحولات، ارد عليهم أن مصر بها رؤية وعزم وإرادة وفلسفة ومجتمع يحتضن قواته المسلحة وقيادته وطبقته المتوسطة، لدينا تراكم اقتصادي مصرى هائل على مدى مئات السنين، أدى أن يكون للمصريين القدرة على الإنتاج يوميًا 500 مليون رغيف، ما يحدث في مصر أراه ملحمة بناء وتغيير، نحن بلد تزيد سنويا 2 مليون مواطن، وهذه لا يعني أنه في السابق لم يكن هناك بناء، ولكن الان اصبحنا بسبب ما يحدث داخل القاهرة في طور بناء عاصمة إدارية جديدة من اجل الاستيعاب السكاني
 
وماذا عن وضع باقي الدول العربية بعين الأمين العام للجامعة العربية؟
الجزائر بحلول 2020 سيكون لديها وضع مستقر، تونس بها وضع طيب من الاستقرار والمسئولية، السودان تؤشر إلى أمور طيبة، وهناك اتصالات مع القيادة السوادنية، واقترحت على رئيس الحكومة السودانية إمكانية مشاركة الجامعة في مساعدة بلاده، العراق أيضا لولا التوترات الأخيرة فكانت تعيش مؤشرات جيدة للغاية.
 
ما جرى للبلاد العربية في 2011، وسمي بالربيع العربي وما تبعه من تحولات كيف تنظر إليه ؟
في 2012 قرأت كتاب كونلديرا رايس بعنوان " No Higher Honor"، حذرت القادة العرب فيه أنه إذا لم تتغيروا، ستتعرضوا للتغيير، وأيضا قرات ما كتبه روبرت جيتس وزير الدفاع الامريكي السابق عن ما كان يحدث في البيت الأبيض حينما نوقش وضع مصر، وقلت وقتها " مصر يجب أن تاخذ وقتا للخروج من الوضع الحالي لأن البديل سيكون جماعات تستغل الأمر"، اقول أن التغيير طبيعي وله كان يجب أن يكون تغييرا له رؤية وقيادة، والأ فنحن نقفز في المجهول، وما حدث اننا كأمة عربية عشنا خسائر فادحة،17 مليون عربي نازح خارج أراضيهم، مصر نفسها خسرت وانتهي بها الحال في نهاية 2012 ان احتياطي النقد وصل لـ8 مليار دولار بدلا من 52 مليار دولار،والسلطة سلمت في مصر بعد ذلك لمن يقول تتزوج الفتيات في سن العاشرة، وأن هناك قرار جمهورى يمنع معارضة الرئيس، وتريد أن تقول عنه ربيع، هل ما يحدث في ليبيا سوريا اليمن ربيع؟ إذن متى المأساة؟
 
في هذه الاثناء يقوم الرئيس الروسي فيلادمير بوتين بزيارة للسعودية،كيف ترى الدور الروسي في المنطقة؟
ما تقوم به روسيا الأن هة استعادة دور الاتحاد السوفييتي في السابق، فهى تتحرك في هذا السياق لاستعادة وضع فقدته وقدرتها على التأثير السياسي، فهي الان تؤخذ في الحسبان.