ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية، اليوم الخميس، أن قيام فرنسا يوم أمس بفرض إجراءات جديدة لتشديد الهجرة تعكس محاولات جدية من جانب الرئيس إيمانويل ماكرون لانتزاع هذا الملف من منافسيه السياسيين الرئيسيين، وعلى رأسهم زعيمة (التجمع الوطني) اليميني المتطرف مارين لوبان، بعد أن استغلته لسنوات من أجل صعودها السياسي.

 
وقالت الصحيفة، في مستهل تقرير نشرته حول هذا الشأن على موقعها الإلكتروني: "إن ماكرون يسعى للسيطرة على ملف الهجرة بعد أن أعلنت حكومته، يوم أمس، عن حزمة إجراءات جديدة تجعل فرنسا أقل جاذبية للمهاجرين، بينما تفتح الباب في الوقت نفسه أمام العمال الأجانب المهرة".
 
وأوضحت الصحيفة: "أنه مع اقتراب موعد إجراء انتخابات بلدية مهمة خلال أشهر قليلة، فإن ماكرون فضل التحول صوب اليمين ومن ثم التحدث بصرامة عن الهجرة، لا سيما فيما يخص الانتهاكات المزعومة لنظام الرعاية الاجتماعية السخي في فرنسا، على أمل تحجيم حزب لوبان، المعروف سابقًا باسم الجبهة الوطنية".
 
وأبرزت الصحيفة الأمريكية، أنه من بين الإجراءات الصارمة الجديدة التي اتخذها ماكرون، بندا ينص على أنه يتعين على طالبي اللجوء الانتظار لمدة ثلاثة أشهر قبل أن يتمتعوا بخدمات الرعاية الصحية.
 
من جهتهم، قال مسؤولون، حسبما نقلت (النيويورك تايمز)، إن مخيمات المهاجرين غير الرسمية في باريس وحولها سيتم إزالتها بحلول نهاية العام، نظرا لأن الحكومة تواجه مشكلة متنامية ومرئية في العديد من المدن الفرنسية.
 
مع ذلك، أعلنت الحكومة أيضًا أنه ابتداءً من العام المقبل، سوف يتم لأول مرة تدشين نظام الحصص السنوية لمنح تأشيرات للمهاجرين المهرة الذين يتطلعون إلى دخول فرنسا.
 
وتابعت الصحيفة الأمريكية: "أن هذه الإجراءات أثارت انتقادات فورية من كل من اليمين، الذي رأى أنها لم تكن كافية، واليسار أيضا، الذي رأى أن ماكرون يعرض اللاجئين المستضعفين بالفعل للخطر السياسي".
 
وبالإشارة إلى أن ماكرون يسعى بالفعل لإعادة انتخابه في 2022، فيما تشير استطلاعات الرأي إلى أنه سيخوض سباقا متقاربا مع مارين لوبان زعيمة التجمع الوطني اليميني المتطرف التي عززت شعبيتها باتهامها ماكرون بأنه متساهل للغاية إزاء الهجرة.