وسيم السيسي
إنه الأستاذ رشاد حرب مؤلف كتاب «إعمال العقل» وهو كاتب ومفكر إسلامى معاصر، حصل على الماجستير فى الدراسات الإسلامية من معهد الدراسات الإسلامية بالقاهرة عام ١٩٨٢، تقرأ هذا الكتاب فتحس أن جينات أبى العلاء المعرى وصلت إليه:

كذب الظن لا إمام سوى العقل

مشيراً فى صبحه والمساء

فإذا أطعته جلب الرحمة

عند المسير والإرساء

يحدثنا رشاد حرب عن معاذ بن جبل وقوله: (أعمل رأيى ولا آلو) ويؤكد هذا بحادثة الجرح والتيمم بالماء، فكانت المضاعفات والموت، فلما علم الرسول بذلك قال عليه الصلاة والسلام: قاتلكم الله لقد قتلتم صاحبكم، أليس لكم عقول تفكرون بها.

يحدثنا رشاد حرب عن ابن تيمية الذى جاء فى القرن السابع الهجرى والذى قال: الأمر ما قلناه، فمن قال خلاف ذلك يستتاب، فإن تاب وإلا قتل! وكيف سجن فى مصر مرتين، وفى الشام خمس مرات.

يقول الأستاد رشاد: كنت أعتقد أن أقذر تجارة هى المخدرات، ولكن الأقذر منها هى الاتجار بالدين، ويرى أن شياطين الإنس هم الصهيونية العالمية وأذيالهم، وأن الإخوان والسلفيين ابتعدوا عن المنهج النبوى الشريف واتبعوا أئمة مضللين.

يحدثنا الأستاذ رشاد عن البخارِى، وكيف انتقده الدارقطنى، وابن حجر فتح البارى لشرح صحيح البخارى، ويطالب بتشكيل لجنة لمراجعة الحديث ٣٢٦٨، و٣٨٤٩ (القِردة الزانية ورجمها) ٦٥٨١، الحديث الخاص بموسى الذى فقأ عين ملاك الموت، والأستاذ رشاد يفرق بين التقدير والتقديس، وأن البخارى اهتم بالسند دون المتن، ويرى أن هناك أحاديث دست عليه، خصوصا وأن البخارى تم نسخه ٢٤٠ سنة بعد وفاته.

وفى باب أسباب تراجع المسلمين، العقلية الأحادية، عدم التفرقة بين البدعة المفيدة والبدعة الضارة غياب العقلية الجدلية، غياب ادع إلى سبيل ربك.. إلخ أو جادلهم بالتى هى أحسن ولو كنت فظاً.. إلخ من لا يعمل عقله، لا يملك القوة لحماية دينه، ودونية المرأة ويؤكد أن حديث المرأة والكلب والحمار مكذوب، بدليل الحديث النبوى الشريف: النساء شقائق الرجال لهن مثل الذى عليهن بالمعروف.

فى فصل: خذوا الحكمة من أفواه المجرمين (هتلر) وكتابه: كفاحى: عقيدة اليهود تستمد روافدها من الحقد والكراهية، إنها ضربة لبنى البشر، إنهم زعماء الكذب، وإذا قامت لهم دولة سوف يرفضون رسم حدود لها! كما قال المؤرخ البريطانى إدوارد جيبون: أعمال اليهود الفاسدة كان لها أثر كبير فى سقوط الإمبراطورية الرومانية.

يقارن رشاد حرب بين الصهاينة والمتأسلمين، هما يشتركان فى ارتكاب الفظائع بالإتجار فى الدين، ولكن الصهاينة يتمتعون بذكاء يصل إلى حد العبقرية، والمتأسلمون يتميزون بغباء يصل إلى حد الحماقة (ص٩٧).

يقول الأستاذ رشاد: الرئاسة لا تشترط سياسيا كان أو عسكرياً، ولكنها يُشترط الرؤية البعيدة الشاملة، وفى لحظات فارقة يختار الله من له رؤية استراتيجية واعية، ويضرب لنا أمثلة: محمد على باشا، تشرشل، أيزنهاور، ديجول، حتى فى الثقافة ثروت عكاشة كان رجلاً عسكرياً.

يذكر لنا إيجابيات وسلبيات ناصر، السادات، مبارك، فالأول أضاع مصر بالتأميم، الوحدة، ١٩٦٧، كما خرب النسيج الاجتماعى، والثانى أكمل على خراب النسيج الاجتماعى، والثالث جرّف العقل المصرى حين سلم التعليم للإخوان المتأسلمين.

قرأت كثيراً عن الفتنة الكبرى، ولكنى لم أقرأ عنها بحيادية وموضوعية، كما قرأت عنها فى كتاب الأستاذ رشاد حرب، هو ذا يوضح لنا من هم أهل مصر الذين شاركوا فى الفتنة الكبرى، يقول: يروى صاحب العقد الفريد أن قبائل خزاعة، سعد بن بكر، هذيل، جهينة، مزينة، أنباط يثرب (يعيشون فى مصر) أوكلوا أمرهم إلى على بن أبى طالب، محمد بن أبى بكر، عمار بن ياسر، طلحة، الزبير، إذن هى قبائل عربية وليسوا مصريين، مثل قبائل هوارة وأولاد على التى تعيش معنا الآن.

تسوّر محمد بن أبى بكر ومن معه على عثمان، وأخذ محمد بلحية عثمان وقال: أخزاك الله يا نعثل، وكانوا أربعة، قتلوه طعنا، ودفن بعد ثلاثة أيام فى حش كوكب (مدفن لليهود) لهذا كان انتقام معاوية من محمد بن أبى بكر رهيباً، لأن عثمان كان خاله، هذا كتاب جدير بقراءته.
نقلا عن المصرى اليوم