أصبح افتعال وقائع أو تزييف أخرى أحد أهم الأسلحة التي تستخدمها جماعات وجهات معينة، خاصة تلك المسماة بجماعات الإسلام السياسي لتحقيق أهدافها.

ففي الأونة الأخيرة، قام تنظيم الإخوان الإرهابي بهذه المحاولة الحديثة لتحريض وتهييج الشارع المصري من خلال حملات إعلامية مكثفة للتنظيم على أكثر من منصة، تتبع في الغالب جهة واحدة تحركها.

ودأبت هذه الحملات على استغلال بعض الأحداث أو تضخيمها لإحداث حالة من الغضب الشعبي، بما يؤدي لموجات احتجاج وتظاهر، كما تضمنت استخدام كثيف لوسائل التواصل الاجتماعي.

ورصدت هيئة الإذاعة البريطانية منشورات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، كشفت تزييف وتدليس حسابات وهمية أنشأها الداعون للتظاهر لتضليل الرأي العام.

من بين ما كشفه الرصد، استغلال تنظيمات إرهابية مثل داعش لموقع تويتر لدعوة المصريين للتحول للعمل المسلح بدلا من المظاهرات.

وكشف تحليل بيانات ومعلومات صفحات التواصل الاجتماعي أن غالبية التغريدات الداعية للحشد في مصر، تمت من حسابات كانت نائمة لوقت طويل، وأخرى أنشأت حديثا.

وحسب ما وصلت إليه عملية المسح، فإن نحو 20 بالمئة من الوسوم، التي كانت تحمل شعارات تحريض، أطلقت باستخدام تطبيق "إيفيت"، وهو تطبيق يسمح بربط وتوظيف عدة خدمات وتطبيقات من موقع واحد.

وكشفت عملية الرصد وتحليل المعلومات أن غالبية الحسابات المزيفة، استخدم أصحابها أسماء غربية أو أرقاما ورموزا معينة في نهايات اسم المستخدم.

من بين ما كشفته عملية المسح، أن بعض الوسوم المحرضة ضد مصر، ظهرت حتى قبل الدعوة للتظاهر في الشارع.

وانكشف زيف عملية التحريض، بعزوف شعبي واسع عنها، بل على العكس خرج مصريون للتعبير عن دعمهم للقيادة.

وكان الصحفي المصري أشرف أبو الهول قال لـ"سكاي نيوز عربية"، إن "كل ما تدعيه القنوات العميلة في تركيا غير حقيقي. كان هناك تزييف كبير للأخبار".

وأضاف أن "حملة التضليل انهزمت أمام وعي الناس الذي يعرفون رغم المصاعب الاقتصادية أن هناك جهودا كبيرة تبذل من أجل البناء".

وأكد أبو الهول أن "هناك مجهودا كبيرا يبذل من أجل تفنيد وكشف مدى كذب الصفحات المزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي".

وتابع: "كل هذه الترهات موجودة فقط على القنوات الموجودة في قطر وتركيا، وهذا يكشف كيف يحاولون تزييف وعي المصريين وخداعهم، وهو ما يستلزم تحركا رسميا مصريا تجاه هذه الدول التي تحاول إشعال الحروب الداخلية في الدول".