محمد حسن يونس 

 عندما كان والدى علي فراش الموت .. دعي أن يمنحني المولي عمرا يوازى عمرة .. و كان في الثانية و الثمانين .. و يبدو أن دعوته قد إستجابت .. فبعد شهور معدودة سأنهي الثمانين .. حزينا مكتئبا منزعجا .. لان العالم لم يسر وفق ما كنت أرجو ..

 

لقد صدمتني السنوات الست الماضية ..أن أرى أموال هذا الوطن تهدر .. علي طرق و كبارى غير هامة أو مفيدة إلا في سرعة تحريك القوات لمواجهة المظاهرات و الإنتفاضات .. و مباني مترفة للحكومة و المسئولين و البرلمان لا حاجة لها تبني في الصحارى و علي شاطيء البحر ... و إسكان فاخر لا يحل أزمة الملايين من ساكني العشوائيات إلا في الحماية من غضبتهم ....و منتجعات ستخدم فئات محدودة .. و ترف في المؤتمرات و الدورات الرياضية .. و كل هذا بالدين و القروض التي من الصعب سدادها .
 
بصراحة كنت أفضل أن يتوقف عمرى بعد 30 يونيو 2013 عندما خرج الشعب لتفويض الجيش لمقاومة الأرهاب .
 
و لا أرى تحول جزء من قواتنا المسلحة لسوبر ماركت ينتج و يبيع السمك و الجمبرى و الفلفل الاصفر و الخيار المزروع في الصوب .. أوأرى عربات ميرى يقودها جنود .. و يعمل بها جنود ..مكتوب عليها أسعار الفراخ و اللحمة و البيض .
 
لم أكن أريد أن أشهد هذا الفقر المحبط و هو يزحف بثقة و سرعة ليغطي شرائح من الطبقة الوسطي كانت بعيدة عنة منذ سنوات تعد علي الأصابع ..
 
و بجوارهم .. شباب ينفقون بسفة .. أموال غير معروفة المصدر تشير إلي أن ولي أمرهم كان من النخبة التي إرتفعت مع موجات الطوفان .
 
أتمني أن تنتهي مأساة تواجدى علي هذه الأرض مبكرا سنتين عن ما تمناه والدى .. فالحياة ستكون خلالهما أكثر توحشا و صعوبة و إحباطا ...في ظل هذا النظام شديد القسوة بالغ السفة .