البروتوبرسفيتيروس اثناسيوس حنين

  ما أشبه اليوم بالبارحة!

بين غنى النعمة التاريخى وفقر الواقع الميتافيزيقى
 
كتبها الأرشمندريت باسيليوس الأب الروحى السابق لدير السيدة العذراء ايفيرون الجبل المقدس أثوس
 
نقلها الى العربية الاب اثناسيوس حنين
من يتابع المسرح الكونى للاحداث ’ فى ذلك الزمان ’ واليوم ’ يخرج بيقين شديد بأنه لا يوجد انجاز انسانى بلا نهاية ’ كما لا يوجد اخفاق انسانى بلا قيمة ! اذا ما أمعنا النظر فى السنين التى سبقت نهايات الامبراطورية البيزنطية ’ سنلاحظ توافر كل الاعراض اللازمة للمرض العضال ’ كما نقدر أن نفهم كل المبررات التى أدت الى السقوط المروع والمأساوى لهذه المملكة العظيمة. لعل الاتساع الجغرافى الكبير لهذه الدولة المترامية ’ وتعدد الأمم والثقافات التى احتضنتها الامبراطورية ’ أضف الى ذلك طول عمرها النسبى مقارنة بغيرها من من ممالك التاريخ ’ والغنى الثقافى والحضارى واللاهوتى الغير المسبوق الذى قدمته الامبراطورية البيزنطية ’ وبقدر ما كانت عظيمة مظاهرالقيام العظيم هذه ’ بقدر ما صارت عظيمة كل مظاهر السقوط العظيم وما تبعها من توابع زلزال السقوط الرهيب على كل المنطقة من اليونان وتركيا الحاليين الى سورية ومن الاسكندرية و مصر الى القدس !
 
كثيرة هى توابع سقوط الامبراطورية ومأساوية اذ توالت الصدامات والاضطرابات على كافة المستويات . كان هناك صراع بين الشرق والغرب ’ وعراك بين الفلسفة واللاهوت . العراك فى أحضان الفلسفة كان بين التابعين لأفلاطون الميتافيزيقى والرمزى والمتشيعيين لأرسطو الواقعى والتاريخى . أما فى اللاهوت فالصراعات صارت بين المستقيمى الرأى وبين المنحرفين والمحرفين وبكلام أخر بين الخبرة اللاهوتية - الروحية التى تقتنى بالنسك والتجرد والتواضع حتى الامحاء والتطهر والتقدس وانسكاب العقل – اللوغوس فى القلب بل وفى الكيان كله وبين المعرفة السكولاستيكية والتى تظهر فى الدراسة الدماغية والفلسفات المفذلكة المقارنة وانتفاخ العقل وتأله الأنا وتضخمها حتى الانفجار بأقل دبوس يعلوه الصدأ !!! كان الواقع اليومى’ فى ذلك الزمان ’ غنى بالقوميات والعرقيات والثقافات والايديولوجيات ’ وفى ذات الوقت يموج بالاضطرابات والغليانات والمخاضات والتشنجات والتوقعات والخيبات مع الغياب شبه التام للانبياء الحقيقيين والقادة الملهمين بالمعنى الوجودى للكلمات .
 
كان كل كيان المملكة يرتجف ’ سياسيا وعسكريا ’ وكانت الكنيسة ولاهوتييها يتمخضون لاهوتيا للحفاظ ’ ان لم يكن على وحدة الأمة ’ فعلى الأقل على وحدة كنيسة الأمة ! بينما كانت النهاية تقترب ! كان الناس يسمعون التهديدات ويعاينون الانهيارات ويشتمون رائحة المطامع الغريبة والشماتات القريبة ’ صار الاعداء الذين كانوا يختبئون قديما خوفا وهلعا ’ صاروا يستعرضون عضلاتهم الهزيلة علنا وبوقاحة . صار الناس يسمعون ولأول مرة عن الممنوعات والمحرمات مما أدى الى تزعزع ايمان الكثيرين
 
بل وتشكك المختارين !
أما عن المخاطر فحدث ولا حرج ’ فهل يمكن أن يأتى من الشرق ’ فى ذلك الزمان شئ صالح ’ سوى التهديد التركى – والطمع العثمانى ’ الاتراك الذين كانوا يكسبون الارض يوما بعد يوم مستغلين أحسن استغلال خصام الأخوة الأعداء ! ومن الغرب جأت مطامع الغربيين ’ الباحثون عن الغنائم البيزنطية الثقافية والجغرافية والروحية والفكرية ’ هذا الى جانب هجمات القبائل الألبانية.
 
الشئ اللافت والعجيب أن الكوارث تنشئ نوعان من البشر’ النوع الأول يدبر عنها ويتحاشاها وربما تمنى أو صلى أو سعى الى زوالها ’ والنوع الثانى يقبل عليها ويستثمرها ’ بذكاء أبليسى ’ لحساباته الساقطة والمنحطة ’ النوع الأول من الناس يحزن ويتذاكى ويعمل ويكتئب بينما النوع الثانى يفرح ويشمت ويتخبثن ويلبد فى الذرة على رأى الصعايدة ! النوع الأول يقترح الحلول لخلاص العالم وسلامه بينما النوع الثانى يستفيد من مصائب العالم وكوارثه ويتاجر بالأم الناس (البنوك وتجار السلاح والحشاشين تجار المخدرات وتجار الدين أفيون الشعوب ) .
 
كنت ترى الارتباك الشامل فى أرجاء الامبراطورية شرقا وغربا والتخبط الايديولوجى والضعف الاقتصادى وسقوط مدن كانت يوما عظيمة كالاسكندرية العظيمة ودمشق الغناء على سبيل المثال لا الحصر ! هذا الى جانب حملات السلب والنهب واذا ما أتينا الى مراكز القيادة والادارة فى مدينة الملك قنسطنطين روما الثانية القنسطنطينية ’ نرى فقدان السيطرة والارتباك الكبير والتفكك الشامل والبحث عن معونة السماء بعد أن يأس الناس من معونة الأرض ! . كان يسود البلاط الملكى المؤامرات والقتل بين الأخوة لأجل عروش باتت تترنح وكراسى وعروش ملغومة صارت أكفانا للجالسين عليها والمتمسكين بها ’ وحكم أمبراطورية تلفظ أنفاسها الأخيرة .
 
بدأت الضواحى فى التفكك بسبب ثورة العسكر المرتزقة الثائرون على انقطاع أجورهم ’ أدى هذا كله الى بروز أزمة هوية طاحنة واكتئاب جماعى وفقدان للأمان الجمعى والفردى ! صار السؤال الوجودى والبحث الدؤؤب هو عن : من نحن ؟ وأين الملجأ ؟ وما هو الحل ؟ الى أين نمضى ؟ وعلى أية ذراع نتكئ ؟ كيف نتصرف وماذا نعمل فى هذه اللحظات العصيبة لنخلص ؟ ما ذا نعنى بالخلاص وأين نجده ؟ صرنا نسمع من وهناك أصوات كثيرة وأراء متنوعة ! صار الكثيرون من الناس وبعض الاكليروس يقفون عند ويكتفون بالنصف الأول من الأية الاشعيائية "كلنا كغنم ضللنا وملنا كل واحد الى طريقه " أشعياء 53 :6 . بينما كان اللاهوتيون الصادقون يبحثون عن هوية ذاك الذى "عليه وضع الله الاب أثم جميعنا" لم يعد الناس قادرون على معرفة من هم الأعداء ومن أين يأتون ’ كما لا يعرفون الأصدقاء وأين يختبئون !
 
لم تعد تعرف ما ذا تفعل ؟ والى أين تلجأ؟ لم تعد تعرف من هو الصديق الذى يريد ولا يقدر أن يعينك ومن هو العدو الذى يريد ويقدر أن يدمرك ! وسط هذه الفوضى الكونية وهذا السجس تسمع أصواتا كثرة وتميز مطامع عديدة وتختلط أراء كثيرة ’ الكل يتكلم ’ الكل يحاور ’ الكل يصرخ ’ الكل يبدى رأيه ويلقى بدلوه فى السياسة والاقتصاد وحتى فى اللاهوت ! لكن قلما تسمع رأيا هادئا ورؤية متزنة جماعية وليست فردانية ! الكل يقول رأيه وينحصر فى مصالحه الضيقة ولا يرى أبعد من منخاره ! الجميع يطلبون ما لأنفسهم ! لا يسمعون الأخرين !نحن نتكلم ونحن نسمع انفسنا كما يقول اليونانيون وهكذا يعذبون المجتمع برمته وينشرون الاشاعات والفوضى ويثيرون النعرات العرقية والهيجانات القومية والدينية ووسط هذا كله " ظهرت أعماق المياه وأنكشفت أسس المسكونة" المزمور 18 : 15 . حقا " الأن دينونية هذا العالم "
 
ΚΡΙΣΙΣ ΕΣΤΙ ΤΟΥ ΚΟΣΜΟΥ
THE CRISIS OF THE WORLD HAS COME
LA CRISE DU CE MONDE EST DEJA LA !
 
يوحنا 12 :13 . وهى ’ نضيف ’بداية أزمة التاريخ الوسيط والمعاصر’ حيث كلمة دينونة وأزمة واحد فى اليونانية !
 
يأتى وسط هذا الخراب الحضارى والارتداد الثقافى والتلوث اللاهوتى يأتى التقدم التقنى الغربى ليدغدغ أحاسيس الشرق الحزين ويبعث فيه الأمل فى معونة ما تأتى من الغرب ! بينما ظهر فى أرجاء الدولة أو ما تبقى منها وفى المجتمع المدنى الفلسفى بل وفى أحضان الكنيسة المجاهدة للحفاظ على استقامة الرأى وسط ضغوط هذه عددها ’ ظهرت ’ نقول ’ أصوات هادئة ورزينة تنادى بحلول وتقدم رسالة أمل ! بعض الأباطرة البيزنطيون يطلبون مساعدة الغرب ومن رجال الكنيسة من يترجى معونة الغرب المسيحى ! وصل بعض المسيحيين المتضررين الى تفضيل نار المحتل البربرى(هنا التركى العثمانى المسلم) حتى ولو هدد الأرض على جنة الأخوة الهراطقة المسيحيين الذين يهددون العرض ويغتصبون الشرف أى الايمان المستقيم ! وهذا كان رأى القديس قزمان الأتولى لاحقا والذى قتله الاتراك ومثلوا بجثته .هنا بدأت محاولات جادة لاقامة الحوارات بين المسيحيين الارثوذكس وأخوتهم المسيحيين "المنشقين" فى الشرق خاصة من أجل انقاذ الموقف ووقف النزيف القومى والحضارى واللاهوتى وتقديم علاج لاهوتى لأمراض السياسيين والعسكريين من قادة الامبراطوريات للاخوة المسيحيين فى الشرق ووصل الأمر الى تقديم التنازلات والاعتذارات ولكن كان السيف قد سبق اللسان وخسرت الممملكة دمشق الغناء والاسكندرية عاصمة الثقافة الكونية !
 
الحقيقة الباقية هى أن رأس المملكة الحقيقى ورأس كل حكومات الأرض والعالم ’ هو فى الحقيقة ومملكته ليسوا من هذا العالم. تشعر أن هناك قوة عليا تمنح الأبدية والأمان للمؤمنين وبهم الى كل الايكومينى . هذه القوة ليست هى خارج الواقع ولا هى قوة مجردة بل قوة متجسدة فى قلب الشعب المؤمن ’ هذه القوة تضبط كل شئ وتوجه كل أمر بينما كان السياسيون مشاهير أو مجهولون يبحثون متعبون ومذعورون ’ هنا وهناك ’ عن تحالفات ومعونات ! وسط هذا الخراب الشامل شرقا وغربا ووسط هذا السقوط الفظيع للرؤؤس الكبيرة سواء ارتدت تيجانا أو حللا عسكرية ! كانت هناك رأس واحدة لم تنحنى ولم يطولها فساد هذا الدهر ’ هذه الرأس "ليست من هذا العالم " يوحنا 18 :36 وهى القادرة على خلاص العالم شرقا وغربا .هذه هى القوة التى "فى الضعف تكمل وتكتمل "2كورنثوس 12 : 9 . انه هذه القوة هى فى الحقيقة قوة الحب المتجسد الذى غير شكل الحياة وأضفى عليها جمالا ليتورجيا لأنه أعطى للموت والخوف من الموت جمالا ليتورجيا وهكذا أبطل الموت .
 
نحن ’ اذن ’ لسنا متروكون ولسنا بلا حماية ولسنا مجبرون على أن نخطط لأنفسنا ونبحث عن مخارج ونحن ضحايا للذعر والخوف واللاأمان ! لقد تجسد الأمان وتأنسن الحب وتوقعن الفكر كحضور للبركة التى تسند كل انسان مجرب ومعذب من الجذف والامواج العاتية ’ هذا الحضور الهادئ لا يلغى أغلى عطية سبق ومنحها للانسان وهى حريته اذا ان هذا الحضور لا يلغى او ينسخ حرية الانسان من أن يشارك بملء حريته فى ألم و مأساة التاريخ ! هذه الحقيقة الساطعة والأصيلة ظاهرة وحاضرة اليوم وسط التهديد بخراب كل شئ .
 
وهنا وبينما يبحث الهالكون والتعابى عن الحلول لكل المشاكل مكتفين بعقلهم ومنكفين على تذاكيهم فقط ’ فان "المتوكلون على الرب "مز 125 :1 يعيشون ويسلكون فى سلام الحق وأمان الحقيقة . نذكر أنه وبعد الموت المأساوى للسيد ’ كان الجميع من مثقفى الأمة وأذكيائها وعلماء دينها وسياسييها ’ ’نقصد الكتبة والفريسيون’ على يقين تام أن قضية "ذلك المضل " (متى 27 :63 )’ قد أنتهت وتم الحكم عليه وتم صلبه ودفنه وأغلاق الملف ’ وقتها ووسط هذا الخراب العميم ’ جاء السيد القائم من الموت وأظهر ذاته لتلاميذه ومنحهم السلام والأبواب ’ كل أنواع الأبواب ’ محكمة الغلق (يوحنا 20 :19 ). الأن ووسط هذا الخراب العميم ’ يتقبل الشعب المؤمن عن طريق الكنيسة ’ جسد السيد’ وبشكل سرائرى يستلم سلام الله كأشراقات نور تساند قلوب المتكلين على الرب . وهنا تظهر الحقيقة وهى أن من يدعون أنهم الاقوياء الوحيدون والمخلصون الفريدون للشعب الجالس فى الفوضى "بضم الميم وفتح الخاء وكسراللام " ’ هم فى الحقيقة فقراء ويحتاجون هم الى الخلاص. بينما الأخرون الذين يظهرون ويشعرون بأنهم أعداء لنا ويهددوننا ويريدون اختفائنا من على ظهر البسيطة ’ هم يصنعون بنا خيرا ’ نعم خيرا ’ لأنهم أيضا فى حاجة الى بركة وحب الاله المتأنسن .
 
القضية الاساسية والجوهرية هى أن تعيش فى نعمة الكنيسة الارثوذكسية واستقامة الرأى حتى تفرح بالحياة هنا والأن وولا يخيفك الموت على قدم المساواة . أن لا تعيش فقط وتتبارك بل أن يتحول (ميتامورفيسيس ) حضورك الى تجلى وبركة ونعمة للجميع الذين تعيش وسطهم وتتقابل معهم . أن تتحول الى ذلك الذى سيبقى بعد عبورك وهو الخبز الشهى والشراب الطيب لكى يعيش به الأخر ويتغذى ويرتوى صديقا أكان أو عدوا ! ان لا تترك فى مكانك فراغا ! ان لا تترك فى مكانك طعاما ملوثا يجلب المرض أو لغما فكريا يجلب الخراب ويعمم الجهل ! بل تترك كل ما هو صحى وصحيح ومنير لكى يغذى الأخر’ لأن دينك وعقيدتك هى دين وعقيدة الحب أيا كانت ركائبه .
 
هذا الحب يقضى على العداوة فى مهدها ويزرع الحب ويوحد الناس .
هنا نرى أن هناك شيئا نهضمه ونستهلكه ’ كما أن هناك شيئا يتجدد ويبقى الى الأبد "لأنه اذا كان انساننا الخارج يفنى ’ فانساننا الداخل يتجدد يوما فيوما "(2كورنثوس 4 :16). نحن وفى عز التفكك والتشتت الذى يصيب الدولة الأرضية ’ نعيش حضور وترابط الملك السماوى . ففى زمان السقوط ’ نملك حقيقة الصعود ! وتنموا الثقة فى الرب الضابط الكل"البنطوكراتور" . هذا نعيشه فى معية القوات السماوية وملائكة الله الذين يظهرون فى الايقونات وهم يعدون طريق الرب ويتمتعون بالتحديق فى الاله الانسان"الثيأنثروبوس" فى مجده ’ يشاركون فى الليتورجيا السماوو- أرضية أى فى سر الارتفاع سرائريا الى السماء (المسيتاجوجيا)’ والتمعن من فوق فى شئون الأرض ووسط قبة الكنيسة ’ يطل علينا السيد من فوق ونحن نرتل له " وطد ايها السيد كنيستك وجميع المتكلين عليك والتى اقتنيتها بدمك الكريم "
(ΤΟ ΣΤΕΡΕΩΜΑ ΤΩΝ ΕΠΙ ΣΟΙ ΠΕΠΟΙΘΩΤΩΝ ΣΤΕΡΕΩΣΟΝ ΚΥΡΙΕ ΤΗΝ ΕΚΚΛΗΣΙΑΝ , ΗΝ ΕΚΤΗΣΩ ΤΩ ΤΙΜΙΩ ΣΟΥ ΑΙΜΑΤΙ ).
 
هناك واقع لعطية سرائرئية والجديد أن العاطى نفسه ليس بعيدا عنا بل قد أتى "وحل فينا"يوحنا 1 :14 . لهذا ففى اللحظات العصيبة من تاريخ بلادنا والعالم والشرق ’ لابد أن ينتفض جسد الكنيسة كله فى وحدة وصحة بما لديه من مناعة لوغوسية ويقاوم المرض اجتماعيا او سياسيا أكان او اقتصاديا أوحتى لاهوتيا ! السبب ’ ليس قوتنا ’ بل لأن أخر يعمل فى الكنيسة والذى هو هو حياة الكنيسة .
 
هذا يظهر من سلوك الكنيسة وتحركاتها على كل الأصعدة الاجتماعية والسياسية واللاهوتية فى المقام الأول. لا يسيطر على الكنيسة اضطراب أو شلل فكرى أو تقاعس ثقافى ولا يهددها خطر ولا يخيفها تهديد ولا يسيل لعابها لوعيد . الكنيسة تتكلم بوضوح وبهدوء وبقوة وبثقة وتوثيق لكل حديث وتوطيد لكل فعل . ففى وسط الاضطرابات ’ يزداد هدوء الكنيسة وتتضاعف قوتها ’ بل هى قادرة بنعمة سيدها أن تحول الاضطراب فى مياه بركة سياسات هذا العالم ’ الى دواء وشفاء (يوحنا 5 ). ان حياة الكنيسة ذات اتساع كاتساع المحيط والتى لا تقدر عواصف مياه الدنيا أن تربك مياهه ولكنها تحرر اليود الشافى من بطن المياه ’ اليود المانح للشجاعة والاقدام للانسان فى معركة الحياة.