البروتوبرسفيتيروس اثناسيوس حنين


أباء الكنيسة والعهد القديم
للأب البروفسور بجامعة هارفارد جورج فلوروفسكى (1899 -1979 )
 
نقلها الى العربية الأب اثناسيوس حنين
(سبق نشر هذا المقال باللغة الانجليزية فى الدورية "Student ) World ,XXX11 No 4 (1939),page 281 -288.
 
مقدمة :
لقد عبر القديس اغسطينوس عن موقف كل الأباء الشراح حينما قال "أن العهد الجديد كامن ومخفى فى العهد القديم ’ كما أن العهد القديم معلن ومكشوف فى العهد الجديد". فالعهد الجديد هو كمال القديم "قد أكمل". يسوع المسيح هو المسيا والذى حكى عنه الانبياء والذى اكتملت فيه كل المواعيد . لهذا فالشريعة "الناموس "والبشارة السارة "الايفانجيليون"يسيرون معا .لا يستطيع احد أن يدعى أنه تلميذ لموسى ان لم يؤمن بأن يسوع هو الرب لأنه ’ وقى هذه الحالة ’ يخون نفس العهد القديم. الكنيسة الجامعة ’ فقط ’ تملك جميع مفاتيح الكتب المقدسة. لهذا يرفض القديس يوستينوس والشهيد القول بأن العهد القديم هو مجرد رابط بين الكنيسة والمجمع اليهودى لأن الكنيسة هى اسرائيل الجديد . العهد القديم لا ينتمى لليهود بل للكنيسة واليهود متى تابوا ينتمون للكنيسة.هذا لا يلغى ان كلمة "الكتب " تشير الى العهد القديم وبهذا المعنى وردت فى قانون الايمان "حسب الكتب "أى حسب النبوات والمواعيد الواردة فى العهد القديم.
 
أولا : وحدة الكتاب المقدس :
يلاحظ الدارسون بأن الكتاب الكنسيون القدماء يستشهدون من العهد القديم كثيرا ’ وفى بشارتهم بالخلاص وحوارتهم مع الامميين ’ يستعملون العهد القديم .هذه شهادة بأن العهد القديم لم ينقض (بضم الياءوفتح الكاف)بل اكتمل وتجدد وبهذا المعنى لم تكن المسيحية ديانة جديدة ’ بل هى الأقدم .لقد تم دمج القديم فى الجديد لأنهما يكملان بعضهم بعضا فى الاعلان الالهى.لا يوجد انشقاق بين العهدين بل وحدة فى التدبير الالهى.كان على اللاهوت المسيحى أن يظهر ويشرح ويفسر كيف ان العهد القديم هو الذى أعد الطريق لتحقيق غاية الاعلان الالهى فى المسيح يسوع .
 
لا يوجد شرخ بين العهدين ’ بل وحدة فى شخص المسيح .لقد تم اعتبار العهد القديم فى جملته ’ كنبوة مسيحية وكاعداد انجيلى للطريق المسيحى .ولقد تم ’ مبكرا جدا ’جمع نصوص من العهد القديم لاستعمالها كشهادات مسيحية للبشارة. ويعد القديس كبريانوس رائدا فى هذا المجال .والقديس يوستينوس فى حواره مع تريفون قام بمحاولة شرح المسيحية من العهد القديم .
 
ولقد أدانت الكنيسة الجامعة محاولات ماركيانوس بخلع العهد القديم من جذوره المسيحية الجديدة. لقد شددت الكنيسة الاولى وعلمائها وأبائها ونساكها على وحدة العهدين .ويجب تفادى خطر روحنة و مسحنة العهد القديم للهروب من صعوبات التفسير ودراسة اللغات القديمة وشرح الاباء (وفى الشرق النزعة القومية والخلط بين اسرائيل الصهيونية واسرائيل العهد القديم)مما يلقى بظلال قاتمة على تاريخية النصوص القديمة ويفرغ النصوص من دسمها التاريخى والوضعى واستمرارية تاريخ الخلاص .لكن كل هذا لا يلغى حقيقة الاحساس القوى بحضور أنفاس الله وارشاده فى الكتاب المقدس عبر العصور .
 
ثانيا:العهد القديم كرمز
يعد تاريخ تفسير العهد القديم فى الكنيسة الاولى من أهم فصول تاريخ المسيحية وأكثرها تأثيرا وربما يفسر هذا الاشكاليات التى يطرحها على التعليم المسيحى أمس واليوم .لقد أدى ظهور العهد القديم باليونانية (الترجمة السبعينية) الى أن ترث الكنيسة المسيحية مع الترجمة بعض مبادئ التفسير ذات الروح الهيلينية(التفسير الرمزى). كان فيلون ’ هذا اليهودى المتهللن ’ والذى عاش فى الاسكندرية بمصر ’من أفضل وأقدر من أقدم على هذه المحاولة الجريئة ’ الا وهى أن يقدم العهد القديم للعالم المثقف ثقافة هللينية أى محاولة تقديم كتاب دينى بالدرجة الاولى الى عالم متعلمن وأممى (الاب فلوروفسكى لا يستعمل كلمة "وثنى" ونحن نمدح هذا التوجه ).
 
لم يكن أمام فيلون سوى المنهج الرمزى .لم يكن فيلون يقرأ أو يفهم التاريخ - كعادة أتباع المنهج الرمزى فى التفسير - مما أدى الى أن يتجاهل المبادئ المسيانية فى رؤيته الفلسفية للكتاب المقدس والذى ’ أى الكتاب المقدس ’ لم يمثل عنده سوى لون من الفلسفة الالهية بلا علاقة ما مع التاريخ المقدس . لقد فرغ فيلون الكتاب من فحواه التاريخى .لم تشكل له الحقائق التاريخية أية قيمة تاريخية ولا أهمية زمنية . كان فيلون يرى فى الكتاب المقدس وحدة واحدة ولكنه لم يقدر أن يميز أية أفاق تاريخية وبالتالى لا يوجد "ديناميكية " فى الكلمة ’ بل "ستاتيكية".
 
تعاطى الفيلسوف اليهودى المتهللن مع الكتاب المقدس على أنه مجموعة أمثال وقصص تهدف الى توصيل وشرح مبادء فلسفية وأخلاقية .هذا يفسر لماذا لم تقبل الكنيسة هذه التطرف التفسيرى .ولكن لابد من الاعترف بان نهج فيلوس قد مارس تأثيرا كبيرا على كل المحاولات التفسيرية خلال القرون الاولى . لقد سار القديس يوستينوس ’ فى مواضع كثيرة ’على خطى فيلون .برنابا المزيف (بدايات القرن الثانى )بالغ فى الخوض فى الرمزية حتى وصل الى انكار أية قيمة تاريخية فى العهد القديم .
 
يجب الاشارة الى مدرسة الاسكندرية التعليمية (كاتيخيسيس) فى توجهها للموعوظين قد تبنت النهج الفيلونى . ومن ثم تبع القديس أمبروسيوس منهج فيلون الرمزى والغير التاريخى أى الروحى الأخلاقى واللازمنى حتى سماه البعض "فيلون اللاتينى".خلاصة القول أن هذه النهج الرمزى فى تفسير الكتب ’ ثبت بالدليل القاطع بأنه منهج مضلل ومشكوك فى مقاصده .كان لابد أن تمر السنون لكى ما نصل الى التوازن التفسيرى .
 
ومع هذا كله لا يجب أن ينكر أحدنا المساهمة الايجابية التى قدمتها هذه المنهجية .يعد أوريجينوس من أفضل من أدخلوا التفسير الرمزى الى الكنيسة وكان تأثيره كبيرا .وكثيرا ما يندهش الباحث من جرائته التفسيرية الغير المعهودة .لقد أعتاد أن يقرأ فى النص الالهى أمورا شخصية كثيرة .ولكن سنخطئ كثيرا اذا ما اعتبرناه مجرد فيلسوف . لقد كان دارس للكتاب وباحث همام للكلمة ’ بالطبع قام بذلك فى حدود معطيات عصره وظروف أيامه .لقد قضى الايام والليالى فاحصا الكتاب الالهى .
 
لقد كان هم اوريجينوس الكبير هو أن يؤسس كل تعاليمه ولاهوته على الاساس الكتابى .واليه يرجع الفضل فى حضور الكتاب بقوة وتغلغله فى كل اللاهوت الأبائى. لقد قدم الكثير للمؤمن البسيط . لقد صير الكتاب المقدس فى متناول المسيحيين البسطاء لبنيانهم وتعزيتهم .نجح فى أدخال العهد القديم وبشكل متناسق وثابت فى عظاته النارية .كان يشدد دوما على وحدة الكتاب المقدس ويربط العهدين ربطا محكما . أهم انجازات العالم الاسكندرانى تكمن فى محاولاته الكبير فى أن يبنى كل عمارة العقيدة المسيحية اللاهوتية على أساس كتابى.
 
من يقوم بمثل هذه المحاولات الكبيرة ’ لا يخلوا نهجه من سلبيات ’ ولكن اسهاماته الايجابية كانت أكبر .لقد علم ’ بمثاله الشخصى ’ اللاهوتيين المسيحيين بأنه عليهم أن لا يملوا من تفتيش الكتب لأنها تشكل ’ دوما ’ مصدر استنارة لهم ولمن يخدمون .لقد سار على نهجه ’ بلا مبالغة ’ معظم أباء الكنيسة ’ هذا لم يمنع كثرة الاعتراضات ضده . ليس مجال هنا للبحث فى أهم مدرستين للتفسير فى الكنيسة الاولى ’ اذ بات معروفا أهم سماتهم . نقصد المدرسة الانطاكية والتى تمثل"الاستوريا -التاريخ" والمدرسة الاسكندرانية والتى تمثل "الرؤية والاستبطان -الثيؤريا"والرمزية . الشئ المؤكد أنه يجب اللجوء الى النهجين بتوازن لاهوتى وكتابى وكنسى وتاريخى .
 
ثالثا : الخطاب المسيحى والتاريخ
رأى الشراح الاسكندرانيون بأن الكتب المقدسة هى موحى بها ويجب وعلى هذا الأساس أن نثق بأنها تحمل فى ثناياها رسالة كونية لجميع الأمم ولكل العصور .وما عليهم سوى أن يعرضوا هذه الرسالة ويشرحوها وأن يبشروا ويعلنوا ويكشفوا هذه الكنوز ’ كنوز الحكمة الالهية ’ والتى كنزتها العناية الالهية فى ثنايا حروف الكتاب .يرى الشراح الاسكندرانيون بأنه يوجد تحت حروف الاسفار المقدسة ’ يوجد تعاليم أخرى لا يقوى على فهمها سوى المتقدمون روحيا . يقدر المستنير أن يرى خلف الصور البشرية فى الكتاب وأن يميز الاعلان الالهى وأن يتعرف على كلمة الله الابدية فى صورتها البشرية والزمنية . صارت قناعة عامة بأنه وحتى ولو تكلم فى ظروف زمنية محددة وعادات انسانية خاصة بالشعوب ’ الا أنه يوجد دائما فى الكلام الالهى شيئا ما يتعدى كل الحدود التاريخية . نحن ملزمون بأن نميز وبحرص شديد بين النبوة فى ذاتها وبين تفسيرها .يمكن للكثير من قصص العهد القديم أن تصير مصدر تعليم للمؤمن المسيحى حتى ولو لم يخطر على بال الكتاب الاصليين للنص بأن يشيروا من قريب أو من بعيد للحقيقة المسيحية .الافتراض الاساسى وراء هذا النهج التفسيرى هو أن الله قد أراد بأن تصير الكتب المقدسة المرشد الأبدى لكل البشرية’ لهذا فأى تفسير أو أعادة تفسير للعهد القديم هو ’ فى نظرهم ’ حقيقى وأصيل .
 
بينما أهتم الأنطاكيون بشكل خاص للمعنى الحرفى للكثير من النبوات والقصص . يعتبر ثيؤدوروس الموبسيستى هو رائد هذا النهج التاريخى فى شرح العهد القديم حتى أنه اطلق عليه فى الشرق المسيحى لقب "المفسر".وبالرغم من الضرر الذى أصابه بسبب من الحكم عليه بسبب أخطائه التعليمية ’ الا أن أثره على التفسير المسيحى للعهد القديم لا يمكن انكاره .
 
أن الخطر الذى يمكن أن تقع فيه مدرسة التفسير "التاريخى " للعهد القديم هو أن تفقد الرؤية الكونية للاعلان الالهى فى الرسالة الكتابية فى خضم التشديد على الاحداث المحلية والجوانب القومية للعهد القديم . ويكمن الخطر الأكبر فى أن ينحصر الاهتمام بالعهد القديم فى تاريخ شعب ما بين أمم الأرض وليس تاريخ عهد الله الوحيد والفريد مع كل الشعوب .
 
نجح القديس يوحنا الذهبى الفم فى ’ فى جهاده التفسيرى ’ الجمع بين أفضل ما فى النهجين وصنع مصالحة بين ما هو أعمق ما فى المدرستين .كان الذهبى الفم ينتمى الى المدرسة الأنطاكية ’ ولكنه ومن نواح كثيرة كان تابعا لاوريجينوس . من السهل أن تضللنا الرمزية ’ بينما يجب عدم تجاهل المنهج "النمطى" بمعنى أن اشخاص وأنظمة ومؤسسات القديم هى "أنماض" و"أيقونات" للأحداث الأتية .
 
التاريخ نفسه هو تاريخ نبوى.أن الأحداث نفسها تتنبأ ’ أى تشير الى شئ أخر يتعدى حدودها . نحن لا يمكننا أن نصف الاباء الشراح القدامى بأنهم "محافظون" أو "متشددون " ’ لأنهم كانوا فى سعى دائم وراء الحقيقة اللاهوتية ’ أى الرسالة الألهية ’ والتى كثيرا ’ أى الحقيقة اللاهوتية ’ ما تكون مخفية أو مستورة تحت غطاء الحرف .لا يمكن للحق الالهى او البشرى أن تنحصر فى الحرف حتى لو كان الأمر يخص الكتاب المقدس .يعد تفسير القديس باسيليوس حول "الاكساميروس "أى تفسير أيام الخليقة الأولى ’من أفضل أمثلة التفسير الأبائى.
 
نجح باسيليوس فى فى أن يكشف الحقيقة اللاهوتية الكامنة فى القصة الكتابية حول أيام الخلق بشكل متزن ومصالحة حقيقة بين الحرف والروح وبين النص واللاهوت وبين الأنى والأتى .
 
رابعا : العهد القديم والعبادة المسيحية :
لقد عبر الأباء عن موقفهم من العهد القديم فى تاريخ العبادة المسيحية اذ أن الأساس العبرانى للعبادة المسيحية بات واضحا . والكثير من مظاهر العبادة المسيحية مرتبط ارتباطا وثيقا بطقوس المجمع اليهودى . لقد تم وراثة المزامير ’ على سبيل المثال ’ من العبرانيين وصارت رائدة فى كل التسابيح والترانيم فى الكنيسة الاولى ’ وليس فقط قديما بل تشكل المزامير العمود الفقرى للكثير من الصلوات والطقوس المسيحية الى اليوم .يندهش الباحثون فى تاريخ العبادة المسيحية الارثوذكسية للكنيسة الشرقية من كثرة الاشارات الى العهد القديم والتى تتخلل معظم الطقوس والصلوات .هنا تظهر الوحدة بين العهدين فى أجلى صورها .الدليل هو أن الكثير من احداث العهد القديم صارت ترانيم وتسابيح فى الكنيسة مثل تسبحة موسى وعبور البحر الاحمر وتسبحة زكريا ابو يوحنا المعمدان . احداث الاسبوع العظيم حافلة بالاشارات الى العهد القديم كمن يمهد الطريق للعهد الجديد .تقوم العبادة المسيحية على أساس اليقين بأن العهد الحقيقى هو عهد واحد وأنه يوجد اتفاق كامل بين الأنبياء والرسل . ولكن يجب أن لا يفوتنا بأن هذا التنظيم للعبادة تم ’ تدريجيا ’فى القرون اللاحقة . يمثل "قانون القديس أندرياس الكريتى" والذى يقرأ فى صلاة النوم الكبرى فى الصوم الكبير خيرمثال على ما نقول . القانون عبارة عن دعوة الى التوبة وقد تمت كتابته بشكل أدبى وشعرى رفيع المستوى وأساسه الأسفار المقدسة .
 
جميع الخطأة التائبين والذين رفضوا التوبة فى القانون هم من العهد القديم ويتم التأكيد على أن كل هذه الباقة من الـتأئبين فى العهد القديم هم يتبعون طريق المسيحيين أى أنهم ملك للمسيحيية. يصاب الباحث والقارئ بالدهش أمام هذا الفخر بالارشاد الالهى للقديسين القدامى وهذا الخجل الكبير من أخطائهم وعثراتهم .ولا يجب أن ننسى الأثر الكبير لكتاب "نشيد الأناشيد" فى نشأة وتطور التصوف المسيحى .يرى القديس ايرونيموس بأن تفسير اوريجينوس للسفر يعد من أروع أعمال أوريجينوس والذى فيه تفوق على نفسه .كما أن شرح القديس اغريغوريوس النيصصى لنشيد الانشاد يعد ميدالية ذهبية على صدر التفسير المسيحى الملهم بالروح والواقعية .
 
خامسا : العهد القديم وكلمة الله
قيل أكثر من مرة بأن الرسالة المسيحية الاولى قد تهللنت على يد الأباء اليونانيين . يجب أن نكون حريصون حينما نستعمل مثل هذه التعبيرات .على أى حال فأن الأباء هم الذين حفظوا لنا كل كنوز العهد القديم وصيروه ميراثا ثمينا للكنيسة لا يستغنى عنه فى اللاهوت والعبادة .الشئ الوحيد الذى فعلوه هو أنهم لم يقبلوا أن يتبنوا العادات اليهودية والتحفظات القومية . أذ مثل الكتاب المقدس لهم أعلانا أبديا وجامعا وهو يتوجه الى البشرية جمعاء حتى فى عز ما كان الخطاب المسيحى هو النبوات التى نطق بها الانبياء والتى كانت موجهة الى الشعب المختار .
 
هذا معناه أنه لا يمكن لباحث مهما علا شأنه أن يقيس أعماق الأعلان الألهى بمقياس حقبات تاريخية ولت مهما كانت قداسة الحقبة أو وزنها التاريخى .لا يجب أن نكتفى بالقول بأن العبرانيين قد فسروا الكتب بطريقتهم أو أن نكتب لاهوت مسيحى متهود !العهد القديم يقرأ فى الجديد.هذا التفسير ليس نهائيا بل هو محطة فى تاريخ الخلاص لأن نورا جديدا قد أشرق على الاعلانات القديمة من ذاك الذى جاء لكى يكمل ويتمم الشريعة والأنبياء .الكتب المقدسة ليست مجرد كتاب تاريخ او نصوص تاريخية ’ بالمعنى التاريخى الشائع ’ بل هى كلمة الله ’ الرسالة الالهية الى كل الأجيال من خلال التاريخ . ويشكل يسوع المسيح ألف وياء(الألفا والأوميجا) الكتب المقدسة وهو تاج وقلب الكتاب .
 
هذه هى رسالة الأباء الأبدية الى الكنيسة الجامعة فيما يخص العهد القديم ومكانته فى تاريخ الخلاص ومسيرة التدبير .يسود العهد القديم مبدأ الشمولية الكونية أى أن الله هو صانع كل شئ واساس كل شئ ’ أى ينسبوا اليه الموت والخراب والحتمية القدرية والشمولية بلا المام بثقافة العصر ’ لهذ لم يقرأ الأباء والمسيحيين الأوائل العهد القديم منفردا ولم يغرقوا فى تفاصيله الاستاتيكية المقبوض عليها فى الشريعة بلا ديناميكية وروح العهد الجديد وثقافة العصر والفكر الفاحص الناقد .