قُتل 14 مدنياً على الأقل بينهم ثمانية أطفال، اليوم، نتيجة قصف شنّته الحكومة السورية وضربات روسية على مناطق في محافظة إدلب في شمال غربي سوريا، وقال "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، مقره العاصمة البريطانية "لندن": قُتل ثمانية مدنيين بينهم أربعة أطفال وأصيب نحو أربعين آخرين بجروح جراء سقوط صاروخ أرض-أرض أطلقته القوات السورية على مخيم عشوائي للنازحين قرب بلدة قاح في شمال محافظة إدلب قرب الحدود التركية.

من جهة أخرى، أحصى المرصد مقتل "ستة مدنيين بينهم أربعة أطفال، في قصف طائرات حربية روسية استهدف مدينة معرة النعمان" في جنوب إدلب، وتوقّع مدير المرصد رامي عبدالرحمن ارتفاع حصيلة القتلى نظراً لوجود جرحى "في حالات خطرة".

وأخرج مسعف، جثة طفلة غطاها الغبار من تحت الأنقاض ويضعها في سيارة إسعاف. وتسيطر هيئة تحرير الشام "جبهة النصرة سابقاً" على الجزء الأكبر من محافظة إدلب، حيث تنشط فصائل أخرى معارضة وإسلامية أقل نفوذاً. وتؤوي إدلب مع أجزاء من محافظات مجاورة نحو ثلاثة ملايين نسمة، نصفهم نازحون من مناطق أخرى.

ونهاية أبريل، بدأت القوات السورية، بدعم روسي عملية عسكرية سيطرت خلالها على مناطق عدة في ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي المجاور، قبل أن يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار برعاية روسية - تركية في نهاية أغسطس الماضي، ورغم وقف اطلاق النار، تتعرض المنطقة بين الحين والآخر لغارات سورية وأخرى روسية، تكثفت وتيرتها مؤخراً، وتسببت بمقتل 110 مدنيين منذ نهاية أغسطس الماضي، وفقا لما ذكرته وكالة الانباء الفرنسية "فرانس برس".

ودفع الهجوم الذي استمر أربعة أشهر 400 ألف شخص إلى النزوح، كما ألحق الضرر بعشرات المنشآت الصحية والتعليمية. وأودى بنحو ألف مدني، فيما أكد الرئيس السوري بشار الأسد في 22 أكتوبر الماضي أن معركة إدلب هي "الأساس" لحسم الحرب المستمرة في بلاده منذ أكثر من ثماني سنوات، مشيراً إلى أن قواته مستعدة لبدء هجومها "في الوقت المناسب".

وزار الأسد، وفق ما نشرت حسابات الرئاسة على مواقع التواصل الاجتماعي، بلدة الهبيط في جنوب المحافظة، التي تشكل خط تماس مع مناطق سيطرة الفصائل الإرهابية وكانت تلك الزيارة الأولى له منذ اندلاع النزاع الذي تسبب بمقتل أكثر من 370 ألف شخص ونزوح وتشريد نصف السكان داخل البلاد وخارجها.