كتبت - أماني موسى
قال البابا تواضروس الثاني، اليوم في كلمته أثناء تدشين مذابح وأيقونات كاتدرائية العذراء ويوسف النجار بعزبة النخل، في هذا الصباح نفرح بتدشين هذه الكنيسة، ويوم التدشين هو يوم ميلاد الكنيسة ويفرح معي الأباء المطارنة والأباء الأساقفة الحضور معنا والأباء الكهنة وكل الشمامسة والخدام وكل الأراخنة وكل الشعب، هذا هو يوم فرح لنا جميعًا.
 
وتابع البابا، من الأسئلة التي ينبغي أن ينشغل بها الإنسان في حياته على الأرض هو سؤال كيف نفرح قلب الله؟، فالله يعطينا نعمة الحياة ويعطينا أن نعيش ويعطيكم الله العمر الطويل دائمًا، ويعطينا هذا العمر كنعمة وعطية من عنده وعطاياه جديدة في كل صباح.
 
وشدد البابا بأن الخطية تحزن قلب الله، كما يحزنه الضعف وتحزنه الجريمة، فالله عندما خلق الإنسان خلقه للصلاح وللعمل وللحياة.
 
الله يعرف خفايا القلوب
وتابع أن التوبة هي أول ما يفرح قلب الله، ولذا لابد للإنسان أن يبحث عن نقاوة قلبه، القلب الذي لا يسمح بوجود أي خطية بداخله، القلب الذي يتخلص دائمًا من كل الأفكار والأفعال الشريرة، القلب الذي يحفظ نقاوته يمتلئ بمحبة الله، القلب الموجود بداخلنا فقط الله هو الذي يراه أنا لا أعرف ما بداخل قلبك وأنت لا تعرف ما بداخل قلبي، ولذلك الله حفظ القلب في داخلنا لا يراه إنسان، ولكن عندما نقف أمامه في اليوم الأخير سوف تُفتح قلوبنا ويظهر ما فيها، ولذلك أحرص أيها الحبيب على توبتك ونقاوة قلبك لأنه مكتوب "طوبى لأنقياء القلب لأنه يعاينون الله" فبنقاوة قلبك يمكن أن ترى الله وتتمتع بالمعية معه.
 
وأضاف البابا أن أمانة السلوك من أهم ما يسر قلب الله، كل واحد منا لديه أعمال ومسئوليات وبيت وعمل وعنده مسئولية سواء كبيرة أو صغيرة ولكن الله يبحث في هذه المسئولية عن أمانتك، الدول عبر تاريخها تضع قوانين وأحكام من أجل أن يسلك الإنسان مستقيمًا ولكن يكون أساس لكل القوانين أن يكون الإنسان أمينًا أمام الله في عمله ودراسته وبيته وخدمته وفي اعتقاده وفي كنيسته، المهم يكون أمين "كن أمينًا إلى الموت فسأعطيك أكليل الحياة" كن أمينًا وكن هنا صياغتها الزامية وفيها صفة الاستمرار وفيها صفة الخصوصية "كن أنت" كن أمينًا كل الحياة فأعطيك أكليل الحياة، أمانة الإنسان في حياته تؤدي به أن ينال أكليل الحياة ويكون له نصيب صالح في السماء، إذًا أول شيء يفرح الله في حياتنا هو توبتنا " توبة الإنسان"
 
وأردف بأن المحبة تفرح قلب الله، فعمل المحبة بلا نهاية كما قال الكتاب المقدس "المحبة لا تسقط أبدًا"، وفي المسيحية الله محبة، الله صانع محبة والله يعمل ويقدم كل أعماله بهذه المحبة وهو كلي المحبة، محبة الإنسان في قلبه.
 
كل ما نفعله على الأرض هو للتراب
ماذا يخزن الإنسان في حياته؟ كل الأعمال التي نصنعها على الأرض بدون استثناء هي للتراب تنتهي في الأرض إلا عمل واحد هو عمل المحبة كل ما نصنعه على الأرض وكل ما نعيشه وكل ما نمتلكه وكل ما نحققه هو للتراب ويبقي شيء واحد هو المحبة التي في إي عمل، الله يحصد محبتك في كل يوم سواء هذه المحبة ظاهرة أو مع أفراد أو مع اعداد كبيرة.
 
لا يصمد أي بيت إلا بمحبة أفراده لبعضهم
وشدد بأن المحبة الحقيقية هي التي يعيش فيها الإنسان ويستطيع أن يمجد اسم الله في حياته، نحب السماء والطبيعة والإنسان ونحب خدمة كل إنسان والأبدية وهذه المحبة هي التي تشكل كيان المحبة القوى، لا يصمد أي بيت إلا بمحبة افراده لبعضهم الكبار والصغار ولا يصمد المجتمع إلا بوجود المحبة في داخله والمحبة تعني شيئين، يستطيع الإنسان من خلال المحبة أن يسامح الأخر، وفعل المسامحة فعل صعب جدًا ومبارك للإنسان الذي يستطيع أن يفعله
 
الفعل الآخر في المحبة أن يستطيع أن ينسى... هناك إنسان يتوقف دائمًا عند الضعفات والسقطات ودائما في لسانه معاتبة الآخرين واحساسهم بالتقصير وهناك شخص شاطر وناجح يستطيع أن يحب كل أحد ولكن هذه المحبة ليست كلمة جوفاء المحبة هي إنني أستطيع أن اسامحك وأنت تستطيع أن تسامحني وأستطيع أن انسى الحدث "الله يشرق بشمسه وبنوره على الأبرار والأشرار في كل صباح وكل نهار يعطينا تعليمًا جديدًا "فلنبدأ بدئًا حسنًا" هناك من يعيش في خصومة تمتد لفترات طويلة، الله يفرح بك جدًا عندما تقدم محبتك ومسامحتك وأنك تستطيع أن تغفر للأخر وتنسى ما حدث وتفتح صفحة جديدة.
 
وأختتم البابا، هذه الثلاثة يا أخوتي الأحباء هي التي تفرح قلب الله (توبتنا – محبتنا – وحدتنا) وهذه هي التي تفرح قلب الله وتفرح أيام حياتنا على الأرض، يعيش الإنسان متهلل وفرحان ويشعر أنه يؤدي رسالة في المجتمع وأن الله خلقه ليحقق هدف في حياته اليومية.