الشرقية .... سارة على
شهدت محافظة الشرقية أمس، حدثا هو الأول من نوعه، وهو وصول رفات القديسة تريزا من فرنسا، ليجوب عددا من محافظات مصر، كانت محافظة الشرقية من بينها.
 
حيث أقامت الكنيسة الكاثوليكية بمدينة الزقازيق احتفالية كبرى لاستقبال الرفات، وقداس صلوات بدأ بزفة في الصباح بالرفات في شوارع المدينة، وصولا لمقر الكنيسة، إلى جانب صلوات وقداس ومواعظ وترانيم استمرت على مدار اليوم وحتى ليل أمس، بحضور قساوسة الكنيسة، وحشد كبير من أقباط المحافظة.
 
والتقت "أقباط متحدون" بالقس سمعان صبحي، رئيس طائفة الكاثوليك بالشرقية، وراعي كنيسة القديس يوسف، للتعرف على قصة القديسة تريزة، والجهود المبذولة لوصول الرفات لمصر، بعد عدد من المحاولات غير الناجحة لاستقباله.
 
وقال القس سمعان صبحي إن القديسة تريزا ولدت بفرنسا لأبوين تقيين كانا يريدا أن يسلكا طريق الرهبنة، إلا أن الله أراد لهما طريقا، وأثمر زواجهما عن خمس فتيات، أصبحن جميعا راهبات أصغرهم تريزا، فقدت تريزا والدتها التي كانت متعلقة بها بشدة وهي ابنة الرابعة، واتخذت من أختها الكبرى أما ثانية تعوضها عن فقدانها والدتها.
 
وأضاف أنها في العاشرة من عمرها مرضت تريزا مرضا خطيرا، أراد الله تشفى منه في الثالثة عشر من عمرها، وفي الخامسة عشر من عمرها قررت أن تترهبن، ورفضتها رهبة الكرمل لصغر سنها، ولم يضعف ذلك من عزيمتها ولكن قررت مقابلة الأسقف، والذي رفض هو الآخر نظرا لصغرها، إلى أن ذهبت برفقة والدها لروما بموافقة البابا على رهبنتها وأمام عزيمتها قال إن أراد الله لكي سيتم قبولك، وأراد لها دخول الكرمل في سن صغيرة.
 
كانت القديسة تريزة تبحث عن أية فرصة لتقديم الخدمات للراهبات، وبدأت أشواك الورود تصيبها حين أخبرها الشيطان أن حياة الرهبنة لا تلائمها، ولا بد لها أن تعود لعالمها الأساسي، وأفصحت عن ما حدث لها لمعلمتها التي كانت الداعم لها وثبتتها، إلى أن بدأت معاناتها مع المرض الشديد، وبدأ المرض والنزيف يشتد عليها، وكانت تقدم معاناتها حبا إلى الله وشكرا على ابتلاءه -حسب قول القس سمعان.
 
كانت "سانت تريز" تستقبل المرض بنفس راضية، ووجها مبتسما تقابل به كل من يأتي لزيارتها، إلى أن دخلت النزاع الأخير، وفاضت روحها لبارئها هي تضم الصليب وتناجي ربها، وتوفيت وعلى وجهها ابتسامة عريضة تعرب عن رضاها ومثواها.
 
وسرد القس سمعان صبحي، رئيس الطائفة الكاثوليك بالشرقية، أن القديسة تريزة على الرغم من أن عمرها قصير إلا أنها تركت رسالة لجميع الأقباط مضمونها ضرورة نشر المحبة ومساعدة الغير، وتقبل الابتلاءات بنفس راضية، وضربت أروع مثلا للرضا في محنتها المرضية، وتعرضها لوساوس الشيطان، وخاصة مرضها في الثلاثة أشهر الأخيرة.
 
وأضاف "قبل وفاتها قالت سانت تريز، إنها ستجوب العالم حينما تصعد إلى السماء، لتتحقق نبوءتها اليوم أن يجوب رفاتها عددا من دول العالم، خروجا من فرنسا، وعودة لها، وكان لمصر نصيبا هذه المرة، في استقبال الرفات".
 
وقد أعرب رئيس الطائفة الكاثوليكية بالشرقية عن شكره لآباء الكرمل بشبرا، لموافقتهم على أن تكون الشرقية من المحافظات التي حظيت باستقبال رفات القديسة تريزة، لافتا إلى أن نجاح وصولها لمصر هذه المرة جاء بعد عدد من المحاولات غير الناجحة.
 
كما أعرب عن شكره لجميع القساوسة المشاركين في احتفالية الاستقبال من محافظات مصر ومن العالم العربي، وللأنبا تيموثاوس أسقف إيبارشية الزقازيق ومنيا القمح، لتقديمهم العون والمساعدة في مراسم الاستقبال، وللحضور وسط حشد من مئات الأقباط للمشاركة في هذه المناسبة العظيمة.
 
وكان المئات من أبناء طائفة الكاثوليك، وعدد من الطوائف المسيحية قد احتشدوا صباح يوم الاثنين، في الكنيسة الكاثوليكية بالزقازيق، للمشاركة في احتفالات الكنيسة لاستقبال رفات القديسة تريزة، والذي وصل لمصر من فرنسا، ليجوب عددا من محافظات مصر، ويتبارك به الأقباط من أهالي محافظات مصر.
 
وقد وصل الرفات لمصر على أن يجوب عددا من المحافظات، كان لمحافظة الشرقية نصيبا منها، على أن يتنقل الرفات بين 3 كنائس بمدن الزقازيق، وفاقوس، والعاشر من رمضان.
 
وأوضح أن عدد من محافظات مصر شهدت استقبال الرفات، من بينها محافظات الصعيد "المنيا وأسيوط وسوهاج"، والجيزة والقاهرة والفيوم والإسكندرية، وتستقبل كنائس المحافظات الرفات ليوم واحد، ويتم رحيله في صباح اليوم التالي.