قال الكاتب الصحفي محمود مسلم، رئيس تحرير جريدة الوطن، إن القضية الأخطر إعلاميا في مصر الآن هي الشائعات ومواقع التواصل الاجتماعي، موضحا أن هذه المواقع ساهمت في زيادة الشائعات، ونقلتها من مرحلة البطء إلى مرحلة السرعة، ففي ثوان تتنشر الشائعة، بعدما كان يستغرق الأمر أياما في الماضي.

 
وأضاف "مسلم"، في كلمته بالجلسة الختامية ضمن فعاليات مؤتمر "وسائل التواصل الاجتماعي.. الشائعات كيف تصنع وسبل المواجهة"، أن صناعة الشائعات في مصر، تنقسم لنوعين، الأول تقليدي من خلال التواجد في تجمعات وكتل بشرية، وتكثر في الفئات الأكبر سنًا، والأقل وعيًا وتعليمًا، والثاني فئة حديثة، لديها مطابخ لصناعة الشائعات، ويقف خلفها كتائب إليكترونية ولجان، منها في قطر وتركيا، يعملون ضد مصر ودول المقاطعة.
 
وتابع رئيس تحرير "الوطن"، قائلا: إن "البيئة المصرية خصبة لانتشار الشائعات، لآن مصر مستهدفة، وتدار مؤامرة عليها حتى الآن، فكم الصفحات والمواقع التي تصدر يوميًا أصبح خطيرًا، كما أن الأزمة أننا لا نحصل على المعلومة من مصدرها الأساسي".
 
رئيس تحرير "الوطن": نشر أخبار مفبركة عن وفاة الفنانين أمر مؤلم.. عادل إمام مات 30 مرة
وأوضح "مسلم"، أن بعض الناس يربطون انتشار الشائعات بعدم وجود حريات، "أنا مع ذلك، فكل ما لم تتوافر الحريات تنتشر الشائعات، لكن أعلى فترة للحرية كانت من 2011 حتى 2014، وصلت فيها الحرية إلى فوضى، حيث خرجت فيها شائعات كثيرة، وقعت فيها بعض الصحف، فصحيفة كبيرة يومية، نشرت شائعة أن الرئيس الأسبق حسني مبارك سافر تبوك للعلاج".
 
واستعرض "مسلم" إحصائية الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، التي بينت أن عدد المستخدمين لـ"فيس بوك" في مصر، 34 مليونا ونصف، منهم 17 مليون مشترك خلال الفترة من 2014 إلى 2017، ولا يمكن الجزم، حول ما إذا كانت الصفحات حقيقية أم لا، بمعدل 2013 تغريدة في الدقيقة الواحدة.
 
وبخصوص أزمة الوعي، أشار "مسلم"، إلى أن عدد الدجالين 300 و500 ألف دجال في مصر، بمعدل دجال لكل 120 ألف مواطن، موضحًا أن أكبر جريمة، التي تتعلق بنشر أخبار وفاة مفبركة لعدد من المشاهير "عادل إمام مات أكثر من 30 مرة، ومكرم محمد أحمد رئيس الإعلى للإعلام"، لافتًا إلى أن أصعب شيء على البشر، أن يقرأ الأهل خبر الوفاة بحسب تعبيره.
 
وبخصوص أنواع الشائعات، قال الكاتب الصحفي محمود مسلم، إن النوع الأول من الشائعات سياسي، متعلق بالدولة المصرية، ويحاول إضعاف الثقة بين المواطنين والدولة، أما النوع الثاني فئوي، يستخدمه الأندية وبعض الفنانين، وبعض شركات لضرب شركات أخرى، والثالث شخصي، يتعلق بالمكايدات بين الأشخاص في العمل، وهو أقرب للنميمة.
 
وأوضح رئيس تحرير جريدة الوطن، أن الهدف من الشائعات السياسية في مصر معروف، بدليل أن جماعة الإخوان لديها لجان إليكترونية، استغلت قضية تلا، المعروفة إعلاميًا باسم "شهيد الشهامة".
 
وأكد "مسلم" أن مواجهة الشائعات، يتم عبر عدة محاور، تتضمن "حصارها وخنقها مبكرًا، والتوعية للمواطن والمسؤول والإعلامي، وتطوير الإعلام، وعلى المسؤولين كشف الحقائق سريعًا، وتعدد مصادر المعلومة"، مشددًا على أن كل هذا لن يتم بدون مصداقية، أو إذا اعتاد المتحدث الإعلامي، ترديد معلومات بدون مصداقية، وتواصل دائم مع الرأي العام، فضلا عن ضرورة تدريب الصحفيين بشكل مهني.