عرض/ سامية عياد 
"من سيفصلنا عن محبة المسيح؟ أشدة أم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عرى أم خطر أم سيف؟ .. إننا من أجلك نمات كل النهار" المحبة هى أساس المسيحية وركنا جوهريا فيها لأن الله ذاته محبة ، فيجب أن نكون شهود الحب الإلهى ..
 
الدكتور رسمى عبد الملك رئيس قسم العلوم الإنسانية بالإكليريكية فى مقاله "التربية للشهادة أساس المحبة المسيحية" أكد لنا أن المحبة الحقيقية هى محبة الرب من كل القلب وهذا ما نحتاج إليه اليوم ، وهنا يقول لنا أبونا بيشوى كامل فى أحد عظاته إن الكنيسة تحتاج اليوم لشهداء محبة أكثر من شهداء دم ، لو أحببت من أساء إليك أفضل من الذى يقدم نفسه لسفك دمه ، علينا أن نتجاوز الحب المتمركز حول الذات ، لأنك إذا ضخمت ذاتك ووضعتها فى مكانة عالية فقد بعدت تماما عن الشهادة بمحبة المسيح وأصبحت الشهادة هى لذاتك وليس للرب ، انتبه من أن تقع فى هذا الفخ فتخسر حياتك الأبدية . 
 
نحتاج اليوم الى من ينفذ الوصية القائلة "تحب الرب إلهك من كل قلبك ... وقريبك مثل نفسك" ، فمحبة الله هى التى تملك القلب كله ولا يكن هناك مكان للعالم ، فلا يستطيع إنسان أن يخدم سيدين : الله أم المال؟ ، لقد كان الآباء الرسل والقديسون شهداء لمحبة الله فضعف العالم أمامهم وشاهدوا ضعف الشيطان أمام دماء الصليب واكتسبوا صفة الشجاعة والجرأة فى مواجهة الاضطهاد والضيقات القديس بولس الرسول وقف أمام الملك وشهد عن المسيح ، القديس الأنبا أنطونيوس ترك كل ما يملك من غنى وإمكانيات واختار طريق الجهاد الروحى فماتت شهوة المادة والجسد وشهوات العالم ومات قلبه تماما عن العالم وكل ما فيه وأصبح شهيدا فى محبة الله .
 
اعطى قلبك للرب واجعله مغمورا فى محبته فتجد الراحة والفرح ..