كتبت - أماني موسى
تعتبر اوبرا "عايدة" للمؤلف الايطالي جوزيبي فيردي من أجمل الأعمال الموسيقية التي عرفت في القرن التاسع عشر، والتي كتبها المؤلف الإيطالي بطلب من إسماعيل باشا وقام بعزفها في عام 1871، وتتمحور أوبرا "عايدة" حول قصة متصلة بالحضارة المصرية والفرعونية والتي يقوم فيردي بعكسِها من خلال عددٍ من الألحان التي يستخدمها في هذا العمل... الكثير يعرف ويسمع عن أوبرا عايدة لكن من هو مؤلفها؟ أعماله وسيرته الذاتية.. هذا ما سنورده بالسطور المقبلة.
 
أكتشف مخطوطات أوبرا عايدة عالم الآثار الفرنسي "اوجست ماريتا"، وهي عبارة عن قصة من 4 صفحات، ألف قصتها ميريت باشا عالم المصريات الفرنسي الشهير، وكتب نصها الغنائي (الليبرتو) جيسلا نزوني وبعد ترجمتها سلمت إلى الموسيقار الإيطالي فيردي في عام 1870 من أجل تأليف اوبرا عايدة بطلب من الخديوي إسماعيل.
 
تأليف أوبرا عايدة مقابل 150 ألف فرنك
وضع فيردي الموسيقى لأوبرا عايدة مقابل 150 ألف فرنك من الذهب، وقد تم تصميم ديكور وملابس العمل في باريس وكلفت 250 ألف فرنك، وقد أمر الخديوي إسماعيل ببناء دار الأوبرا لتكون جاهزة خلال ستة أشهر في عام 1869، للاحتفال بافتتاح قناة السويس.
 
"جوزيبي فيردي"، الملقب بملك الأوبرا، عاش معظم حياته في مدينة ميلانو، ومازال حاضرًا هناك رغم مرور أكثر من قرن على وفاته.
 
ارتبط فيردي بمصر منذ تأليفه لموسيقى أوبرا عايدة، التي تم تقديمها للمرة الأولى في عام 1871.
 
وفاة شقيقته الصغرى
وُلد "جوزيبي فيردي" في بلدة "رونكول" بشمال إيطاليا عام 1813 لعائلة متوسطة، وكان لديه أخت صغيرة تدعى جيوسيبا، توفيت في عمر السابعة عشر في عام 1833.
 
والده كان يعمل نادلاً ثم مديرًا لفندق متواضع في قريته، وكان فيردي يعمل مع والده.
 
بينما كان لا يزال صغيرًا، انتقل فيردي مع أسرته إلى بوسيتو، حيث كانت فرص تعلم الموسيقى أفضل بكثير، وهناك حصل فيردي على أولى دروس التلحين في بوسيتو.
 
ارتبط فيردي في عمر السابعة بالكنيسة المحلية في بلدته، وعمل في جوقتها، وفي العاشرة من عمره، سجله والداه في المدرسة، لكنه كان يعود كل أحد إلى بوسيتو ليعزف على آلة الأرغن الموسيقية.
 
وفي عامه الثالث عشر طلب أن يكون بديلًا في أول حدث عام يُقام في مسقط رأسه، وعزف موسيقاه الخاصة ما أثار إعجاب الحضور وبدأ في اكتساب سمعة محلية بموسيقاه الرائعة.
 
الانتقال إلى ميلانو
وحين أكمل عامه العشرين انتقل فيردى إلى ميلانو ليواصل دراسته، حيث حصل على دروس خاصة في الألحان المستقلة الإيقاع والمرتبطة النغم، وواظب على حضور العروض الأوبيرالية، وحفلات الموسيقى، وبخاصة الموسيقى الألمانية.
 
وفاة زوجته وطفليه
بعد عودة فيردي لمدينة الأولى بوسيتو، أصبح عميدًا لموسيقى المدينة، بمساعدة أحد محبى الموسيقى من التجار المحليين ويدعى أنطونيو باريزى، وفي عام 1830 قدّم فيردى أول عروضة الموسيقية في منزل باريزي، ثم أصبح فيردى مدرس الموسيقى الخاص لابنته مارغريتا؛ التي تزوجها فيما بعد في عام 1836 ورزقا بطفلين، لكنهما ماتا في العام الأول، ثم فارقت مارغريتا الحياة عام 1840.
 
تأليف أوبرا جديدة بعد وفاة زوجته بعامين
بعد وفاة زوجته بعامين ألف فيردي ثالث أعماله، أوبرا من أربعة فصول والتي تعد من العلامات الفارقة في حياته، ومن خلالها بدأ يشتهر كموسيقي معروف وذاع صيته.
 
وفي عام 1859، تزوج من جيوسيبينا ستريبوني، وكانت زوجةً محبة وداعمة له ولفنه.
ألّف فيردي العديد من الأعمال الأوبرالية (على غرار عايدة وعُطيل)، كما كتب قُداسًا جنائزيًا (Requiem) عام 1874م. 
 
وفاته
في أوائل عام 1901، أصيب فيردي بجلطة دماغية عندما كان في ميلانو مما أدى إلى وفاته بعد أيام في 27 يناير عام 1901 عن عمر يناهز الـ 87، وقد حضر جنازته موسيقيون من جميع أنحاء إيطاليا،  وقد دفن مع زوجتهِ الثانية في المنزل نفسه الذي أسسه للموسيقيين المتقاعدين