كتبت - أماني موسى
قال الكاتب والباحث إسلام بحيري، أن المناخ العام مسمم ينشأ متطرف في العالم العربي كله وفي مصر خصوصًا، وهناك نقطة عامة هي في أصلها خطر كبير نعيشه بالمناخ العام

وأضاف في برنامجه "البوصلة" المقدم عبر شاشة TEN، أنه منذ وفي الرسول "ص" وهناك ابتداع خط تاني في الإسلإم وتحميل الإسلام بما ليس فيه، وتأليف بعض الأحاديث على رسول الله، ولم يكن هناك من ينقح أو ينقد إلا قلة قليلة لم يذكرها التاريخ، مدللاً بمثال لشخص يدعى الدراقطني، الذي تتبع البخاري في منهجه وألف كتاب يسمى "الإلزامات والتتبع"، وفيما عدا الدارقطني لم يحدث تنقيح بعلم الحديث، وفي علم الفقه لم يحدث أي تنقيح أو نقد، وكذلك التفسير، تم وضع روايات في إسرائيليات في روايات، وعليك أن تجاهد لإثبات أنها غير موجودة في التفاسير.

وأردف بحيري، أنا بقول الكلام دة عشان من 130 سنة فقط في تاريخ الإسلام الذي يتعدي الـ 14 قرن، بدأ يظهر خط للنقد والمواجهة والتفنيد والإصلاح والتنوير والتجديد، وقبل ذلك لم يظهر أحد، لأن الاقتراب من هذا يعني الاقتراب من خط النار، وحرب ضروس، ولذلك بداية خط الإصلاح الديني بدأ من المؤسسة نفسها منذ القرن الـ 19 ولكن كانت باستحياء شديد، وفضلوا عدم الدخول في هذه المواجهة.

وتابع، يظل هناك أسماء بارزة هي من كسرت أول طوبة في الحائط المنيع المسمى التراث وتقديسه، ومنهم رفاعة الطهطاوي الذي كان رجل ذكي، ودرس الفرنسية وسافر وتعلم من تكون فرنسا واكتشف حجم الحضارة بهذه البلد وبرلمانها وكيف يعامل الرجال النساء، ووجدها مجتمع مختلف تمامًا عن الشرق ونقل هذه التجربة يسمى "تلخيص الإبريز في تلخيص باريز" قال فيه أنه وجد دستور وعقد اجتماعي، لا يلغي الدين لكن ينظم التعاملات بين البشر، واستلهم محمد عبده فكرة أن العائق أمام كل هذا هو الإصلاح الديني، ومن هنا بدأ طريقه مع الصحافة في كتابة وتعريف ما هو الإصلاح الديني، وهو أول من هدم السور.

وعن محمد عبده، الذي حمل فكر تنويري أيضًا نقح بعض الأحاديث الغير موثقة مثل حديث السحر للرسول، ونقح بعض الأفكار الأخرى كالحجاب، وفي نفس الوقت ظهر الكواكبي وبعض تلامذة لمحمد عبده، وهناك أجيال من الإصلاحيين الذين يريدون إحداث إصلاح ديني، لكن المؤسسة الدينية على مدار عقود لديها عداء مرعب للإصلاح والمصلحين، فعلى سبيل المثال قُتل فرج فودة، وأن العداء للمحتل ليس بقدر عدائهم للإصلاح والمصلحين، لأن هذا يعرض سلطته الروحية على الناس للخطر.

وشدد، شوفوا إد إيه القيم الإسلامية تتهاوى وينفذون وأتباعهم أبئس الكبائر من قول الزور على المصلحين، ويتعاملون بمنطق ارمي في وشه تراب، ولا يتكلمون بالحق، بل يتكلمون بالباطل والزور وهم يعلمون، وفي الظاهر يتحدثون باسم الإٍسلام.

وأختتم، بأفعالهم هذه علموا الناس الخوض في الأعراض والسب والشتم لأي مخالف بالرأي، مناخ مرعب من التسمم والتحريض والكراهية، أي مجتمع يعادي الإصلاح بالعموم -إصلاح علمي أو ديني أو قانوني أو اجتماعي- هو مجتمع منتهي تمامًا ماشي للخلف در، وواقع في بير مش هيطلع منه طالما أنه يرى الإصلاح عدو.