كتب : نادر شكرى
تسبب سقوط جزء من سور الكنيسة الأثرية بدير ابو فانا الأثري ، لحالة من الحزن والألم بعد ان دفع الثمن ضحايا أبرياء هم طفلين وسيدة مسنة ، نتيجة الإهمال في عدم سرعة ترميم السور ، وعدم تحديد مسئولية التقصير فهيئة الآثار بالمنيا أسرعت بإصدار بيان تؤكد فيه أنها طالبت الكنيسة بترميم السور ، والكنيسة ترى ان الآثار الجهة المقصرة لأنها هي من تقوم بالإشراف على عملية الترميم ولا يمكن للدير القيام باى عمل دون وجود الآثار ، وان الدير في خطابه أكد على تحمله نفقات الترميم على ان تكون جهة الآثار بالإشراف ، ووسط هذه الإجراءات الروتينية والاتهامات المتبادلة دفع ثلاث أشخاص حياتهم ثمنا لهذا التقصير .
 
ولكن هذا الحادث كان سببا في فتح ملف الترميم بدير ابو فانا والذي يظهر تقصير هيئة الآثار وتعنتها تجاه الدير بشأن أمرين مازالا لم يحسما وهما استكمال سور الدير وترميم الكنيسة الأثرية للدير وسوف نعرض التفاصيل كالاتى.
 
أولا : التعنت في استكمال سور الدير 
من يتابع معنا أزمة دير ابوفانا التي وقعت في عام 2008 بعد الهجوم على الدير والاعتداء على الرهبان وهدم عدد من القلالى وحرق بعضها من قبل العربان في هذه المنطقة والذي انتهى بالتصالح وعقد اتفاق مبرم بين الدير والعربان دون المساءلة القانونية وقتها ، سوف يدرك حقيقة الأزمة عندما اصدر محافظ المنيا آنذاك اللواء فؤاد سعد الدين قرار ببناء سور حول الدير الاثرى الذي يعود للقرن الرابع ظل الدير سنوات طويلة دون حماية بوجود سور وهو كان من أسباب تعرض الدير للاعتداءات على فترات متلاحقة قبل عام 2008 ، وبالفعل تم وضع حجر أساس السور في وجود الأنبا ديمتريوس أسقف ملوي ورئيس الدير والقيادات التنفيذية وأعضاء مجلس النواب وتم الانتهاء من بناء السور عداء الجزء الخاص بالحرم الأثري ليظل الدير غير امن لوجود جهة دون سور .
 
وظل الدير منذ عام 2008 في مخاطبة لهيئة الآثار لاستكمال بناء السور في الجهة التي تخضع للحرم الثرى دون جدوى وسمحت الآثار فقط ببناء سور حول الكنيسة الأثرية ، لتتبقى مساحة 500 متر تفصل ما بين الكنيسة الأثرية والمزرعة دون سور وهى جهة تسمح باختراق الدير في اى وقت ، وتعللت هيئة الآثار بعدم اجتماع اللجنة الدائمة حتى الان للفصل في هذه المساحة المتبقية لاستكمال السور منذ عام 2008 ، وحاول أسقف ملوي بحكمة وهدوء حل الأزمة دون تصعيد ولكن دون جدوى ، وهو ما يطرح سؤال أسباب تأخر هيئة الآثار بالمنيا عن استكمال السور لحماية الدير ، لاسيما ان الدير تقدم بعدة طلبات عقب حادث دير الأنبا صموئيل الثاني لاستكمال السور لحمايته من اى مخاطر ؟
 
الكنيسة الأثرية بالدير هي أهم معالم الدير الذي يعود للقرن الرابع ومع مرور الوقت والتغيرات المناخية تؤدى إلى إشكاليات في المبنى وهو ما دفع الدير التقدم عدة مرات لهيئة الآثار لترميم الكنيسة الأثرية منذ 1987 وتم تقديم عدة طلبات أعوام 2006 و2008 و 2010 و2016 و2017 ، ولكن تظل الإجراءات والعراقيل الروتينية أو التعنت من بعض الموظفين سببا في تأخير عملية ترميم الكنيسة ، وهو ما يمثل خطر على المصلين مثل ما حدث بسور الكنيسة الاثرى الذي انهار بعد تراكم الرمال وتأثره بالأمطار ، والذي يحتاج إلى إزالة " التبة الرملية " قبل إعادة البناء مرة أخرى .
 
والسؤال : إلى متى يظل المسئولين بهيئة الآثار عائق في الحفاظ على أثار مصر ؟
الجدير بالذكر أن دير أبوفانا يقع في الحاجر الغربي بقرب بلدة هور ويبعد عنها بحوالي أربعة كيلو مترات ، وتتبع هور مركز ملوي محافظة المنيا ويرجح علماء الآثار أن يكون الدير من أوائل أديرة الصعيد بل ويعد من أقدم الأديرة في العالم ، وقد صاحب إنشاءه حركة الرهبنة الأولى ، وكان يعد أهم تجمع رهباني في المنطقة ، وقد كان عامراً بالرهبان والذين تزايد عددهم حتى زاد عن ألف راهب ، وقد أسسه القديس أبو فانا إذ بدأ الرهبنة بالمنطقة في القرن الرابع للميلاد و قرر المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في جلسته المنعقدة يوم السبت 21 بشنس سنة 1720 ش الموافق 29 مايو سنة 2004م برئاسة صاحب الغبطة والقداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الاعتراف بدير القديس أبوفانا المتوحد بملوى ضمن الأديرة الرسمية في الكنيسة القبطية وبناءً على ذلك قام قداسة البابا شنودة الثالث بإعطاء الشكل الرهبانى للرُهبان المقيمين بالدير.