كتب – روماني صبري 
ناقش برنامج "القاهرة الآن" تقديم الإعلامية لميس الحديدي، عبر فضائية "الحدث"، ظاهرة انتحار الشباب في مصر، في إطار انتحار نادر محمد جميل، خريج قسم الهندسة الطبية، جامعة حلوان، من اعلي برج القاهرة جراء تعرضه لازمة نفسية حادة.
 
 ظاهرة عالمية 
وقال الدكتور محمد المهدي – أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، أن حالات الانتحار باتت ظاهرة في كل بقاع العالم، وازدادت مؤخرا لاسيما بين عمر 15 حتى 25، موضحا، أن هذه الفئات العمرية في القديم كان من النادر أن تشهد حالات انتحار."
 
تحول كبير 
واستطرد :" زمان كان في محاولات انتحار تفتقد الإقدام على الانتحار الحقيقي، وكان الانتحار نسبته أعلى في المراحل العمرية الأكبر، إذا ما يحدث الآن  تحول كبير في العالم اجمع ، موضحا، ومن أسباب الإقدام على الانتحار : العزلة الأسرية، انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، الظروف الاقتصادية الصعبة، الضغوطات النفسية." 
 
غريزة الحياة- غريزة الموت
وواصل :" كل هذه العوامل تحدث خلل بين غريزة الحياة والموت .. لان كلنا عندنا غريزة الحياة وعندنا برضه غريزة الموت، وغريزة الموت يسعى إليها الإنسان في ظروف معينة، عكس غريزة الحياة هي من تستبد بنا طوال اليوم." 
 
 موضحا :" تطغى غريزة حب الموت جراء الضغوطات النفسية فتحدث  خلل في المخ ، فيجد الشخص في الموت المخرج والأمل الوحيد له .. يظن غالبية البشر أن فكرة الانتحار تحل بعقل الإنسان في لحظة ، وهذا خطأ شائع ، لان الانتحار له فترة حضانة قد تستمر شهور، حيث تتكون الأفكار والمشاعر والسلوكيات وتتجه نحو هدف واحد وهو إنهاء الحياة ." 
 
مشددا :" فترة حضانة الانتحار مهمة جدا لأسرة الشخص اللي ليه ميول للانتحار ، واجب يلتقطوا إشارات ورسائل الاستغاثة اللي بيحاول يبعثها ليهم عشان ينقذوه ميقولوش : يعني هو هينتحر فعلا اهو كلام .. معقول هيموت نفسه .. كل الردود دي غلط ، والدليل أن 98% من حالات الانتحار سببها الأمراض النفسية، و2% منها ناتجة عن قرار شخصي لا علاقة له بالأمراض النفسية ." 
 
المنتحر ليس كافرا 
وبدوره  أكد الدكتور عمرو الورداني- أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن المنتحر ليس كافرا، وليس من حق أي  أحد الادعاء على الله، بقوله أن المنتحر كافرا وله عذاب اليم ." 
 
 وتابع :" القول أن المنتحر مات كفرا هدفه الضغط على كل شخص يفكر في الانتحار حتى يتخلى عن هذه الفكرة.. من اجل هذا الهدف ظهرت هذه الفتوى." 
 
الاستفزاز الديني 
وشدد على أن التيارات الجهادية المتشددة السبب في انتشار ظاهرة الاستفزاز الديني داخل المجتمع، بإطلاق فتاوى تكفير المنتحر، بأن كل شخص سيقدم على الانتحار سيخلد في النار، موضحا :" الفتوى استفزازية وجاءت بنتائج عكسية ولم تحقق المرجو منها ، والدليل تجاوز الشباب لها معتمدين على رحمة الله وانه من المستحيل أن يقبل لهم الحياة بعدما بارحهم المرض النفسي ." 
 
موضحا :" الإسلام ينظر للمنتحر على انه ارتكب معصية، كباقي البشر لذلك وجب الصلاة عليه والدعاء له بالرحمة كجميع من ماتوا."