كتبت - أماني موسى
قال المهندس رجل الأعمال نجيب ساويرس، أني لا أبحث عن الوصول إلى رقم معين حتى أقول أني أكتفيت من النجاح المادي، وكل ما أبحث عنه الآن هو أني أعيش سعيد وانبسط في حياتي وأعمل عمل خير ضخم حتى تتذكرني الناس فيما بعد، ولم يعد لدي رغبة لعمل المزيد من الفلوس ، الفلوس محدش هيفتكرني بيها.

لا أبحث عن المزيد من المكاسب المادية وعايز اعيش وانبسط وأعمل مشروع خيري
وأضاف في لقاءه مع الإعلامية لميس الحديدي ببرنامج "القاهرة اليوم" المقدم عبر شاشة العربية الحدث، الطموح لا ينتهي عند سن معين بالحياة، فأنا مثلاً لدي طموح أني أنبسط في الحياة، طموحي أن أقوم بعمل خير جبار مالوش سبق بالعالم، طموح المحافظة على ما بنيته في عملي وأنه يستمر، وأيضًا لدي طموح بأن أرى بلدي بلا فقراء، لأن مصر تستحق أن تصل في مكانة عالية جدًا، وربنا أداها كل حاجة، إحنا بس اللي مُسلطين على نفسنا.

في عمر الـ 16 قلت أنا عايز أبقى من أغنى أغنياء العالم
وعن نجاح عمله، قال ساويرس أنه يعمل من 45 عامًا، وكان دائمًا يثق أنه سيصل إلى ما وصل إليه، وأنه في عمر الـ 16 قال أنه يريد أن يصبح من أغنى أغنياء العالم، مستطردًا: أي شاب يقدر يوصل لو وضع الأمر في دماغه واشتغل عليه.

المال ليس فرصة للسيطرة لكن لمنح صاحبه قوة لعمل الخير
مشددًا أنه لا يرى المال فرصة لفرض السيطرة أو ما شابه لكنها تمنح صاحبها قوة لعمل الخير، قائلاً: تلقيت تعليمي في مدارس ألمانية وحين علمت بوجود سور برلين وأن مدينة كاملة محاصرة وسكانها داخل هذا السور، كان لدي رغبة عارمة في كسر هذا الجدار، وكنت أقول لنفسي آنذاك "لو معايا فلوس كتير جدًا هأجر جيش قوي وأروح أكسر السور وأحرر الناس دي".

تأميم ثروات والده في عهد عبد الناصر.. أنا مدوحر واللي بيدور على خناقة بديهاله
وعن والده ودوره في تكوين هذه الثروات، أوضح ساويرس أن ممتلكات والده تعرضت للتأميم في عهد عبد الناصر، وإن ما تعلمه من والده يفوق المادة والاقتصاد، قائلاً: تعلمت منه كل حاجة، واشتغلت معاه وأنا 18 سنة، اكتسبت منه كل شيء من المثل والقيم والالتزام والأمانة والجهد.

وتابع، "أنا مدوحر دة لفظ صعيدي، اتعلمت من أبويا أبقى مدوحر، ومش بس بواجه، حتى إخواتي بيقولوا لي انت بتدور على الخناقة، واللي عاوزها بديهاله على طول".

هناك الكثير من الايجابيات حدثت بمصر مثل شبكة الطرق وتحرير سعر الصرف
وعن وضع مصر الآن، قال ساويرس لا بد أن نكون منصفين ونقول بعض الإيجابيات التي حدثت، فاليوم تم تحرير سعر الصرف وكانت خطوة جريئة ومفيدة جدًا للاستثمار، وكذا قرار خفض سعر الفائدة على الحسابات البنكية، لأن الفائدة المرتفعة كانت عائق كبير للاستثمار، كما تم القضاء على أزمات الكهرباء والطاقة بشكل ملحوظ للعالم كله، ولدينا شبكة طرق لا أحد يمكنه إنكار أهميتها.

أما السلبيات فهي أن الحكومة لازالت تدخل في القطاع الخاص والاستثمارات، وهنا لا بد من تحديد هوية الدولة، فهي ليست بوظيفتهم، لأن هذا يقلق بعض المستثمرين ويجعل في أحيان كثيرة المنافسة غير عادلة.

بعض الشباب عايز يشتغل بـ 100 ألف جنيه في الشهر
لافتًا إلى أن هناك مشكلة ف التوظيف وسوق العمل يقابلها مشكلة لدى الشباب أن المبتدئين منهم يريدون وظيفة بـ 100 ألف جنيه في الشهر وهو قاعد، غير مدرك أن لقمة العيش تتطلب منك السعي وأنك تبدأ بالمتاح وتنتقل منه لوظيفة أخرى أعلى، لكن مش تقعد بالبيت وتقول أصل اتعرض عليّ 4 آلاف جنيه، يعملوا إيه النهاردة؟ أنت بتتعلم لما بتشتغل متقعدش بالبيت.

غسيل الأطباق بفنادق ألمانيا
وأشار إلى أنه حين بدأ حياته العملية بألمانيا كان معه 50 مارك وحين يطالب والده بالمزيد لأن هذا المبلغ لا يكفي لأسبوع، كان يقول له "لو خلصوا ارجع"، ما اضطرني إلى غسيل الأطباق قائلاً: كانت شغلانة مهببة، ثم ترقيت إلى جرسون، ثم إلى مستقبل النزلاء بالفندق، مشددًا: الإنسان ميرفضش أول فرصة ربنا باعتهاله.

وزير الفقراء والاستفادة من التجربة الصينية
وعن الفقراء في مصر، اقترح ساويرس عمل وزارة للقضاء على الفقر، يتم منح الوزير الخاص بها ما يقرب من 10 مليار من الأموال التي تم توفيرها بالدعم، ويفكر كيف نقضي على الفقر، ويرى تجارب الدول التي نجحت في ذات الأمر، مثل الصين التي تمكنت من القضاء على الفقر لنحو 750 مليون فقير، نرى تجربتهم ونعرف كيف يمكننا تطبيقها بمصر، مفيش داعي للابتكار، لأننا في مصر تخصص أننا ناخد الحاجة ونفصلها على مشكلتنا دون النظر لتجارب الدول الأخرى في ذات القضايا وكيف نجحت في مواجهتها.

أبحث مع "البترول" منذ شهور لإقامة مشروع استثماري في الذهب
وكشف الرئيس التنفيذي لشركة أوراسكوم للاستثمار القابضة، إنه من بين أهم أربعة مستثمرين للذهب حول العالم، مشيرًا إلى أنه تباحث مع رئيس الوزراء ووزير البترول، بشأن الاستثمار في الذهب بمصر، قائلاً: وزير البترول نواياه كويسة جدًا، وهعمل مشروع كويس جدًا، وقاعدين نتداول فيه بقالنا شهور".

هكذا تضيع الاستثمارات
وتابع: "يا ريت  يخلصونا عشان نبتدي، الدهب كان في أعلى مستوى له، ونزل 100 دولار، الناس كانت هتيجي وتقف طوابير وتتخانق، وهتيجي، بس حط قانون زيك زي غيرك، لكن كلام الأجهزة مختلف، وكل شهر بنتأخر بنضيع استثمارات".

الاستثمار في مجال الذهب ساويرس واحد من أعلى 4 في هذا المجال
وأردف أنه اتجه إلى الاستثمار في الذهب، لأنه ملاذ آمن، كما أنه كان قلقًا من التطورات التي حدثت على مستوى العالم، موضحًا: "أنا لا أشتري الذهب، لكني استعملت قدراتي الإدارية في شراء شركات، تستخرج الذهب، واستطعت زيادة قيمة هذه الشركات بطريقة معينة".

قضية بكوريا الشمالية
وعن شركات الاتصالات، قال ساويرس بأن لديه شركة اتصالات خاصة به في كوريا الشمالية وتعمل بشكل جيد، على الرغم من أن النظام هناك "شمولي ومتعب".

وأضاف، مش عارفين نطلع أرباحنا، وبالنسبة للعقوبات الأمريكية، رفعت قضية وكسبتها، لأني بقدم خدمة عامة للشعب وهي التليفونات، ومالي ومال السياسة.

500 مليون دولار لم أتحصل عليهم
مشيرًا إلى أنه تم حل المشكلة الخاصة بالشركة، وحينما خاطبت الأمم المتحدة، قالولي اقفل الشركة، قولت لهم هاتوا الفلوس اللي حطيتها فيها، ورفعت قضايا في أمريكا، وكسبتها، أنا بقدم خدمة عامة للشعب، التليفونات دي وسيلة اتصال زي المياه والمجاري، والحاجات دي معفية من العقوبات، ومن المنطق ده قالولي تقدر تكمل، وكسبت القضية، وحتى الآن لم أحصل على الأرباح التي تبلغ 500 مليون دولار عشان هما متعبين، والفلوس دي بالعملة بتاعتهم".

ماذا حدث بلبنان؟
وأردف، "إحنا بندير شركة الاتصالات اللي في لبنان، والثورة هناك قامت علشان الموضوع ده، أما راحوا يعملوا ضريبة على الواتساب، ومش فاهم مين اللي فكر في الفكرة دي، إحنا بندير الشركة مع الحكومة اللي هي تملك الشركة، وإحنا مجرد عقد إدارة".

أحب اللبنانيين وبيروت وهذا ما حدث في شركة الاتصالات
وأضاف: "أنا بحب بيروت، وبتلكك يكون عندي سبب إني أروح بيروت، أنا بحب اللبنانيين جدًا وبعشق لبنان، أنا أما عملت شركتي بتاع الاتصالات، كان أكتر واحد بيشغل اللبنانيين كنت أنا، حتى المصريين كانوا بيقولوا لو لبناني يبقى على قلبه زي العسل على نجيب، وزعلان أوي على اللي بيحصل هناك".

اتضامن مع وطني ولو على حساب طائفتي.. الانتماء أسمى شعور
مستطردًا، "كل اللي بيشتغل معايا ما أعرفش دينه إيه، أنا ماليش في المواضيع دي، وطلعوا قالوا إني رشحت للشركة واحد شيعي، واللي كان ماسك الشركة مسيحي، وطلعوا قالوا لأ لازم اللي ييجي مسيحي، والشيعي ما ينفعش، وأنا طلعت عندهم على الهوا ووضحت، وزعلوا مني أما قالولي إيه مشكلة لبنان، قولتهم المشكلة إن السياسيين بيشوفوا مصلحتهم الأول، مش مصلحة الطايفة، ولبنان دي في الآخر، وأنا كقبطي لو مصلحة بلدي اتعارضت مع مصلحة طائفتي هتضامن مع بلدي طبعًا، الشعور بقيمة الوطن والانتماء دة أسمى شعور".

وحول أكثر البلاد التي حقق منها أرباح قال ساويرس: "من أكثر البلاد التي تربحت منها باكستان والجزائر قبل ما يسرقوا الشركة مني وياخدوها، وممكن أرجع الجزائر تاني لو إدوني فلوسي اللي سرقوها 4 مليار دولار، أمموا الشركة، واشتروها مني بنص تمنها والنص الباقي ببلاش، حاجة كده ما ترضيش ربنا".

واستطرد، "أنا في حياتي فيه تلاتة آذوني وسرقوني، التلاتة كلهم دلوقتي مسجونين وفلوسهم متاخدة، اللي في سوريا واللي في اليمن واللي في الجزائر، ومعروفين كلهم، وهما عارفين نفسهم، واللهم لا شماتة، وربنا بيوريني إن مش إنت اللي دايمًا لازم تاخد حقك، أنا ممكن اللي أجيبلك حقك".

وعن استثماره في مجال العقارات في مصر، قال ساويرس: "ما كنتش عاوز أدخل علشان أخويا شغال في المجال ده، وكنت أنا وأخويا متفقين محدش يدخل المجال ده، بس أنا بقيت خالي شغل لما بعت الشركة، وهو كان بيشتغل أكتر في السواحل، فعملت مشروع في مصر، وأخويا زعل مني وقتها، وبعدين صالحته، مستطردًا: هو ليه حق أنا اللي خالفت الاتفاق، وأنا قولت له أنت عندك خمسين واحد بينافسوك يعني، لو زادوا واحد، وأنا ما بنافوسوش، إحنا أخوات مع بعض في كل حاجة".

وحول مشروع "زد" بمدينة الشيخ زايد أكد ساويرس أن ما أشيع حول وجود تسهيلات من قبل الدولة خاصة بي، هو غير حقيقي، مضيفًا: "كله كدب في كدب، الدولة قالت هطرح الأرض بالرخصة دي، أبراج كذا وكذا، لأن سعر الأرض بيتحدد من الترخيص، الدولة طرحت المشروع على أنه يتضمن أبراج، وليس أنا من اقترحت، والدولة حاسبتني على الجنينة زيها زي أي متر مباني، ودفعت تمن الجنينة بالكامل والدولة عملت جنينة رائعة، وإحنا هنزود المساحة الخضراء وهنعملها أروع، وهتبقى مفتوحة لكل السكان اللي حواليها، هعملكوا جنينة تنزل من البيت وتروح فيها وتفضل تدعيلي.. بس اصبروا كدة وشوفوا، دة أنا قللت الأدوار عشان أعمل مساحات خضراء".

وتابع، أنا قلق من زيادة الإعلانات المشوهة بالقاهرة، البلد كلها اتملت إعلانات ب ضزاب، الإعلانفاضل يدخل على السرير، مفيس بلد بالدنيا فيها كثافة الإعلانات دي.

وأضاف أن المعروض من العقارات أقل من المطلوب، والناس دلوقتي بقت تهبل في العرض، عشر سنين وفائدة صفر، ودة مش كويس، دا كله هيقلب بغم في الآخر، ودة ممكن يؤدي إلى فقاعة عقارية، لأن معظم الناس بتشتري وتقولك ربنا يبقى يحلها بعد كده، ولو ربنا ما حلهاش هيبقى فيه مشكلة".
 
وعن مشكلة جزيرة أمون، قال ساويرس أن الموضوع مش معايا، دة تبع أخويا ومع احترامي لكل أهل النوبة اللي أنا بحبهم جدًا وأنهم ناس طيبين ومكرما وأمناء.

جزيرة أمون تخص أخي سميح ولو حد اعتدى على أرضي يبقى ربنا معاه بقى
لكن جزيرة آمون بالنوبة خاصة بإحدى العائلات، وسميح اشتراها بعقد ومسجلة بعقد من 100 سنة وواخد تراخيص، وهما اللي معتدين، دي حقيقة الأمر،  والدولة تدخلت لإعمال القانون ودة صح، واللي اعتدوا على الأرض غلطانين، ولو دي أرضي مكانش حد قدر يخطي فيها، لو حد اعتدي على أرضي يبقى ربنا معاه بقى".

مصر بلد قوية والسياسة العالمية الآن بقت كوميدية وناس مجانين بتحكم
واستطرد: "السياسة فى العالم الآن أصبحت كوميدية يا إما ناس مجانين بتحكم، أما مصر بلد جامدة وقوية ويعدي عليها كل حاجة، وهناك طبعًا حاجات مش عجباني وأنا بقولها عشان مصلحة البلد مش ليا، أنا مش عايز حاجة، ربما مزيد من الحريات ودعم القطاع الخاص، ولازم نفتح القنوات ونسيب اللي عاوز ينتقد، وخاصة من الشباب، ما يقول زي ما يقول إحنا نفهمهم ونرد عليهم، والدنيا تحتمل الرأي والرأى الآخر".