كتب – روماني صبري
قال الإعلامي توفيق عكاشة، أن الإعلام مرتبط بالحياة، كذلك الحياة مرتبطة به، حيث يرصد القضايا والأحداث التي يشهدها العالم يوميا، مشيرا إلى انه علم وعلوم وينبغي ألا يقوم على (الفهلوة) والمشاهدة فقط."

وأضاف "عكاشة"، خلال برنامجه (مصر اليوم)، المذاع عبر فضائية الحياة، قمة فارقا كبيرا بين من يملك مهنية الإعلام ومن يشاهد الإعلام ."

موضحا :" من المستحيل أن يكلف أستاذ في جراحة المخ والأعصاب بعمل رسم هندسي لأحدى العمارات لان ذلك بعيد عن تخصصه، كذلك من المستحيل أيضا أن يقوم مهندس معماري بعمل جراحة لمريض مصاب بمرض في المخ وهو درس الهندسة وليس الطب."

وواصل :" هكذا المجال الإعلامي يجب أن يقوده خبراء إعلاميين لأنه أدق مهنة في الحياة، وأخطرها على الإطلاق، لأنه يخاطب العقل، ما جعله طبيب ومهندس ومنتج ثقافات العقل."

ولفت :" عشان كده إخوتنا من بني إسرائيل، رأوا أن المخ أهم الأعضاء في جسد الإنسان، حيث يستقبل الرسائل الإعلامية.. يعني الإعلام مش مدرسة واحدة  بل مدارس مختلفة، وكل شعب بتوجه له رسائل معينة توافق القائمين على الإعلام داخل هذه الدول ليؤثروا على المجتمع ."

موضحا :"الوطن العربي يقع وسط العالم، ويحيط به عدد من المدارس الإعلامية التي لا تتناسب مع فكره ، ومنها المدرسة الأمريكية وهي من المدارس العملاقة في الإعلام، والمدرسة الأوروبية، وكذلك المدرسة الصينية."

منوها :" يطلق على المدرسة الأمريكية في الإعلام " المدرسة الفوقية" بمعنى مدرسة غير عميقة، لان المجتمع الأمريكي ليس له أصل واحد، واعتمد في بداياته على المهاجرين الذين جاءوا إلى قارة أمريكا الشمالية من كل بقاع العالم ."

موضحا :" لذلك الإعلام يخاطب الشعب الأمريكي وفقا للمدرسة الإعلامية التي أتينا على ذكرها، والتي لا تعرف الجذور والأعراق، بل تخاطب المجتمع القائم للحصول على رأي عام واحد، وليس من خلال "المدرسة التحتية" التي تخاطب الشعوب وفقا لجذورهم."

مشددا :" إذا خاطب الإعلام الأمريكان وفقا لإستراتيجية المدرسة التحتية في الإعلام سيبث الفرقة بينهم وسيعرف المجتمع وقتها الجماعات حتى تتفكك الولايات المتحدة وتنهار."

كما لفت :" المدرسة الفوقية في الإعلام ذات مرجعية دينية، كذلك المدرسة التحتية، ولكن هي مراجعات دينية تسير وفق السياسات في هذه البلاد .. عكس الصين مرجعيتها فلسفية وتقوم على نظريات دينية أرضية ما جعل الإعلام الصيني يشهد تطورا في سياساته،

:"في الوطن العربي بقى لا عندنا إستراتيجية إعلامية نمشي بيها، ولا نعلم شيء عن المدارس الإعلامية .. أنشانا كليات وأقسام للإعلام في الجامعات المصرية وخلاص."

مشددا :" استخدمت الدول الغربية كل نظريات المدارس الإعلامية لتقسيم الشعوب العربية من المغرب العربي وصولا لدول الخليج، وفشلت في النهاية ."

موضحا :" يعرف العالم نوعين من كتاب التاريخ، منهم من واكب العصر ومنهم من عارضه .. النوع الأول بالغ في تجميل العصر ، فيما بالغ الثاني في انتقاده وتقبيحه .. عشان كده لما تحبوا تعرفوا الحقيقة اقروا كتب الاثنين وبالاجتهاد تقدروا توصلوا للحقيقة ."