عرض/ سامية عياد
الله هو خالق السموات والأرض هو خالق الكون وما عليه ، خالق الإنسان ليتمتع بما خلق لذا فهو ملك الملوك ، الله اشترانا بدمه وبموته داس الموت وانتصر عليه بالقيامة لذا فهو ملك الملوك ...
 
المتنيح الأنبا شنودة الثالث فى مقاله "الله الملك" حدثنا عن الله الملك موضحا أوصاف الله كملك ، الله هو الخالق للكون وما عليه "للرب الأرض وملؤها، المسكونة وكل الساكنين فيها" ، والكتاب المقدس بعهديه يعلمنا أن الرب هو الملك "ولا يكون لملكه نهاية" ، "أنت هو ملكى وإلهى" ، "الله العلى ملكوته ملكوت أبدى.." ، وغيرها من الآيات ، لذا نحن ندعوه ملكا فى صلوات الكنيسة وطقوسها فى لحن "يا ملك السلام" ، وفى مقدمة الإنجيل "ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا" ، وهكذا .
 
الله هو الملك الذى قيل عنه "ملك الدهور ، "ملك الملوك ورب الأرباب" ، "ملك الحياة" بيده مفاتيح الهاوية والموت وأيضا القيامة والحياة ، وما أكثر النبوات التى وردت عن ملكوت الله وبخاصة فى صلوات الساعة السادسة والتاسعة : "الرب قد ملك فلتهلل الأرض" ، "الرب قد ملك فترتعد الشعوب" ، الرب ملك لأنه خلقنا ولأنه فدانا بدمه ، وقد دعا الرب يسوع الناس الى التوبة لأن ملكوته قريب "قد اقترب ملكوت الله ، فتوبوا وآمنوا بالإنجيل" وعلمنا أن نقول فى صلاتنا كل يوم "ليأت ملكوتك" .
 
وطلبة "ليأت ملكوتك" تحوى على ثلاثة معانى ، الأول : أن يملك الرب علينا ، بمعنى ملكوته على القلب وعلى الحياة كلها "تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك" ، الثانى: أن يملك الله على العالم كله ، بمعنى انتشار الإيمان فى العالم كله وانتشار الفضيلة والخير "فلتعترف لك الشعوب يا الله ، فلتعترف الشعوب كلها" ، الثالث : الملكوت السمائى ، الله يأتى فى ملكوته فى نهاية الزمان ليبدأ الملكوت السمائى هذا الملكوت يكون فى أورشليم السمائية مسكن الله مع الناس "حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضا".
 
لنطلب كل يوم ملكوت الله ، نجاهد من أجل أن يكون لنا نصيب فيه ، ننتصر على الخطية وأن نجعل الله ملكا على قلوبنا وحياتنا "لا تملكن الخطية فى أجسادكم لكى تطيعوها فى شهواته" ، علينا بقمع أجسادنا وأنفسنا لأن "مالك نفسه خير ممن يملك مدينة" ..